قرأت بإمعان تفاصيل هذه "النكتة القذرة"، كما وردت في موقع إلكتروني أمريكي تحت عنوان "مجرد نكتة قذرة أخرى". ترجمتها وأحببت أن أشركك عزيزي القارئ في تفاصيلها.
دخل رجل مع عدد من أصدقائه إلى حانة. جلس على طاولة، وطلب مشروبا، ثم لاحظ شيئا غريبا في ركن من الحانة. رأى إنسانا مكوما ومقيدا بالسلاسل فوق طاولة ومن الواضح انه جريح ويكاد يموت جوعا. أخذ الرجل كوبا من الماء وقليلا من الطعام وتوجه مع أصدقائه نحو ذلك الركن لتقديم المساعدة لذلك الجريح المكبل.
وقبل أن يعرف الرجل ماذا يحدث بالضبط، وجد نفسه ملقى على الأرض وأفراد عصابة من رواد الحانة يحيطون به وينهالون عليه ضربا بقسوة وبلا رحمة. وصرخ أحد أفراد العصابة: هذا الركن من الحانة محظور دخول أحد إليه، وليس مسموحا لك بالدخول إليه. عضو آخر في العصابة أخرج من جيبه سكينا وطعن الرجل وقتله على الفور. وكان الساقي صاحب الحانة يراقب ما يجري ويبتسم في سخرية شديدة.
أحد أصدقاء القتيل كان يصور ما يجري بهاتفه النقال. انتزع أفراد العصابة الهاتف ودمروه. واستدارت العصابة إلى باقي أصدقاء القتيل، وقيدوهم، وهددوهم بأنهم جميعا سيلقون مصير القتيل إذا حاولوا أن يدخلوا هذا الركن الذي يرقد فيه الرجل المقيد بالسلاسل وهو يئن ألما، ثم ألقوا بهم خارج الحانة.
سارع أصدقاء القتيل بالاتصال بالبوليس. حضر اثنان من ضباط البوليس وبدآ في استجواب أفراد العصابة رواد الحانة عن الحادثة. قال أفراد العصابة إن هذه المجموعة انتهكت ركنهم في الحانة، وان الرجل مقيد بالسلاسل لأنه يمثل خطرا شديدا على الحانة وروادها، وانهم لم يفعلوا أي شيء ضد القانون. وقال أفراد العصابة لرجلي البوليس إنهم قتلوا ذلك الرجل لأنه اعتدى عليهم ودخل ركنهم ولم يستمع لتحذيراتهم، ولم يكن أمامهم أي خيار آخر سوى استخدام القوة ضده. وقالوا أيضا إن باقي أفراد المجموعة عندما حاولوا التدخل، كان لابد من إلقائهم خارج الحانة.
التفت الضابط الشاب إلى أفراد العصابة، وقال لزميله الكبير: أنا لا يعجبني ما يجري هنا. وسأل: هل يمكن أن يوجد أي تسجيل لهذه الحادثة.. هل توجد كاميرا أمنية مثلا؟
استدعى صاحب الحانة رجلي البوليس وقال لهما: لدي كاميرا أمنية بالفعل سجلت الحادث، ولكن لابد من أن أحتفظ بها للقيام بتحقيقي الخاص. لهذا لا يمكنني أن أدعكم تشاهدون ما سجلته.
رد عليه الضابط الكبير: حسنا. أظن أن مهمتنا انتهت هنا. شكرا لتعاونك.
لدى خروج رجلي البوليس من الحانة اعترض طريقهما أفراد المجموعة. شرحا للضابطين تفاصيل ما تعرضوا له، وكيف أن صديقهما الذي قتل لم يستفز أحدا بل كان يحاول تقديم المساعدة للرجل المقيد، وان البوليس لابد أن يفعل شيئا. وشرحوا للضابطين كيف قام أفراد العصابة بتدمير الهاتف الذي سجل ما جرى، وكيف قام أفراد العصابة بتقييدهم وتهديدهم، وطلبوا من رجلي البوليس أن يفعلا شيئا من أجل ذلك الرجل المقيد بالسلاسل في ذلك الركن.
أشار الضابط الكبير إلى أفراد المجموعة وقال: اهدأوا. كل شيء تحت السيطرة، إن صاحب الحانة سوف يحقق بنفسه فيما جرى الليلة. سوف يشاهد ما سجلته الكاميرا الأمنية، وسوف يرجع إلينا ويقدم تقريرا بعد ذلك. تحلوا بالصبر.
اندفعت سيدة من أفراد المجموعة وصرخت: لقد قتلوا صديقنا واختطفونا، وهددونا، ودمروا الدليل الوحيد الذي لدينا، ويوجد في ذلك الركن إنسان مكبل بالسلاسل على وشك الموت، وصاحب الحانة كان يشاهد كل ما يجري ويبتسم في استخفاف، وأنتما بعد كل هذا تريدان مغادرة المكان وتركه يحقق في الأمر بنفسه؟.. أنتما لم تكلفا نفسيكما حتى عناء مشاهدة الشريط.. أنتما رجال بوليس.. ما الذي دهاكما بالضبط؟
نظر الضابط الكبير إلى السيدة بغضب وقال: اسمعي أيتها الشابة.. أنا لست على استعداد للاستماع إلى المزيد من هذا الهراء الذي تقولينه، والذي ينضح بالعداء للسامية.. يجب أن تخجلي من نفسك.
بعد 273 يوما من الحادثة، تلقى رجال البوليس التقرير الذي أعده صاحب الحانة عن التحقيق المستقل الذي أجراه بنفسه في الحادثة.
ذكر التقرير أن هؤلاء الأفراد الأبرياء -يقصد أفراد العصابة- لم يرتكبوا أي شيء خطأ أثناء تلك الأحداث "المؤسفة". و"ثبت أن كل الإجراءات التي اتخذوها كانت قانونية تماما".
وضع الضابط الكبير التقرير في ملف جديد، وكتب عليه "حادثة الحانة، 31 مايو".. ثم دس الملف في خزانة مملوءة عن آخرها بالتقارير الرسمية.
ملحوظة:
رويت هذه "النكتة القذرة" بمناسبة صدور التقرير الذي أصدره الكيان الإسرائيلي عن "نتائج التحقيق المستقل" الذي أجراه العدو بنفسه في جريمة الحرب التي ارتكبها جنوده ضد أسطول الحرية والتي وقعت في 31 مايو 2010، والذي خلص إلى أن ما فعله جنود العدو المجرمون ضد نشطاء أسطول الحرية "ينسجم مع القانون الدولي".
أي نكتة أقذر من أن يحقق هذا العدو الإرهابي في جريمته؟.. أي نكتة أقذر من أن يرضخ العالم لهذا؟.. أي نكتة أقذر من وجود هذا الكيان الإرهابي في العالم أصلا؟
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.