معن بشور
في مثل هذا اليوم قبل 35 عاماً، انطلقت من محلة الطريق الجديدة وقرب جامعة بيروت العربية رصاصات المقاومة الأولى وارتقى شهيدا المقاومة الرواد محمد الصيداني وعصام اليسير…
في مثل هذا اليوم قبل 35 عاماً، وتحت شعار أطلقناه يومها في تجمع اللجان والروابط الشعبية: "ليس من العار أن تدخل دبابات العدو عاصمتنا، بل العار كل العار أن لا تجد من يطلق عليها النار"، تجمع شباب المحلة الوطنية المجاهدة وفي مقدمهم شباب 'الرابطة" ليتصدوا للدبابات المتقدمة من شارع المدينة الرياضية لاحتلال المنطقة التي حملت طويلا لواء العروبة والتحرر وفلسطين والانتقام من أهلها الشرفاء…
يومها فشلت قوات العدو في التقدم بسبب المقاومة البطولية التي أبداها شباب المحلة من لبنانيين وفلسطينيين وفي مقدمهم الشهيدان الصيداني واليسير وتم اعطاب دبابتين وتوقف رتل الدبابات المعادية ولم يدنس أرض الطريق الجديدة جندي صهيوني واحد…
في مثل هذا اليوم يمكننا القول إن عصر الانتصارات قد بدأ بعد أن عمت عمليات المقاومة، بكل تنظيماتها وأحزابها وحركاتها وتجمعاتها وأبطالها، كل أحياء العاصمة التي أجبرت العدو على الاندحار من شوارعها بعد أيام على احتلالها وهو يردد بمكبرات الصوت: "يا أهل بيروت لا تطلقوا النار علينا… نحن خارجون من مدينتكم" في مشهد تكرر مرة أخرى في أيار/مايو 2000، مع اندحار جيش العدو وعملائه من معظم أرضنا المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي …
يبقى السؤال الكبير: لماذا يتم التعتيم على هذا اليوم المجيد، على معركته الرائدة في االطريق الجديدة، على شهدائه الرواد الأبطال، على دور العروبيين المقاومين في تلك المعارك… جنبا إلى جنب مع كل القوى والأحزاب التي شاركت ببسالة في تلك الأيام التي هزت العدو…