بسم الله الرحمن الرحيم
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة
ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية إشتراكية
يا ابناء شعبنا العربي العظيم
اليوم الواحد والثلاثون من ايار 2010م ارتكب الكيان الصهيوني جريمة جديدة ليس بحق الشعب العربي الفلسطيني فقط بل بحق كل الامه العربية والشعوب الاسلامية بشكل خاص والشعوب الحرة والمحبة للسلام بشكل عام. فلقد هاجمت القوات الصهيونية سفن اسطول الحرية التي كانت تبحر في المياه الدولية متجهة الى غزة لتقديم المساعدات الانسانية لشعبها المحاصر منذ سنوات، فاستشهد 19 وجرح اكثر من 24 من ركاب السفن، حسب البيان الصهيوني، وذلك من خلال اطلاق النار بوحشية متعمدة عليهم، رغم انهم لم يكونوا اكثر من حملة رسالة انسانية بهدف كسر الحصار وتقديم المساعدات لأبناء فلسطين الحبيبة المحاصرين في غزة، والذين يتعرضون للموت يوميا جراء الحصار الصهيوني الظالم المفروض على غزة.
يا أبناء أمتنا المجيدة.
أيها الأحرار في العالم.
ان هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق مواطنين من أكثر من أربعين دولة، دون اي مبرر او مسوغ سوى الاستهتار بارواح الناس وممارسة الاضطهاد بلا حدود ضد كل من يدين الجرائم الصهيونية، إنها جرائم الارهاب المبرمج الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد اشقائنا في فلسطين وجرائم الغرور والصلف الذي تمارسه الصهيونية العالمية ضد كل الاحرار الذين يرفضون عبث الكيان الصهيوني على ارض فلسطين. انها جريمة تؤكد ارهاب دولة الكيان الصهيوني المعبرة عن :
1 – ان الكيان الصهيوني معاد للانسانية بكافة شعوبها وانه لايحترم احد حتى الدول الصديقة له التي كانت سببا في وجوده على ارض فلسطين وترعاه ماديا ومعنويا.
2 – ان الموقف الامريكي المنحاز لهذا الكيان العدواني الارهابي المزروع على ارض فلسطين يعتبر موقفا متواطئا ليس ضد ابناء فلسطين بل ضد الامة العربية والعالم الاسلامي، كما ان موقف الاتحاد الاوروبي هو الآخر ما يزال مترددا حد التواطؤ مع هذا الكيان، حتى وإن بدرت منه بعض الانتقادات له على جريمته الشنعاء التي ارتكبها اليوم، إلا أنه مطلوب من الاتحاد الاوروبي ان يكون اكثر جدية في رفض هذه الاعمال الارهابية التي ترتكب باسم دولة الكيان الصهيوني ضد شعب فلسطين الاعزل المحاصر.
3- ان القيادة القومية في الوقت الذي تدين هذا الموقف الاجرامي وتستنكر الموقف الامريكي و مطالبة الاتحاد الاوروبي من الكيان الصهيوني بالتحقيق فيما حدث هذا اليوم من قتل واعتقالات وملاحقات لتؤكد تاكيدا قاطعا ان هذه المطالبة ليست الا مدخلا لتبرير جريمة المجرم وتبرئته امام الشعوب والامم التي استنكرت هذا العمل الاجرامي المسيء لكافة الانظمة المعترفه به وبوجوده داخل قاعة الامم المتحدة، كما تؤكد رفضها المطلق لهذه اللعبة التي تساوي بين الجزار والفريسة وتطالب الامم المتحدة وكافة الشعوب والامم المحبة للسلام ان تقف موقفا جادا ومسئولا لردع هذا العمل الاجرامي ومحاسبة الكيان الصهيوني وفقا للمعايير الدستورية والقانونية وحقوق الانسان التي اقرتها الامم المتحدة وكانت سببا في وجودها.
4- ان القيادة القومية وهي تتابع الموقف تؤكد انه لولا الدعم والتشجيع الامريكي ومحاباة الاتحاد الاوربي وصمت معظم الانظمة العربية لما تجرأ الكيان الصهيوني على ارتكاب هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ترتكب يوميا على ارض فلسطين ولو لم يكن الصمت العربي والاسلامي والدولي لما تجرأ الكيان الصهيوني العنصري من السيطرة على المقدسات الاسلامية وضم القدس والحرم الابراهيمي الى ممتلكاته متحديا في ذلك كافة المواثيق والاعراف القانونية والدينية.
5- ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تذكّر العالم كله بان امريكا والاتحاد الاوربي يقيمان الدنيا ولايقعدانها لادانة اعمالا اقل خطورة من جريمة الكيان الصهيوني حال وقوعها وبلا انتظار اي تحقيق. مما يؤكد رعايتهما لهذا الكيان وتجاهل مصالح العرب والمسلمين.
6- ان الموقف الرسمي العربي منذ فرض الحصار على غزة موقف لا يخرج عن كونه مساندا للكيان الصهيوني بوضوح تام، لان هذا الحصار كان يمكن ان تزال اثاره لو فتحت الحدود مع غزة لكن الارتهان لما سمي ب (اتفاقيات السلام) مع الكيان الصهيوني والخضوع للارادة ا لامريكية كانا وراء تواطؤ معظم الانظمة العربية دون مراعاة لمشاعر وأحاسيس جماهير الأمة في مختلف أقطارها وليس فلسطين وحدها.
7- ان الامم المتحدة لم تتخذ الموقف المطلوب كمنظمة ترعى حقوق الأمم والشعوب منها حتى ألان وهي بذلك تؤكد إنها خاضعة للإرادة الأمريكية متجاهلة حقوق شعب فلسطين المهدورة وارض فلسطين المحتلة.
8- لم تقم الدول الكبرى الاخرى حتى الان بإدانة الجريمة الصهيونية بصورة واضحة و فورية وبما ينسجم مع حجم الجريمة، وهذا التـأخر في الادانة هو احد اهم عوامل تشجيع الكيان الصهيوني على الاستمرار في ارتكاب جرائمه على الارض الفلسطينية.
يا احرار الامة في كل مكان
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في ضوء ما تقدم، تدين هذه الجريمة البشعة وتدين المتواطئين مع الكيان الصهيوني وتحملهم المسئولية القانونية والاخلاقية لهذه الجريمة، وتعيد التأكيد على ان تشتت قوى الامة وعدم توحدها رغم كوارثها الكبيرة يقدم رسالة واضحة للكيان الصهيوني وداعميه، رسالة تقول بان القوى الاساسية في الوطن العربي غير مؤهلة لاتخاذ موقف جاد مؤثر يلحق الضرر بمصالح من يدعم الكيان الصهيوني، لذا تجدد ا لقياد ة القومية الدعوة لكافة القوى الوطنية والقومية والاسلامية في كل قطر عربي كي تتحد في جبهة عريضة على امتداد الوطن ا لعربي لتقوم بواجب قيادة الجماهير والتصدي للسياسات الصهيونية والامريكية، لان الجماهير الغاضبة والمستعدة للتضحية ,بلا قيادة منظمة ومتحدة لا تستطيع التاثير الفعال في مجرى الاحداث مهما كانت قوتها ورغبتها، فقط بوحدة القوى العربية المناهضة للصهيونية والاحتلال الامريكي، تتوفر القيادة الموحدة التي تستثمر طاقات الامة وتنظمها وعندها يمكن للامة ان تنهض وتبدأ الهجوم المضاد الشامل.
وفي الوقت الذي تطالب القيادة القومية القوى الحية في الامة ان تتوحد لتهيب بقوى الثورة الفلسطينية ان تتوحد وان تعزز من دور المقاومة في مواجهة جادة داخل الساحة الفلسطينية متحررة من لعبة المفاوضات التي افرغت الثورة والمقاومة الفلسطينية من مضامينها واوصلت شعب فلسطين الى طريق يكاد يكون مسدودا في حين مكنت الكيان الصهيوني من توسيع المستوطنات وهدم المنازل وحرق المزارع دون رادع عربي او دولي.
ايها المناضلون في الامة
ان الجريمة الصهيونية الجديدة قد وفرت الفرصة لاول مرة كي تنخرط شعوب اخرى في النضال ضد الصهيونية التي اغتالت ابناء تلك الشعوب اليوم ووسعت نطاق العدوان الصهيوني، وتلك فرصة لن تستمر طويلا وربما لن تتكرر، لذا نهيب بكافة القوى العربية ان تتحمل مسئوليتها التاريخية في الدفاع عن فلسطين والعراق وكل قطر عربي مهدد.
ان القيادة القومية وهي تطالب الامم المتحدة والمجتمع الدولي لتهيب بالجامعة العربية ان تقف الموقف التاريخي المسئول وان تبادر الى اتخاذ خطوات عملية في مواجهة الجرائم العبثية التي يرتكبها الكيان الصهيوني على ارض فلسطين والجريمة النكراء التي ارتكبها اليوم على قافلة الحرية , تحيي كل الذين شاركوا وتواجدوا على متن سفن القافلة وتعزي أهالي الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن القيم الانسانية وعن الحق والعدل متمنية للجرحى الشفاء العاجل مع مطالبتها الامم المتحدة التدخل الفوري للإفراج عن أسطول الحرية المحتجز في ميناء اسدود من قبل الكيان الصهيوني المجرم.
الرحمة والخلود لشهداء الامة العربية في كل مكان.
تحية للمناضلين من كافة الامم الذين واجهوا فاشية الكيان الصهيوني اليوم,وتحية لكل الذين نزلو الى الشوارع والساحات ليعبروا عن غضبهم واستنكارهم للعربدة الصهيونية وللجريمة البشعة التي ارتكبت ضد رسل السلام والمحبة على متن أسطول الحرية ليكتبوا بدمائهم الزكية سفر النضال الإنساني المشترك ضدا عداء الحرية والحياة.
لنقف جميعا متحدين من اجل بدء الهجوم العربي المضاد المنظم.
مكتب الثقافة والاعلام القومي
31/5/2010