على اثرما أشيع في الأسبوع الماضي من سقوط 26 سيارة من على جسر الملك فهد في عرض البحر، وعدد آخر من على جسر سترة، وانتشار هذه الشائعات المغرضة كانتشار النار في الهشيم.. فإني أتساءل، هل يعي جيدا من يطلق هذه الإشاعات والأقاويل المدمرة خطورتها سواء قصد أشخاصا بعينهم أو نظاما باسره؟
وحمدا لله، فقد بات من الواضح زيف هذه الشائعات، صحيح أن البعض قد صدقها، والبعض الآخر شكك فيها، والبعض الثالث قام بالاتصال للتأكد من دقتها.. لكن المحصلة في النهاية، لم تتعد نشر كلام مغرض يهدف في الأساس الى إثارة زوبعة بين الناس من خلال حرف مسار الحقيقة وتشويه قيمتها وبالتالي فقدان جوهرها.
وحمدا لله مرة أخرى حين كشف ناطق رسمي من وزارة الداخلية عن حقيقة هاتين الشائعيتين المدمرتين.. وعندما، وطمأن الناس، بالقول: "الصحيح أن نظام الكمبيوتر على جسر الملك فهد (الجانب السعودي) قد تعطل من السادسة والنصف صباح الجمعة الى العاشرة صباح اليوم ذاته، وقد عادت الحركة الى طبيعتها فور عودة الكمبيوتر الى العمل مباشرة".
هذه الإشاعات مرفوضة، ويحاسب عليها الصحفي إذا سارع الى نشرها، فما بالكم لو كانت مغرضة؟ فالعقاب لابد أن يكون أشد، والفصل من الوظيفة هو أقل ما يناله، ويحمد الصحفي ربه، إذا لم يحل الى المحكمة، وأشير هنا الى أن الخبر قد تم تناقله عبر رسائل الهواتف النقالة.
فهل يعي جيدا مطلقو مثل هذه الشائعات آثارها السلبية على متلقيها في نشر الخوف والتوجس بينهم، والذين هم بأمس الحاجة الى من ينصحهم، ويوضح لهم مزايا انتهاج القول الصادق، ومزايا العمل المخلص، وينورهم بفوائد الابتعاد عن المهاوي والتحرك في دياجير الظلام.
وأتساءل هنا: لماذا لا يزرع من ينشر الشائعة والقول الضال بين الناس حب الوطن، ولماذا لا يحاول زرع نخلة في حياض وتراب الوطن؟ ولماذا لا يقدم للناس وردة ينتعشون بأريجها، النابع من تربة الوطن ومياهه وخليجه، والمنحدر بتاريخه العربي المتأصل في النفوس.
أقول، اذا كان لدى مطلقي الشائعات الوقت الكافي، فليسترسل أكثر ويعلم محيطه بالماء النظيف بدل تعكير صفوه، ولا المانع في أن يتواصل اكثر فيعلم الناس صيد السمك، ويمكنه ان يتعمق اكثروأكثر في فنون حب الوطن، والتفاني من اجله بدل بث سموم الكراهية، وبدلا من نشر الشائعات المغرضة.. فالناس لم تعد سواء في البحرين أو في المملكة العربية السعودية تتحمل الشائعات التي تزيد الطين بلة، وتعكر صفو الوطن والمواطن.
حقيقة، لا أنا ولا غيري من المواطنين بحاجة الى الشائعات، كفانا.. كفانا ومن يطلق الشائعات هو انسان مريض.. لكونه كلاما مغرضا محكوما عليه مسبقا أو لاحقا بالإعدام.. نحن بحاجة الى الكلام الطيب الصافي النابع من أعماق النفوس، والذي يوحد القلوب.. كلام نابض بالحيوية، يلتف الناس حوله، لكونه يجيء محمولا على أعناق الحقيقة.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.