في كلمة ألقاها في الاحتفال الجماهيري الذي نظمه بدمشق مركز دراسات الاستقلال
الممثل الرسمي للبعث: المقاومة الباسلة أصبحت جزءاً من حياة الشعب وعنواناً كبيراً لشموخه
حكومة التحرير ستمزّق الاتفاقيات النفطية المشبوهة وتلاحق قضائياً الشركات الأجنبية التي نهبت ثروة العراق
قال الممثل الرسمي للبعث في العراق الدكتور خضير المرشدي، أن المقاومة الباسلة أصبحت جزءاً من حياة الشعب وعنواناً كبيراً لشموخه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الخميس الثامن من نيسان في الاحتفال الجماهيري الذي نظمه بدمشق مركز دراسات الاستقلال في ذكرى انطلاق المقاومة الباسلة، وحضره جمع كبير من القوى الوطنية والقومية والإسلامية المناهضة والرافضة للاحتلال ومشروعه البغيض.
وأكد أن الاحتلال هو رأس الأفعى في كل ما جرى ويجري في العراق، وهو الممسك بخيوط الجريمة، ويوجه عناصرها من خلال عمليته السياسية الاستخبارية الفاسدة بعد أن فشل عسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وافتضح أخلاقياً.
وأوضح أنه لم يبقَ أمام الاحتلال إلا محاولات بائسة لإنجاح مشروعه والدفع باتجاه حقن عمليته السياسية بجرع الحياة لإنقاذها من موت محتم، وذلك من أجل تحقيق هدف خطير وهو مصادرة فعل المقاومة الأسطوري وإنجازها التاريخي المتسبب في هزيمته وإضفاء نوع من الشرعية على مشروعه من خلال ما يُسمى بالانتخابات، ليهرب بما تبقى من فلوله وبقاياه، ويتملص من المسؤولية القانونية المترتبة عليه بموجب القانون الدولي كمجرم حرب يجب أن يدفع ثمنها عاجلاً أم آجلاً، ومهما طال الزمن.
وتطرق الممثل الرسمي للبعث إلى مسيرة المقاومة، مشدداً على أنها بدأت منذ السابع عشر الثلاثين من تموز عام 1968، وأنها مقاومة لم تتوقف ولن تنقطع عن حاضنتها الوطنية، متسلحة بفكر وعقيدة العراقيين ومبادئهم السامية، وهي امتداد واستحضار وتراكم لكل تاريخ العراق بما فيه من محطات مشرقة في مقاومة الغزاة والمحتلين ومقارعتهم.
وفيما يأتي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية للبعث العظيم بعيد تأسيسه الذي مرت ذكراه يوم أمس، والتحية لهذا الحزب الكبير العريق حامل رسالة الأمة وأهدافها وعقيدتها، إنما تأتي من كونه حزبا مناضلا ومجاهدا ومقاوما، ولد هكذا فكرة حية متجددة… وثورة على واقع الأمة المتردي وناضل طيلة عمره المديد من اجل تحقيق أهدافها وهاهو الآن بقيادته الشجاعة والمجربة حاديا لركب الجهاد والمقاومة، ويتقدم بخطى واثقة نحو الانتصار النهائي على أعداء العروبة والإسلام.. تحية وسلام لمؤسسه احمد ميشيل عفلق رحمه الله.
تحيةً وسلاماً لقائده المجدد الشهيد صدام حسين رحمه الله.
تحيةً وسلاماً للامين العام للحزب وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المجاهد عزة إبراهيم الدوري.
تحيةً واعتزازاً بشهدائه وكل شهداء العراق والأمة.
تحية خاصة لمجاهدي ومقاومي هذا الحزب الذي أرعب الأعداء واقض مضاجعهم بالرغم من القتل والاجتثاث والتهجير.
التحية خالصة مقرونة بالمحبة إلى جميع فصائل وجبهات المقاومة العراقية الباسلة.
أيها الأخوة
أمام شعب العراق وقواه الوطنية المناهضة والمقاومة للاحتلال ومشروعه البغيض… تحد كبير بجانب التحديات الكبرى الأساسية المتمثلة
بالاحتلال الأجنبي والتدخل الإيراني المكمل له والمشترك معه في عملية تدمير العراق وتقاسم النفوذ والهيمنة ونهب الثروات.
ذلك هو أن الاحتلال والذي هو رأس الأفعى في كل ماجرى ويجري في العراق والذي لازال ممسكا بخيوط الجريمة ويوجه عناصرها من خلال عمليته السياسية الاستخبارية الفاسدة بعد أن فشل عسكريا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا وافتضح أخلاقيا… فانه لم يبق أمامه إلا محاولات بائسة لإنجاح مشروعه في العراق والدفع باتجاه حقن عمليته السياسية بجرع الحياة لإنقاذها من موت محتم بعون الله، وذلك من اجل تحقيق هدف خطير وهو مصادرة فعل المقاومة الأسطوري وانجازها التاريخي المتسبب في هزيمته، وإضفاء نوع من الشرعية على مشروعه من خلال ما يسمى بالانتخابات ليهرب بما تبقى من فلوله وبقاياه ويتملص من المسؤولية القانونية المترتبة عليه بموجب القانون الدولي كمجرم حرب يجب أن يدفع ثمنها عاجلا أم آجلا ومهما طال الزمن.
الذي يريدون تحقيقه هو القول بأن العراقيين قد انتخبوا حكومتهم وأنها حكومة شرعية، وتناسى بقصد وهو العارف جيدا بان العراقيين بأغلبيتهم الساحقة يعرفون جيدا ومعهم أبناء أمتهم وجميع الأحرار في العالم، من أن هؤلاء الذين يحكمون بغداد ماهم إلا جوقة من العملاء والجواسيس والخونة، وانه لا حرية مع الاحتلال، ولا ديمقراطية في ظل الدبابات والطائرات والقتل والإقصاء والاجتثاث والتزوير ونهب الثروات والتفجيرات التي تقوم بها قوات الحكومة العميلة وأحزابها الطائفية والعنصرية، وان كل ما يجري في العراق هو باطل شرعيا وقانونيا وأخلاقيا.
وليعلم العالم كله أن شعب العراق لن يعترف بحكومة نصبها المحتل ويحاول إضفاء صفة الشرعية عليها من خلال انتخابات اشترك فيها نسبة من العراقيين مبالغ فيها حيث إنها اقل من خمسين بالمائة، اسقط فيها هؤلاء العراقيون المشروع الطائفي والعنصري ألاجتثاثي ومروجيه وأحزابه والداعين له، ورفض من خلاله النفوذ الإيراني والصهيوني ومن يشجعه ويدعو له ويتبناه، واثبت هذا الشعب أن لو توفرت فسحة من الحرية الحقيقية بعد رحيل الاحتلال وانحسار التدخل الإيراني والإقليمي، وتهيأت بيئة نظيفة لممارسة الديمقراطية، فان شعب العراق سيختار التيار الوطني المقاوم ومشروعه التحرري وثوابته الوطنية المعبر عن فكر العراقيين العروبي والإنساني المؤمن.
أيتها الأخوات… أيها الإخوة
سبع سنوات مرت وشعب العراق الأبي يواجه اعتى قوة مجرمة على الأرض جمعت معها كل شذاذ الآفاق من الشتات ممن يروجون لمشروعها الاستعماري في الهيمنة والتسلط والابتزاز والاستغلال والفساد والإفساد، متوهمة وبدفع من الصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل اللقيطة، بان هؤلاء سوف يشكلون غطاءا شرعيا لوجودها من خلال عملية سياسية فاشلة وساقطة من جهة، إضافة إلى دورهم المرسوم في معاونتها بتدمير العراق وشعبه قتلا وتهجيرا وإفقارا وتخلفا وشرذمة بل وفي اجتثاث كل ما هو وطني وعربي وإسلامي، اجتثاث الأرض والرموز والقيم والأخلاق والفضائل والمنجزات التاريخية والمادية وكل ماهو معتبر وعزيز في حياة العراقيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، وإشاعة الرذيلة والانحطاط وسوء الخلق والفساد ومفاهيم التخلف والشعوذة والفقر والبغضاء والحقد والكراهية بدلاً من ذلك.
صراعنا كعراقيين مع الغزاة قد بدأ منذ الأيام الأولى لثورة 17 تموز عام 1968، ولعل أحدكم اطلع على مانشره وتحدث به بعضهم في كتاب (صدام مر من هنا) بان التآمر قد بدا منذ تلك الأيام وما تلاها مرورا بالحرب العراقية الإيرانية والتصدي العراقي الباسل لهذا العدوان، ووصولا لما حدث عام 1990 وما بعدها من عدوان مدمر وشامل، وحصار ظالم وشامل وغير قانوني وغير أخلاقي، كان بمثابة القصف التمهيدي لعملية الغزو والاحتلال، حيث إن هذا الحصار الإجرامي مهد الأرض ووفر البيئة لجريمة العصر والإنسانية ألا وهو احتلال بلدنا وتدميره، وان مقاومة هذا العدوان مستمرة طيلة هذه السنوات القاسية، إنها مقاومة عسكرية شاملة، وسياسية واقتصادية واجتماعية وتعبوية وأخلاقية، إنها عملية صراع بين مشروع الخير والنهضة والفضيلة والحضارة والبناء والوحدة والتوحد والحرية والتحرر والتطلع للمستقبل وبين مشروع الشر والنكوص والرذيلة والتخلف والفقر والجهل والهدم والتجزئة والكبت والحرمان والقتل والتراجع لمخلفات الماضي السحيق.
ليس عبثا أن قامت قيادة العراق الوطنية بتعبئة الشعب لمواجهة ومقاومة العدوان.
وليس عبثا أن قامت هذه القيادة المجاهدة بتدريب وإعداد شعب العراق العظيم عسكريا وسياسيا وأخلاقيا وفكريا وعقائديا لمواجهة ومقاومة المعتدين الغزاة والمحتلين.
كما انه ليس ترفا أن تقوم قيادة البعث والعراق بالإعداد لمجموعة من التمارين التعبوية وأشهرها تمرين ((العراق العظيم)) الذي عقد قبل الاحتلال بشهرين والذي تمت ممارسته ميدانيا وحضره كافة قادة الجيش والبعث عسكريين ومدنيين، وكان بإشراف وتوجيه الرفيق القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله، وبحضور مباشر وميداني من الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الدوري أمين عام البعث وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.
إنها مقاومة لم تتوقف ولم تنقطع عن حاضنتها الوطنية متسلحة بفكر وعقيدة العراقيين ومبادئهم السامية، بل إنها كانت امتداد واستحضار وتراكم لكل تاريخ العراق الطويل بما فيه من محطات مشرقة في مقاومة ومقارعة الغزاة والمحتلين، العراقيون شعب لا يوجد بمثل كرمه شعب، ولا يوجد بمثل حبه للضيف وإكرامه شعب، على أن لا يأتي هذا الضيف مدججا بالسلاح وغازيا ومحتلا، فان العراقيين عند ذاك ستكون أرواحهم رخيصة من اجل بلدهم وكرامتهم وعزتهم ومستقبل وجودهم كقادة أساسيين في مركب الإنسانية الواسع.
كيف يمكن لأي شخص مهما كان أن يتنكر لهذا السفر الخالد من النضال والجهاد والمقاومة والإعداد والتعبئة والتاريخ؟؟
كيف بعد كل ذلك يأتي من يقول بأن المقاومة قد بدأت بعد شهرين من الاحتلال وكرد فعل على حادث ثانوي حدث في قرية ما أو مدينة بعينها؟؟
حتى بعد أن قرر المعتدون البدء بعملية الغزو، فإن المقاومة بشقيها العسكري النظامي، وما ترافق معه من مقاومة شعبية، لم تتوقف مطلقا، ففي الوقت الذي يخرج فيه الغزاة تمثيلية إسقاط تمثال رمز العراق والعروبة والإسلام والإنسانية في ساحة الفردوس، فان عمليات جهادية تجري في ساحة اللقاء في بغداد، ونفق الشرطة ومداخل بغداد في السيدية والبوابة الشمالية لبغداد وجزيرة بغداد وفي شوارع وساحات ومناطق أخرى من محافظات العراق مثل كركوك وديالى وصلاح الدين وغيرها.
واستمرت هذه المقاومة الباسلة في الصعود والتنامي وانطلقت فصائل متعددة وطنية وقومية وإسلامية.. جميعها شكلت امتدادا لذلك الجيش العظيم وتراكما لخبرات العراقيين عبر تاريخهم المجيد في منازلة الغزاة.
أرى جازما أيها الحضور الكريم، أن من يتشبث بهذا التاريخ لانطلاق مقاومتنا الأسرع والأروع في تاريخ المقاومات، إنما ينصف هذه المقاومة، ويعبر عن حقيقة هذا الشعب، وبغير ذلك فإنه يجتزئ الحقيقة ويشكل إجحافاً بحق هذا المتراكم من النضال والبناء الحضاري، الذي يجب أن نفخر به جميعا ونتمسك به ونتبناه، وهو شرف لكل من يقول إنني وطني مقاوم ومجاهد، مثلما أن المقاوم والمجاهد ومهما كان نوعه ومنهجه هو شرف للعراق والأمة والإنسانية.
المقاومة أيها الإخوة إذن… هي ليست طلقة تطلق من بندقية أو مسدس أو مدفع أو قناص فقط، وليست عبوة ناسفة تزرع فحسب، وليست فقط عملية عسكرية مجردة تستهدف هذا الهدف أو ذاك… الخ… إنما هي رغم الأهمية القصوى للجانب العسكري فيها، بما يلحقه من خسائر بشرية ومادية كبيرة أجبرت المحتل على اتخاذ قرار الانسحاب من العراق مخذولا مجندلا بل ومنهارا ومهانا، أقول بالرغم من أن ذلك الانجاز الأسطوري قد تحقق بفضل الله وعونه، وكان عنوانا لفضل المجاهدين المقاتلين الأشداء في الميدان على العراقيين وعلى العرب والمسلمين والإنسانية، حيث قاتل هؤلاء الرجال نيابة عنهم ببسالة ونكران ذات وقدموا تضحيات جليلة ودماء غزيرة على طريق نيل حرية العراق وشعبه وأوقفت العدوان وأفشلته في التمدد لاحتلال بلدان عربية ومجاورة للعراق.
بالرغم من ذلك كله فإن المقاومة يجب أن ترتقي إلى أن تكون حركة تحرر وطنية بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى، أي الارتقاء بأدائها وفعلها وهيكلها وإستراتيجيتها ومنهجها وجذورها إلى أن تستوعب جميع الفعاليات والفصائل والجبهات والقوى الوطنية والشخصيات المناهضة للاحتلال والرافضة لمشاريعه ضمن هيكلها، وان تعتمد ركائز العمل الوطني العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعبئة الشعب ونشر ثقافة المقاومة في الرفض والعصيان المدني والثورة الشعبية الشاملة مع التأكيد على تصعيد الفعل العسكري المباشر ضد قوات الاحتلال وتجمعاته وارتاله ومصادر إمداده، وان تعمل على التوحد وفق آلية تفرض من خلالها مبدأ القبول بها كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق، طبقا للمعاهدات والقوانين الدولية وخاصة معاهدة لاهاي لعام 1977 الملحقة باتفاقيات جنيف لعام 1949، والخروج من وصف كونها مقاومة عسكرية فقط لان ذلك يسهل على المشككين والمتخرصين من عملاء الاحتلال وأعوانه أن يصفوها بحالة تمرد أو عصيان أو عنف أو إرهاب كما يجري الآن من قبل قوات الاحتلال ودوله وإعلامه المغرض والمشوش والمشوه للحقائق.
من يعارض ذلك ويعمل على عدم انجازه وبغض النظر عن النية والسبب والغرض، إنما يتسبب بقصد أو بدون قصد في فقدان المقاومة العراقية فرصة مغادرة التشويه والتشويش ومن ثم الارتقاء إلى مصاف الفعل الوطني المعبر عن إرادة شعب العراق، وفرصة الاعتراف الوطني والعربي والدولي لتكون فعلا البديل لمشروع الاحتلال الفاشل والمنهار والمهزوم، وان من يعرقل ذلك مهما ادعى من تمثيل للمقاومة، فانه يساهم في ضياع فرصة التمسك بحقوق العراق وانتزاعها.
على جميع المقاومين والرافضين للاحتلال ومشروعه إن يتخلوا عن كل الأغراض والأنانيات، وان نتمسك بالقيادة الشرعية الميدانية للمقاومة والتي أفرزتها وصقلتها طبيعة الصراع مع المحتلين والذي امتد لعشرات السنين وما زال، حتى أصبحت قيادة وطنية مجاهدة مجربة وخبيرة!!!
هناك من يقول ماهي قوة المقاومة التي تتحدثون عنها؟؟ وماذا تملك هذه المقاومة لكي تحقق كل هذا الخيال!!! وهناك من يعتبر الكلام عن المقاومة نوعاً من التنظير والعبث وضياع الوقت وان المقاومة متهمة بان عملها قد ضعف وانحسر ولم تعد الرقم الأصعب في عملية الصراع الجارية على ارض العراق، ومن هنا لابد من التأكيد على حقيقة ناصعة مشرقة تلك هي أن جيلا مقاوما صادقا ومضحيا قد ولد في العراق بفكر وطني عربي إسلامي إنساني حقيقي، وأصبحت هذه المقاومة جزءا من حياة الشعب، ولسوف تبقى عنوان شموخه إلى يوم يبعثون، وان لديها من عناصر القوة الكثير، مطلوب وبإلحاح من قوى المقاومة استثمارها اختصارا للوقت والجهد والتضحيات من اجل تحقيق هدفها الكبير في التحرير الشامل والكامل والعميق للعراق والأمة، إن قوتنا تكمن في قدرتنا على تسخير وتوظيف كل عوامل القوة والموارد المتوفرة لنا والبحث عن أية فرص جديدة لتوظيف عوامل قوة مضافة بما يمكن الطرف الوطني (المقاومة والقوى الوطنية الرافضة للاحتلال) على إشعار دولة الاحتلال بقوتها الكبيرة والفاعلة وإقناعها بقدرتها على المضي بمنهج المقاومة المسلحة وغير المسلحة حتى النصر النهائي وإخراج المحتل وتحرير العراق واسترداد السيادة والاستقلال. وينبغي إشعار المحتل أن خروجه من العراق بدون اتفاق مع الطرف الوطني سيكلفه غاليا، وأن من مصلحته إذا أراد الخروج بماء الوجه والمحافظة على بعض المصالح التي لا تتقاطع مع المصالح الوطنية العليا لدولة العراق أن يجلس للحوار والتفاوض مع قيادة المقاومة للتوصل إلى اتفاق على ترتيبات الانسحاب وعلى تحمل تبعات جريمته غير المشروعة في إطار إقراره بحقوق العراق الوطنية الأساسية، وعلى تنظيم العلاقة المستقبلية بين البلدين على أسس من الندية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح المتكافئة المتبادلة.
إن من عناصر قوة المقاومة والحركة الوطنية العراقية ومن خلفها غالبية شعب العراق هي :
1- فعل المقاومة وانجازاتها الأسطورية في إلحاق أفدح الخسائر المادية والبشرية بالاحتلال وتواصل عملية الاستنزاف وتصاعدها بين صفوف قواته وفي اقتصاده وما وصل إليه مشروعه من انهيارات متتالية في العملية السياسية وفشلها وفسادها وتخبطها وما آلت إليه من مصير زائل بعون الله، قد أفرزت مدا شعبيا كبيرا رافضا للاحتلال ولهذه العملية وان ذلك يشكل عامل قوة أساسي ورئيسي بيد المقاومة الباسلة يجب استثماره بخطة تعبوية شاملة بما يحقق عملية التحرير الشامل والاستقلال الناجز والنهائي والقريب.
2- تصعيد العمليات العسكرية على نحو نوعي وتدريجي وبما يلحق ضررا كبيرا ونوعيا بقوات العدو، والإعلان عن العمليات وتصويرها إن أمكن ونشرها عبر المواقع الالكترونية والفضائيات العربية والإعلان عن مسؤولية الفصائل وبالأسماء عن ذلك وفي جميع الفضائيات المهتمة بهذا الشأن، وبما يشعر الخصم أن لا مفر من الاتفاق على الانسحاب مع قيادة المقاومة.
3- السعي الحثيث لتنفيذ دعوة المجاهد القائد عزة إبراهيم الدوري أمين عام البعث وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني لتوحيد فصائل المقاومة،والعمل إلى حين تحقيق ذلك، على تحقيق أعلى درجات التنسيق في الميدانين العسكري والأمني، والإعلان عن ذلك إعلاميا،وبما يخلق بيئة ايجابية تساعد على تحقيق هدف التوحيد مما يرغم العدو على الرضوخ إلى فعل المقاومة المشترك ميدانيا وسياسيا وإعلاميا وتعبويا.
4- العمل بجميع السبل الممكنة لتحقيق وحدة القوى السياسية والمهنية والشعبية الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال، وبما يجعل الخصم يشعر بوحدة القوى الوطنية وفي طليعتها مقاومة شعب العراق كعنصر حاسم في عملية الصراع.. وان مستقبل العراق والمنطقة إنما يتحدد من خلال الحوار مع قيادة المقاومة كممثل شرعي ووحيد لشعب العراق.
5- مواصلة التنسيق السياسي والإعلامي بين جبهات المقاومة كافة والفصائل السياسية والمقاومة الأخرى على غرار البيان المشترك الذي صدر بين هذه الجبهات، وبالإمكان إصدار عشرات البيانات المشتركة حول القضايا الأساسية (مثل اتفاقيات النفط ودور الأمم المتحدة في العراق والتفجيرات الإجرامية وزيارات كبار مسئولي الإدارة الأميركية والمسئولين الإيرانيين وغيرها) والتنسيق في المؤتمرات وتشكيل الوفود المشتركة وحول أية قضية جديدة في المشهد العراقي بما يجعل العدو يدرك قدرتنا على التواصل وهذا يخلق بيئة ايجابية ومناسبة تمهد لحالات التنسيق ألعملياتي والتوحيد مستقبلا.
6- العمل بكل السبل الممكنة لإدامة التواصل مع قيادات الدول العربية الشقيقة وخاصة المجاورة للعراق وتوجيه رسائل لها بين حين وآخر لإحاطتها علما بموقفنا وتصوراتنا للوضع في العراق واحتمالات تطوره ووضع المقاومة، ومطالبتها بدعم المقاومة وعلى الأقل تفهم موقفها وعدم تأييد المشاريع المشبوهة لما يسمى بملء الفراغ في العراق والتي تروج لها أميركا وإيران.
7- العمل على استقبال واستيعاب أي طرف أو شخصية من أطراف العملية السياسية ممن يقاطعونها ويتركون الانخراط في صفوفها، ويحاولون التقرب من المقاومة أو حتى أولئك الذين يتخذون موقفا مناهضا لحملة الاجتثاث والحقد والانتقام والقمع الفاشية ضده وضد أعضائه وجماهيره على أساس عفا الله عما سلف، لان تقرب أي عنصر من عناصر العملية السياسية وانحيازه بصف المقاومة ولبرنامجها في التحرير والاستقلال إنما يقدم برهانا عمليا على انهيار العملية السياسية وفشل مشروع الاحتلال من جهة، وعلى قوة وتأثير فعل المقاومة لتكون مشروعاً وطنيا للتحرير والبناء والخلاص الوطني.
8- من المؤكد أن العدو سيسعى قبيل وبعد انسحابه وخروجه من العراق إلى ضمان الحفاظ على مصالحه النفطية غير المشروعة في العراق المتمثلة بما قدمته له حكومة عملائه من تسهيلات لعقد اتفاقيات المشاركة في الإنتاج لتطوير عدد من حقول النفط العراقية الكبيرة خلافا لسياسة العراق النفطية الوطنية قبل الاحتلال، وذلك لحاجته الماسة لنفط العراق ولأن الهيمنة على نفط العراق كانت واحدا من أهم أهداف الغزو والاحتلال. وستكون هذه النقطة محورية جدا، لذلك يتوجب علينا منذ الآن ان نعمل على استخدام مسألة الحاجة الدولية لنفط العراق ورقة مهمة لتعظيم عناصر قوة المقاومة، مما يتوجب علينا أن نشن حملة متواصلة لتأكيد عدم اعتراف المقاومة والحركة الوطنية بهذه الاتفاقيات وبكونها اتفاقيات باطلة عقدتها حكومة غير شرعية وفي ظل احتلال غير شرعي في انتهاك صريح للقانون الدولي، وتحذير الشركات النفطية الأجنبية بان حكومة التحرير ستمزق هذه الاتفاقيات وتلاحق الشركات الأجنبية الموقعة عليها قانونيا وقضائيا على مشاركتها بعمليات نهب ثروة العراق. إن السبيل الوحيد لضمان قيام حكومة العراق الوطنية بعد التحرير إن شاء الله بالنظر في صيغة معينة لضمان تلك المصالح، دون المساس بسيادة العراق المطلقة على ثروته الوطنية يكمن في الاعتراف بحقوق العراق كاملة وإعلان الاستعداد لتنفيذها كما جاءت في برنامج التحرير والاستقلال.
9- البدء بحملة واسعة لتأكيد اعتزام الحزب والمقاومة بعد التحرير إن شاء الله على ملاحقة دول الغزو والاحتلال وفي المقدمة منها الولايات المتحدة وبريطانيا في المحاكم الدولية لمطالبتها بتعويض العراق عما ألحقته به وبرعاياه من أضرار جسيمة جراء قيامها بشن الحرب عليه وغزوه واحتلاله خلافا للقانون الدولي وفي انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ولكل المواثيق والعهود الدولية، والتأكيد على اعتزام حكومة العراق الوطنية بعد التحرير ملاحقة قادة هذه الدول المدنيين والعسكريين بوصفهم مجرمي حرب. إن حكومات دول العدوان والاحتلال وفي المقدمة منها الولايات المتحدة يجب أن تشعر بأنها ستدفع ثمنا باهظا جدا إن هي امتنعت عن الاعتراف بحقوق العراق.
10- لقد تم ضرب العراق كدولة ومجتمع ومؤسسات بحجة أن العراق احتل الكويت، وبموجب ذلك فقد شنت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أكثر من 33 دولة حربا شاملة على بلدنا في عدوان شامل لم يشهد له التاريخ مثيلا من حيث ماسببه من قتل ودمار وتخريب وفرضت قرارات دولية مجحفة على العراق تحت البند السابع وحصارا قاسيا وظالما راح ضحيته الملايين من أبناء العراق إضافة إلى ماخلفه من تدهور في مستوى الحياة بكافة جوانبها ومهد الطريق لاحتلاله، وتم إرجاع حكومة الكويت بحجة أنها الحكومة الشرعية!!! وتقرر تعويض الكويت من إيرادات نفط العراق وما زالت عملية دفع التعويضات مستمرة، وقد فرض على العراق تحمل مسؤولية دخول الكويت بالكامل واتخذت ذريعة لغزه واحتلاله بالرغم من أن المعلن من المبررات هو أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة والتي ثبت بطلانهما، وعلى الرغم من إيماننا المطلق أن ما جرى إنما هو لاستهداف البعث ومشروعه الوطني القومي الإنساني الحضاري التحرري وفكره وعقيدته واهدافة والتي هي أهداف العراقيين والعرب والمسلمين.
نخلص من ذلك ونقول إن ماتم تطبيقه على العراق من إجراءات بحجة تحمله مسؤولية احتلال الكويت، يجب علينا كمقاومة أن نفرضه وبقوة السلاح على المحتل الأمريكي كونه قد احتل العراق على وفق مبررات كاذبة وبالتالي فانه يجب أن يتحمل مسؤوليته كاملة عن هذه الحرب وهذا الاحتلال وما سببه للعراق وشعبه من كوارث.
ستبقى مقاومة شعب العراق وتضحياته عنوانا للفضيلة والشرف والكرامة.. ودروسا بالغة التأثير في مجرى الحياة الإنسانية.. وما النصر إلا من عند الله العزيز الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور خضير ألمرشدي
الممثل الرسمي للبعث في العراق
الخميس 8/4/2010