في ذكرى نكبة فلسطين
التجمع القومي
يدين اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة
في مثل هذه الأيام قبل أربعة وسبعين عاماً شرعت القوى الاستعمارية في تنفيذ جريمتها الكبرى على أرض فلسطين، حين أعطت الضوء الأخضر للعصابات الصهيونية للمضي في تنفيذ مشروعها الإجرامي باغتصاب الأرض الفلسطينية من أهلها، وتشريده إلى بقاع الدنيا وإحلال المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى الفلسطينية، ناهيك عما ارتكبته هذه العصابات من مجازر وسفك لدماء الفلسطينيين، وسط عجز وخذلان الأنظمة العربية وتواطؤ البعض الآخر منها، مما هيأ للنكبة أسبابها، وأتاح للمشروع الصهيوني التمدد والتغول، حيث أمعن في احتلال أراض عربية أخرى غير فلسطين وضمها إلى دولة الاحتلال.
واليوم إذ تمر هذه الذكرى الأليمة، فأن مشهد الصراع الفلسطيني الصهيوني يتكرر وببشاعة أكبر في ساحات الأقصى والحرم المقدس ومخيم جنين وحي الشيخ جراح ومدينة القدس، وفي غزة ورام الله وكافة المدن الفلسطينية، حيث تقوم قوات الاحتلال ومعها قطعان المستوطنين باستباحة مخيم جنين وحرم الأقصى والاعتداء على المصلين والمواطنين الآمنين فيهما مما تسبب في سقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى.
يحي التجمع القومي باعتزاز البطولات الملحمية والصمود الأسطوري لأبناء القدس الشريف ومخيم جنين وبقية مدن وقرى فلسطين ضد جرائم الاحتلال وضد بناء المستوطنات، كذلك المقاومة الباسلة في هذه المدن، كما يحي الانتفاضات الشعبية والعمليات البطولية التي تجتاح الأراضي الفلسطينية التي تظهر بجلاء الطاقات النضالية العظيمة التي يختزنها الشعب الفلسطيني، ويؤكد إن هذه المقاومة الشعبية هي السبيل الوحيد لدحر الاحتلال الصهيوني واستعادة الحقوق الوطنية المغتصبة .
إن هذه الانتفاضات الباسلة والعمليات البطولية توجه رسالة واضحة إلى الكيان المحتل وقواه العسكرية والأمنية ومستوطنيه، بأن مدينة القدس بحواضرها الشريفة وبقية مدن وقرى فلسطين الصامدة تختصر قضية فلسطين بكل ابعادها الوطنية والقومية. وان محاولات الصهاينة اقتحام الأقصى ومخيم جنين ستسقطها قبضات المقاومين الذين يتصدون للعدو ويضعون الدفاع عن الاقصى بعتباته وحرمه وبواباته على مستوى الحياة او الموت.
كما توجه هذه الانتفاضات والعمليات البطولية رسالة للأنظمة العربية المطبعة مع الكيان المحتل، فهو كيان قائم أولا وأخيرا على الاحتلال القسري لأراضي عربية، وقائم على البطش والعدوان، وعلى الفصل العنصري، ولا يمتلك أي مقومات للدولة التي يمكن التطبيع معها بأي شكل من الأشكال. بل إن هذا الكيان الغاصب هدفه أن يتخذ من اتفاقيات التطبيع ستارا لتكريس نهج الاحتلال وتهويد الأراض المغتصبة وبناء المستوطنات واغتصاب كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
إن على قوى الثورة الفلسطينية الخروج من دوامة الصراع على السلطة، والارتقاء بالعلاقات الوطنية الفلسطينية الى مستوى التحدي المصيري الذي تخوضه الجماهير الفلسطينية ضد العدو الذي اطلق العنان لمستوطنيه للاعتداء على المصلين الذين يأمون الأقصى للتعبد في شهر رمضان المبارك.
إن المجتمع الدولي بصمته وتغاضيه عن جرائم العدو الصهيوني بات يشكل غطاء دوليا لهذه الجرائم، بل إن الولايات المتحدة ودول الغرب راحت تتبجح بحق هذا العدو في الدفاع عن نفسه والتزامها بتوفير أمنه، وهي بذلك تسير على خطى استكمال اتفاقية صفقة القرن المشؤمة التي أطلقها الرئيس ترامب، لكن بات يتواصل تنفيذها في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برغم دعاويها الزائفة عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
إن الجريمة البشعة التي أقدمت عليها عصابات الاحتلال باغتيال الشهيدة شيرين ابو عاقله واصابة الصحفي علي سمودي اثناء تغطيتهما لاقتحامها لمخيم جنين والاعتداء الوحشي على موكب تشييع الشهيدة لهو أكبر دليل على دموية هذا الاحتلال وبشاعته، وعلى الصمت الدولي المخزي على مثل هذه الجرائم ويطالب بتدخل مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ومحكمة الجنايات الدولية بفرض عقوبات الكيان المحتل لانتهاكه الفاضح كافة القوانين الانسانية وارتكابه جرائم حرب بحق شعبنا الفلسطيني اسوة بباقي الدول المعتدية والتي تنتهك القانون الدولي.
إن التجمع القومي وإزاء استشعاره بمسئولياته الوطنية والقومية، وانسجاما مع تاريخنا المليء بالمواقف المشرفة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، يجدد في هذه المناسبة مواقفه المبدئية التي لا تنازل عنها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير كامل أرضه المغتصبة، وفي الدفاع عن مقدساته وعن حقوقه التاريخية، ويدعوا كافة القوى والجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية للتعبير عن تضامنها مع الحقوق الفلسطينية بشتى الوسائل السلمية, خاصة رفض ومناهضة كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وتقديم كافة أشكال المعنوي والمادي لصمود الشعب الفلسطيني.
كما نحي باعتزاز المواقف الأصيلة لشعب البحرين، والذي سيظل أمينا ومخلصا في دعمه ومناصرته للقضية الفلسطينية، واعتبارها قضية العرب الاولى، وكذلك لمواقفه المشرفة من رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو الموقف الذى جرى التعبير عنه بكل وضوح في اكثر من مناسبة.
كما يطالب التجمع في هذه المناسبة الحكومة بإلغاء كافة اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وسحب السفير البحريني المعين في الكيان المحتل وطرد القائم بالأعمال الصهيوني في مملكة البحرين وكذلك الغاء الرحلات الجوية والزيارات بكافة أشكالها وكافة أشكال التعاون الأمني والتقني والاقتصادي، وإعادة فتح مكتب مقاطعة دولة الاحتلال.
الرحمة والمغفرة لشهدا فلسطين والأمة العربية
عاشت فلسطين من النهر إلى البحر.
التجمع القومي
المنامة 15 مايو 2022