في كل يوم ينحدر النظام العربي الرسمي نحو الحضيض، والابتعاد الكلي عن الأمة وقضاياها الوطنية والقومية، تتشخص حالة العجز والضعف والهوان، التي أصابت هذا النظام مع كل حدث وطني أو قومي، حتى ليظن الإنسان العربي أن هذا النظام يعيش في عالم آخر غير هذا العالم الذي تعصف به الأحداث الجسام جسد هذه الأمة، فمن فلسطين وحالة الذل والخذلان أمام الكيان الصهيوني إلى العراق والتآمر عليه، لان النظام الوطني في العراق كان يشخص حالة العهر الوطني والقومي والديني لرموز هذا النظام السياسي الذي لا يحظى بالحد الأدنى من تأييد جماهير الأمة العربية.
التآمر على العراق كان عربيا والعدوان عليه في كل مراحله كان عربيا، فمنذ توظيف النظام الفارسي للعدوان على العراق كانت أطراف من النظام العربي الرسمي تتخندق في الخندق الفارسي، ولم تخجل من مد يد العون لجيوش الخميني لقتل العراقيين على جبهات القتال، في الوقت الذي تتشدق فيه بالشعارات العروبية والإسلامية، حتى تمكن العراق من قهر هذا العدوان، ودفعه للتراجع عن عدوانيته المباشرة وتجرع سم الهزيمة على يد جند العراق الغر الميامين، وعندما فشل توظيف النظام الفارسي جاء توظيف النظام العربي الرسمي، فجاءت قمة القاهرة عام 1991م لتذعن في قراراتها للأوامر الأمريكية تحت ذريعة إخراج القوات العراقية من دويلة "الكويت العظمى"، وشرعت القمة بقيادة مصر المحروسة للعدوان الثلاثيني بقيادة أمريكا لضرب العراق وتدمير قواته، بعد أن وضعت أطراف النظام العربي الرسمي مياهها وأراضيها وسماءها وأموالها لدعم العدوان، وشاركت أطراف النظام العربي بحصار العراق ثلاث عشرة سنة، وهو الحصار الذي لم يكن لو أن النظام العربي الرسمي لم يستجب له والعمل على تطبيقه، حتى ذهب هذا الحصار بمليون ونصف مواطن عراقي، كل ذلك لأن النظام العربي حريص على تطبيق المواثيق الدولية الأمريكية، وهو الذي يتعامى عن تطبيق الكيان الصهيوني لكل المواثيق الدولية الخاصة بفلسطين وشعب فلسطين إلى جانب الحقوق العربية في سوريا ولبنان، كل ذلك لان النظام الوطني في العراق كان وجوده يكشف عهر النظام العربي الرسمي، سواء تلك الغنية منه أو الفقيرة من خلال التنمية، واستثمار الثروة الوطنية، ومحاربة النفوذ الأمريكي، وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، فقد وجدت الولايات المتحدة والصهيونية العالمية أن هذا النظام اشد خطرا عليها من جميع أنظمة النظام العربي الرسمي، لأن لا أحد من أطراف هذا النظام وقف وقفة قومية إلى جانب شعب فلسطين وانتفاضته الباسلة، كما وقف النظام الوطني العراقي، على الرغم من حالة الحصار التي كان يعاني منها.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.