استمراراً لسياسة الهيمنة والصلف والعنجهية، جاء خطاب الرئيس الأمريكي بوش عن 'حالة الاتحاد' صورة مكررة لسياسة الكذب والتزييف التي تمارسها إدارة المحافظين الجدد في البيت الأبيض، لتزيين عملياتها الإجرامية عبر العالم وفرض الإرادة السياسية على الأمم تحت شعارات محاربة الإرهاب وأمن الولايات المتحدة ونشر الديمقراطية علي الطريقة الأمريكية، وغيرها من العناوين التي لا تستهدف خدمة الشعوب المعنية وحريتها. وإنما خدمة المصالح الأمريكية المتحالفة مع المصالح الصهيونية.
وفي هذا السياق، فإن محاولات بوش إظهار الزهو بالانتخابات في العراق والكذب المتواصل حول نموذج الحرية والديمقراطية الموعودة في العراق يكذبه الواقع الميداني على الأرض، والوضع المأساوي الذي يعيشه شعب العراق في ظل الاحتلال، حيث يفتقد الأمن والحرية وأبسط مستلزمات الحياة والمعيشة، ويعبر في الوقت ذاته عن محاولات خائبة لتجاوز الواقع المأزوم لقوات الاحتلال الأمريكي البريطاني في العراق التي تتواصل وتتصاعد ضربات المقاومة العراقية الباسلة ضدها لتكبيدها الخسائر اليومية واستنزافها حتى تحرير العراق من دنس الاحتلال، ولم يراع في خطابه أذنابه من أعوان الاحتلال الذين يحاولون إيهام الناس بأن الاحتلال سينسحب بعد الانتخابات وهاهو يكذبهم بدعوى أن جدولة الانسحاب سيقوي شوكة الارهابيين كما يدعي، في محاولة لترسيخ استراتيجية الإدارة الأمريكية الإمبريالية وخلق ذرائع جديدة لإدامة الاحتلال وشرعنة برامجه وصنائعه الجدد، ويهدف في الوقت نفسه إلى طمس الأهداف الحقيقية للعدوان على العراق بمحاولة الإدماج حربه على هذا القطر العربي كجزء من حملته على الإرهاب، رغم أن كل ذرائع ومحاولات إلصاق تهمة الإرهاب بهذا البلد قد سقطت وتهاوت، واتضحت للقاصي والداني أن الأهداف الحقيقية للعدوان على العراق هو إسقاط القيم والمشاريع الوطنية والقومية التي كان يحملها ويعمل على تحقيقها.
وفي نفس الإطار فقد جاءت تحذيرات بوش في خطابه لبعض الأنظمة العربية ولدول الإقليم لتبرز الهدف الحقيقي من هذه التحذيرات لمواصلة الضغوط على هذه الأنظمة لدمجها في برامج الاحتلال ومشروعاته في العراق، والتلويح بدعم حلفاء الحرية ودعم التحركات الديمقراطية في الشرق الأوسط، لتحقيق الهدف الأسمى وهو إنهاء الاستبداد في عالمنا حسب زعمه بينما هي دعوى للأنظمة لمواصلة مسلسل تنازلاتها وسيرها في ركاب الامبريالية ومشاريعها بعيداً عن مصالح الشعوب وحقوقها.
إننا إذ نؤكد في هذا المجال رفضنا لمجمل السياسات الأمريكية المتوحشة والتي سببت الخراب والدمار والفوضى أينما حلت، كما نرفض دعاوى الإصلاح المفروضة من الخارج، لنؤكد في الوقت نفسه حاجة المنطقة والدول العربية قاطبة للسير في طريق الإصلاح داعين الحكومات العربية ان تفتح ابواب التغيير الداخلي الارادي والجذري لانتاج ديمقراطة صحيحة وحقيقية تقطع ذرائع بوش ومسوغاته، وندعو الأنظمة العربية لقراءة الأوضاع المحلية والقومية والعالمية نظرة موضوعية من منطلق وطني وقومي صادق بدل الامعان في التنازل وطلب الرضا الأمريكي فالحل في نظرنا يكمن في التصالح والحوار البناء والجاد البعيد عن المناورة بين الشعوب والحكام لحماية حاضرنا وبناء مستقلبنا.
كما ندعو الجمعيات والقوى السياسية في البحرين والتي لا زالت لم تحسم مواقفها من مجمل السياسات الأمريكية والتي ترى في سياسات الاحتلال في العراق جوانب إيجابية كما تدعي وكما هو الحال في الموقف الضبابي والمتأرجح من مهزلة الانتخابات في العراق، أن تعي المخاطر المحدقة بالمنطقة بأكملها وأن تتطلع بأفق اكبر إلى أبعاد الاستراتيجية الأمريكية وتوقها لتفتيت دولنا وأوطاننا إلى كيانات طائفية وعشائرية صغيرة ومعزولة يسهل التحكم بها والهيمنة عليها، وأن تبني مواقف أكثر صدقية ومبدئية تجاه الاحتلال وصنائعه في العراق.
المجد والخلود للمقاومة في فلسطين والعراق.
الخزي والعار لقوى الاحتلال الأمريكي البريطاني البريطاني وأعوانه.
ولتنتصر إرادة الشعوب في تحقيق المشروع الوطني القومي المستقل.