بسم الله الرحمن الرحيم
ُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة
ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية إشتراكية
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
أيها المناضلون… أيها المجاهدون الإبطال على ارض الرافدين
أيها البعثيون يا حملة الرسالة الخالدة
تطل علينا الذكرى 42 لقيام ثورة البعث 17 – 30 من تموز المجيدة وشعبنا العراقي العظيم، شعب شهيد الحج الأكبر صدام حسين، ما زال يواجه الاحتلال الأمريكي – الإيراني وعواقبه الكارثية ليس على شعب العراق فحسب بل على الأمة العربية قاطبة، وسط حالة عميقة وشاملة من تذكره لوضعه في ظل الثورة، حيث كان يتمتع بالأمن والكرامة والخدمات والعيش الجيد حتى في ظل الحصار القاسي المفروض من قبل أعداء الأمة العربية والشعوب الإسلامية. وبقدر ما تعمقت أزمة الاحتلال هذا العام فإن شعب العراق يعزز إدراكه للفرق الجذري والجوهري بين حالته تحت الاحتلال وحالته في ظل قيادة البعث، وهو يزيد دعمه للبعث والمقاومة من أجل طرد الاحتلال وإعادة الأمن والعدالة والحرية والسيادة والتنمية الشاملة للعراق من زاخو حتى البحر شعباً ودولة.
إن هذا الربط بين وضعين متناقضين هو الظاهرة الأبرز في العراق المحتل، ظاهرة تؤكد بأن خيارات شعب العراق بقواه الوطنية كافة وطليعتها المقاومة العراقية المسلحة المباركة، قد خرجت من دائرة تعدد الخيارات وتناقضاتها، وما تبعه من حيرة وتردد لدى البعض، إلى دائرة الخيار الواحد والحاسم وهو خيار تعزيز النضال، بشكليه المسلح والسلمي، لطرد الاحتلال الصهيوامريكي فارسي، لأنه المصدر الأول والأهم لكوارث شعب العراق ومعاناته القاسية، مؤكدة قول الشاعر العربي : قل للغريب الأحمق المتطفل ستموت موت الكلب إن لم ترحل.
أيها الأحرار في العالم
أيها المثقفون الثورين
لقد سقطت خيارات الحل الدولي والحل الإقليمي والحل الطائفي والحل ألتقسيمي نتيجة عظمة المقاومة العراقية الشجاعة وصلابة موقف القوى الوطنية ووعيها للنتائج الكارثية لمثل هذه الحلول التي يحاولون فرضها على العراق شعباً وأرضاً، ولهشاشة مشروع الاحتلال بكافة صيغه وأشكاله، لذلك انفتحت المزيد من الأبواب أمام تحرير العراق وتخليصه من آثار الاحتلال الخبيثة والشريرة بمضامينها الاجتماعية والسياسية وطنيا وقوميا وإسلاميا.
إن غزو العراق، بكل عواقبه وآثاره الكارثية عراقياً وعربياً وإقليمياً إسلاميا ودولياً، يعيد تأكيد حقيقة أثبتتها الأحداث كلها وهي أن غزو العراق لم يكن قراراً متعجلاً ولا نتيجة أحداث جزئية، مهما كانت حساسة، بل كان نتاج إستراتيجية أمريكية – صهيونية – إيرانية هدفها الرئيس هو تفتيت الأقطار العربية على أسس عرقية – طائفية، استكمالاً للتقسيم الأول الذي جرى وفقاً لمعاهدة سيكس – بيكو التي جعلت من القطر الواحد بديلاً عن وحدة الأمة العربية، وهذا الهدف الخطير يجعل صراع أمتنا العربي في كافة أقطارها صراع وجود مع أعداء الأمة، وليس صراع سياسات أو أيديولوجيات أو حدود، وبذلك تنتقل أمتنا العربية في صراعها المصيري من حالة كون الصراع في فلسطين وحدها صراع وجود، إلى تحول الأمة كلها إلى حالة صراع الوجود، وهذا تطور طبيعي لأن المشروع الصهيوني بذاته، يرتكز على شرذمة كافة الأقطار العربية لضمان بقاء الكيان الصهيوني وترسيخ وجوده على رض فلسطين وامتداد هيمنته الكاملة على ماحو له في إطار "أرضك يأ إسرائيل من الفرات إلى النيل."
إن استهداف الهوية العربية للأقطار العربية في المغرب والمشرق والسعي المحموم لتقسيمها على أسس عرقية أو طائفية أو جهوية (مناطقية)، أو اقتصادية… الخ هو الذي حول الصراع منذ غزو العراق إلى صراع وجود شامل وحاسم بين الأقطار العربية كافة من جهة ومعسكر الأعداء المتحالفين أو الملتقين والذي يضم أساساً الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والصفوية الإيرانية من جهة ثانية.
ومع تأكيدنا لأحد أهم المنطلقات الإستراتيجية والمبدئية لحزبنا، ألا وهو أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية، فإن ما تتعرض له الهوية الوطنية للأقطار العربية يجعل من الصراع الحالي على المستوى القومي صراع وجود، وتلك حقيقة تتطلب منا قبل كل شيء التركيز عليه، بصفته الصراع الأساسي وتحشيد كافة الطاقات العربية، من أجل ضمان دحرا لاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي في العراق، ومواجهة أعداء الأمة العربية، من خلال المحافظة على عروبة الاقطار العربية وإسقاط مشاريع التقسيم العرقي والطائفي.
يا أبناء العراق العظيم
إن جهاد وبطولة المقاومة العراقية بثباتها وعزمها، كانت العقبة الأساسية،التي منعت ذلك المخطط ألتقسيمي من النجاح، بوضعها للاحتلال أمام عجز كامل، وفشل واضح في تنفيذ مشروعه في العراق. ولئن نجح الاحتلال، من خلال شنه الحرب على العراق مستخدما فيها جاهزية حرب عالمية ثالثة، لئن نجح في اغتيال نظامه الوطني الذي قاد العراق 35 عاماً فإنه قد فشل في اجتثاث البعث والقضاء على عروبة العراق، وورط نفسه في ما يمكن عده انتحاراً للمشروع الكوني الإمبراطوري الأمريكي. ففي العراق الثائر دفعت أمريكا دفعاً إلى حافة انهيارها بجعلها تنزف مالاً ورجالا إلى درجة أصبح فيها غزو العراق المشكلة الأساسية داخل أمريكا. وهكذا تحول غزو العراق من مدخل أساسي لسيطرة أمريكا على العالم إلى الانتحار الفعلي للمشروع الإمبراطوري الأمريكي على أرض العراق المقدسة.
إن نجاح البعث والمقاومة في إسقاط المشروع الأمريكي في العراق انتصار باهر ليس للعراق فقط، بل للأمة العربية كلها، فلقد كان مفروضاً بعد غزو العراق وتقسيمه تحويله إلى مصدِّر للفتن العنصرية والطائفية للأقطار العربية الأخرى، لكن مأزق أمريكا في العراق والانكشاف التام للدور الإيراني المكمل للدور الأمريكي في نشر الفتن الطائفية، وضع مخطط تقسيم الأقطار العربية أمام فشل واضح، وأعطى للقوى الوطنية العربية، الإسلامية والقومية بشكل خاص، فرصة حقيقة لرؤية المخطط التآمري على هوية الأمة ووجودها بشكل أكثر وضوح.
أيها المواطنون العرب…أيها الأحرار في كل مكان
إن أمتنا اليوم وهي تواجه مخططاً مشتركاً لأكثر من عدو، يهدد وجودها وهويتها، تحتاج إلى وقفة جادة ومسئولة، من قبل كافة الوطنيين العرب، أساسها توحيد الجهود في جبهة عربية قومية شاملة، تتبنى برنامجاً واضحاً يحمي الوحدة الوطنية للأقطار العربية، ويدافع عن هويتها العربية، منطلقاً من حقيقة بارزة تطغى على ما عداها، وهي أن صراع أغلب الأقطار العربية صراع وجود في واقعه، وما يجري في السودان والعراق ومصر ولبنان والجزائر واليمن ليس سوى أمثلة تؤكد أن المستهدف الرئيسي هو الهوية العربية للأقطار العربية ووحدتها الوطنية. لقد أصبح تهديد الوجود شاملاً وغير مقتصر على الساحة الفلسطينية وتلك حقيقة تفرض على جميع القوى العربية الحية والمخلصة التسامي فوق الصراعات السياسية والأيديولوجية من أجل دحر هذه المخططات والمحافظة على الوحدة الوطنية لكل قطر عربي وعدم السماح بإضعاف الهوية العربية له.
إن تذكر ما جرى لفلسطين من "محاولات تهَويد وصهينة" وما جرى ويجري في العراق من محاولات تقسيمه، يقدم لنا صورة عما ينتظر بقية الأقطار العربية إذا لم نستوعب دروس كارثتي فلسطين والعراق، وننطلق من الإصرار على تحريرهما من العدو الصهيوني – الأمريكي – الإيراني بجهد مشترك لكافة الوطنيين العرب.
أيها البعثيون البواسل في عراق الحضارة والأمجاد
إن القيادة القومية في هذا اليوم التاريخي العظيم لا يسعها إلا إن تذكركم بمآثركم ليس في ميادين الجهاد ضد الاحتلال فقط، وهي أكثر من أن تُعد، بل أيضاً لتذكركم بإنجازات ثورة 17 – 30 تموز الخالدة والتي حولت العراق من قطر تشكل فيه الأمية والفقر حوالي 80% من السكان، إلى قوة إقليمية عظمى محترمة أعادت للعرب هيبتهم وكرامتهم ووضعت أسس تحرير فلسطين، بعد أن أعادت بناء الإنسان العراقي بتحريره من الفقر والأمية والتخلف، وبناء مجتمع لا فقر فيه ولا أمية ولا تهديد لأمن المواطن والوطن، مؤكدة لكم ولكل الشرفاء في الأمة والأحرار في العالم أن تلك الإنجازات كانت قد تقاطعت تقاطعا جذريا مع قرار التحالف الاستعماري الصهيوني الهادف إلى منع العرب من تحقيقها، منذ بداية القرن العشرين، لذلك فإن غزو العراق كان ردا غاضبا وحاقدا على الأمة وليس فقط تعبيراً أو ردا مباشراً عن نجاح البعث في تحويل العراق إلى قوة ناهضة ومتقدمة، يلعب فيها الإنسان العراقي المؤهل علمياً وتكنولوجيا دوراً حاسماً في نقل العرب إلى عصر التقدم والثورة والقوة.ويكفي البعث خصوصاً في العراق، فخراً أنه خرج عن الطوق الإمبريالي – الصهيوني وتجاوز الخطوط الحُمر التي وضعت لمنع العرب من التقدم والوحدة العربية، فكان ذلك كافياً لتحشيد كافة قوى الاستعمار الغربي والصهيوني العالمية وقوى إقليمية معروفة لا تريد للعرب القوة والتقدم، لخنق تجربة النهضة القومية العربية الناجحة في العراق لمنع انتشارها إلى بقية الأقطار العربية.
بهذا المعني فإن غزو العراق هو تأكيد حاسم على عظمة إنجازات ثورة البعث في العراق والتي لولاها لعُد النظام في العراق كغيره من معظم تلك الأنظمة الموجودة المتخلفة والمتصالحة مع أعدائها والمتقاطعة مع مصالح شعبها وأمتها، والتي لا يسقطها غزو مسلح شامل، كما أن نجاح المقاومة والبعث في إفشال المشروع الأمريكي أضاف مفخرة جديدة لحزبنا بشكل خاص ولشعبنا العراقي العظيم بشكل عام، وتلك حقائق دخلت في ضمير الأمة ووعي أبنائها الذين زاد التفافهم حول البعث ودعمهم للمقاومة.
تحية للذكرى العطرة للأب القائد المرحوم أحمد حسن البكر وللشهيد القائد صدام حسين بطلا ثورة 17 – 30 تموز المجيدة… وتحية لرفاقهم في ذلك اليوم الأغر..
تحية لشهداء البعث والأمة الذين أحرقوا بهمم عالية قوى الاحتلال والعدوان…وتحية للاسرى والمعتقلين الصابرين الصامدين وفي مقدمتهم الرفيقان طارق عزيز وعبد الغني عبد الغفور.
لتكن إنجازات ثورة 17 – 30 تموز محفزا ومحركا لنا لإعادة بناء العراق العظيم بعد تحريره.
عاشت وحدة القوى الوطنية العربية المدماك الأساسي لانتصار أمتنا على التآمر المعادي.
لتبقى المقاومة العراقية وبطولات ابنا فلسطين وتضحيتهم ودمائهم أنموذجاً متوهجا لنضال أبناء أمتنا العظيمة.
تحية لقائد الجهاد والمجاهدين الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام لحزبنا ورفاقه في سوح الشرف والجهاد.
والله اكبر والله اكبر والله اكبر وليخسأ الخاسئون
القيادة القومية
مكتب الثقافة والإعلام القومي
2010/7/17م