بسم الله الرحمن الرحيم
أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة ذاتُ رِسالَةٍ خَالِدَة
وحدة حرية اشتراكية
يا أبناء شعبنا الصابر الوفي
بات واضحاً أن المحتلين الأميركان وحلفائهم الصهاينة والفرس عندما استهدفوا العراق منذ البدء أرضاً وشعباً وحضارة فأنهم استهدفوا البعث أول ما استهدفوا لان البعث هو الشعب والشعب هو البعث، ذلك لأنه ضميره الحر الواعي اليقظ فاستهداف البعث هو استهداف الشعب والعراق والامة، فالشعب العراقي والبعث أصبحا عبر مسيرة الخمسة والثلاثين عاماً من عمر ثورة البعث في العراق حالة واحدة أرعبت معسكر أعداء الامة العربية وهو ما دفع الحلف الأميركي الصهيوني الفارسي الى شن عدوانه الغادر في العشرين من آذار عام 2003 على العراق والذي أفضى الى احتلاله في التاسع من نيسان من العام نفسه، وكان الدليل على إن البعث هو المستهدف الاساسي من الغزو إن من أولى قرارات بريمر قرار (إجتثاث البعث) سيء الصيت ذي المقاصد الخبيثة، والذي اقترن بقرار حل الجيش العراقي الباسل الجيش العقائدي المجاهد جيش العراق والامة ناهيك عن تدمير أجهزة الدولة والبنى التحتية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والقيمية والمعنوية كلها.
إن استهداف البعث في مخطط القوى المعادية للامة العربية ما هو إلا الخطوة الحاسمة والشرط الاساسي المسبق لتدمير العراق ونشر فوضى التقسيم والشرذمة في الوطن العربي لان البعث كان ومازال هو السد الجبار الذي يحمي الامة والشعب من المحيط إلى الخليج العربي. لذلك كان متوقعا إن يتجه المحتلون الأميركان والموساد الصهيوني وما يسمى فيلق القدس الإيراني وعصابات بدر الإيرانية وعصابات (جيش المهدي) فورا الى اغتيال عشرات الآلاف من المناضلين البعثيين والضباط والطيارين وضباط الصف وأبناء الشعب العراقي البطل حتى بلغ عدد شهداء البعث أكثر من 170 ألف شهيد، في مقدمهم شهيد الحج الأكبر ابو الشهداء الرفيق القائد صدام حسين الذي اغتالوه صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك ورفاقه الآخرين من أعضاء قيادة الحزب وكوادره ومناضليه، فضلاً عن شهداء القصف الهمجي الأميركي والشهداء من مناضلي البعث ومقاتلي الجيش العراقي الباسل الذين واجهوا المحتلين الأميركان الأوباش بصدورهم العامرة بالإيمان في معركة أم قصر ومعركة المطار الخالدة والمواقع الاخرى التي استخدم فيها المحتل الأميركي الغاشم القنابل النووية التكتيكية والأسلحة المحرمة بأنواعها كلها، كما سعّر هذا المحتل الفتنة الطائفية والاقتتال الطائفي حتى زاد عدد شهداء العراق على المليون ونصف المليون شهيد فضلاً عن ملايين الأرامل واليتامى والمعوقين والمهجرين والعودة بالعراق الى قرون التخلف والضياع.
بيد أن البعث حمل مشعل المقاومة منذ اليوم الأول للاحتلال وأجج روح المقاومة لدى أبناء شعبنا البطل وظل يقاوم المحتلين على مدى السنوات السبع الماضية عاملاً جنباً الى جنب مع فصائل المقاومة الباسلة كلها وعاملاً على رص صفوفها وتوحيدها مما الحق الهزيمة الكبرى بالمحتلين الأميركان وعلى ارض العراق الطاهرة الذين انسحبوا من المدن في الثلاثين من حزيران الماضي هاربين مدبرين وسيواصلون هربهم تحت وطأة الضربات القاصمة لمجاهدي المقاومة الإبطال، مما انعكس بنتائجه وتداعياته على تشرذم وانهيار العملية السياسية المخابراتية التي رفضها البعث جملةً وتفصيلاً في إطار رفضه الشامل للاحتلال وأدواته العميلة ومازال يواصل رفضه لها ولانتخاباتها المزورة.
يا أبناء شعبنا المجاهد، يا أبناء امتنا العربية المجيدة، يا أحرار العالم اجمع
لقد هال المحتلون الأميركان الأوغاد وحلفائهم الأشرار وعملائهم الاخساء صمود الحزب وقوة بأس المقاومة المجاهدة واقترابها من ساعة الحسم النهائي المبين فراحوا يستهدفون البعث والشعب، اكثر مما مضى، الذين صارا حالة واحدة أرعبتهم فبدئوا ينعقون آناء الليل وأطراف النهار بتطبيق ما يسمونه قانون (المساءلة والعدالة) وهو الصورة المسخ والأسوأ للقانون السيئ الصيت (إجتثاث البعث)، وراحوا يشملون به كل من لا يروق لهم وحتى من المشاركين فيما يسمى (العملية السياسية) وبقوائم متتالية تجاوزت ال 600 مرشح، وقد يصل رقم المشمولين الى ما يزيد على الألف من المرشحين للانتخابات القادمة لما يسمى (مجلس النواب).
وقد ترافق ذلك بحملة تضليلية واسعة النطاق لتشويه البعث فكراً وتنظيماً وممارسات نضالية، ولكنهم خسئوا فالبعث انصع من تظليلاتهم السقيمة وان هذه الممارسات والمترافقة بحملات الاعتقال الواسعة النطاق ضد مناضلي البعث ومجاهدي المقاومة والتي وصلت حد التهجير الجماعي لأبناء شعبنا ومناضليه، كما دعا الى ذلك ما يسمى مجلس محافظة النجف عبر الدعوة الى الإبادة الجماعية و(إنذار اليوم الواحد) وإطلاق العنان للميليشيات الإجرامية المرتبطة بإيران لتصفية أبناء شعبنا في النجف وبقية محافظات الفرات الأوسط والجنوب من الوطنيين والقوميين والإسلاميين المناهضين للنفوذ والتغلغل الإيراني.
وما درى العميل المالكي وعصاباته المجرمة بأن هذه الممارسات الرامية الى اجتثاث الشعب العراقي كله وحتى المشاركين بما تسمى العملية السياسية تحت العنوان المسخ (اجتثاث البعث) ستكون العامل الحاسم في الانهيار التام لعمليتهم السياسية المخابراتية المترافقة مع انهيار وهزيمة أسيادهم المحتلين الأميركان، ولن تنفعهم مناورات العملاء المزدوجين لأمريكا وإيران والذين راحوا يرتمون في أحضان اوباما وبايدن ومن بعدهم في أحضان احمدي نجاد في محاولة بائسة لتمضية الوقت والهاء أبناء شعبنا في تسويق الصراعات المحتدمة بين أطراف العملية السياسية المخابراتية وعقد صفقات الضمانات الأميركية والإيرانية لسلخ كركوك عن العراق، عبر الإعلانات المتكررة عن ما يسمونها (كردستانية كركوك) وصفقات تعطيل إقرار الميزانية ومن ثم نهبها إمعاناً في تجويع الشعب العراقي وحرمانه من ابسط الخدمات.. وذلك كله يعطي البراهين الساطعة والأدلة القاطعة لأبناء شعبنا على تسارع الهزيمة النهائية للمحتلين الأميركان وحلفائهم الصهاينة والفرس والانهيار المدوي لعمليتهم السياسية المخابراتية بالرغم من ترقيعات سيدهم بايدن والدائرين في فلكه من الأتباع والعملاء الأذلاء.
وسيبقى البعث والشعب حالة واحدة فالبعث نبض الشعب الحي وعقيدته الانبعاثية هي المعبرة عن حالة الانبعاث الجديد على ارض العراق عبر صمود المقاومة المجاهدة ونصرها الحاسم القريب والذي سيحرر العراق ويحقق استقلاله السياسي والاقتصادي الناجز ويشيد على أرضه من جديد القلعة الناهضة لحركة الثورة العربية المعاصرة التي ستواصل إعلائها لصرح الحضارة الإنسانية الشامخ.
عاش الشعب والبعث والمقاومة حالة جهادية واحدة ظافرة.
المجد لشهدائنا الأبرار.
ولرسالة امتنا الخلود.
قيادة قطر العراق
مكتب الثقافة والاعلام
26 / كانون الثاني 2010 م
بغداد المنصورة بالعز بإذن الله