منصور الجمري
الحديث عن الحل السياسي لما نمرُّ به بحرينياً يشبه الحديث عن الأطباق الطائرة في مناطق أخرى في العالم، إذ هناك من يُقْسم لك بأنه رأى طبقاً طائراً أثناء قيادته سيارته، وأنه وبينما كان يُحدّق بعينيه في نجوم السماء اشتعلت عيناه بضوء ساطع في سماء أصبحت بيضاء لشدة إشراقة الضوء وأنّ كل ذلك استمر لمدة ثانية، وبعد ذلك اختفى الطبق الطائر في السماء وكأن شيئاً ما شفطه إلى الأعلى بسرعة تفوق طرفة العين.
المتابعون للأطباق الطائرة لديهم العديد من هذه الشهادات ويتابعون التحقيقات والشهادات والإثباتات على مدى 20 و30 و40 سنة وأكثر، ومازال هذا الوقت ليس كافياً لتثبيت حقيقة وجود أطباق طائرة من عدمها، وحتى أكبر العلماء والمبتكرين في مجال التكنولوجيا ومعهم أضخم المؤسسات والتجهيزات العسكرية لم تتوصل لحد الآن إلى تفسير معقول ولا تعرف كيف تتعامل مع هذه الحالة.
هناك لاعبون آخرون بالإضافة إلى الذين يشهدون برؤية أطباق طائرة، وهؤلاء يكتبون مقالات ويصدرون بيانات ويتداولون تلك المرئيات والتوافقات، ويشتغلون على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من يؤيد وهناك من يعترض، وهناك من يسخر، وهناك من يحاول تصديق الموضوع لاعتقاده بأنّ الأطباق الطائرة ستكشف له أسرار الكون وتوسع من مداركه.
تستغرب كثيراً من الأنواع المختلفة التي تتحدث عن الأطباق الطائرة، وهي نفس الغرابة التي تتولد لديك وأنت تتابع من يتحدث عن كيفية معالجة القضايا العامة في البحرين. فالبعض يتحدث عن تنصُّت من كوكب آخر على الأرض، وأنّ بعض الناس الذين يعيشون معنا على الأرض إنما هم مخلوقات من كوكب بعيد، وأنه لابد من البحث عن سبيل لإثبات أنهم ليسوا من كوكب الأرض، فلا يغرنّك أنّ أشكالهم تشبهنا، فهم لديهم «تقية» تعلموها من ذلك الكوكب غير الأرضي، وهم يستطيعون إخفاء حقيقتهم، وهؤلاء يتواجدون على هذا الكوكب من أجل تنفيذ خطة مُحكمة.
ثم إنّ هؤلاء ليسوا بشراً، ولا يمكن الحديث معهم، كيف ذلك وهم جاءوا من كوكب آخر، وفي ذلك الكوكب يتحدثون عن أشياء غريبة جدّاً مثل «حقوق» و «ديمقراطية»، ويجب ألا ننخدع بهم، فهم نزلوا فجأة من الأطباق الطائرة (ويوجد شهود إثبات)، وليس لهم تاريخ في البحرين، ولا يمكن فهم كل شيء يتعلق بالأطباق الطائرة. ثم إنه كيف يمكن للبحرين اكتشاف أسرار هؤلاء بينما تعجز أميركا عن فهم مكنون الأطباق الطائرة… فنحن لسنا أحسن من أميركا، وأميركا ليست أحسن منا… والحديث ليس له بقية.