بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الادارة الاميركية قتلت نفسها وشعبها بالكذب والغرور والمكابرة، فهي من اشد اعداء الحقيقة، واكثر من يقف في وجه الصدق وتعادي المصداقية، فخسرت نفسها رغم المكابرة، واضاعت آمال وطموحات شعبها القائم على تمويل مغامراتها العدوانية، وباعت في سبيل ذلك كل القيم الانسانية، واطاحت بالقوانين والاعراف الدولية، فامتسخت افعالها قانونيا وخلقيا.
سيدة العالم التي دانت لها السيادة بدون وجه حق، وانتزعت القوة في غفلة من الزمن البشري، وشرعنة للكذب والعهر السياسي، ارادت ان تسير على خطى الاستعمار القديم، فكانت خطاها قاتلة، ولم تتعلم من هزيمتها المنكرة في فيتنام، على يد شعب لا يمتلك من مقومات الحياة، ولا من عناصر القوة الا الايمان والارادة، فمرغ كرامتها، واسقاها كأس سم الهزيمة، ورسم على جبينها عقدة الذل والمهانة الى الابد، واجبرها على الخلاص من عقدة العظمة الكاذبة الى حين.
لانها امبراطورية شر وذات تاريخ اسود في القتل والاجرام، بنت دولتها على جماجم البشر، واستعباد الانسان لاخيه الانسان، فكان الاوائل من المؤسسين من القتلة والمجرمين وقطاع الطرق والمعتوهين، والطامعين في استحواذ كل ما بين يدي الآخرين، ولانها كذلك فشلت في ان تسير على خطى الخيرين، الذين رسموا قانون الدولة ودستورها في العمل على نشر ومضات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
الادارة الاميركية اضاعت فرصة ان تتربع على العرش الامبراطوري العالمي بيديها المجرمتين، عندما لم تفكر الا بالحقد والانتقام، فبدلا من ان تذهب باتجاه اصلاح النظام الدولي، الذي اصبح تحت رعايتها، فقد ذهبت لاستعراض القوة باحتلال افغانستان وغزو العراق واحتلاله، فكانت بداية السقوط، وكانت توقعات الشهيد صدام حسين، " ان المسمار العراقي سيكون اول مسمار في النعش الاميركي "، كما كانت تحقيقا لمقولته رحمه الله، " ان بغداد مصممة على ان ينتحر البرابرة على اسوارها "، وهاهم ينتحرون بصمت قاتل من اميركا بساستها واعلامها.
اميركا تخاف ان تعلن لشعبها وللعالم ان البعث ورفاق الشهيد صدام حسين من دمر احلامها قبل الغزو والاحتلال، ومن انتزع زمام المبادرة والارادة من بين يديها في ساحة المواجهة بينها وبين ابطال المقاومة العراقية الباسلة، فهي تذهب بتعليق فشلها وهزيمتها في العراق على شماعة القاعدة، والكل يعلم مدى الحجم الذي تمثله القاعدة في العراق، ومدى الجبن والضعف الذي يسري في عروق عملائها وعبيدها خونة العراق، ومدى الفشل في كل حملات القتل والتدمير بكل مسمياتها، ومدى ما وصلت اليه قطعان الغفلة التي ارادت لها ان تكون مخلب قط لضرب المقاومة، بيد من يدعون بعراقيتهم، تحت ذريعة محاربة الارهاب وتنظيم القاعدة.
اميركا سيقتلها غرورها وكذب سياسييها، وغفلة مواطنيها الذين يرون ويسمعون الجهل والكذب والغباء الذي تتمتع به ادارة البيت الابيض، ولا يتحركون قبل ان يتجرعوا كأس السم حتى الثمالة، فلا يصحون على انفسهم، لانهم اصبحوا جثة هامدة، وحولتهم المقاومة العراقية الى اسد بلا انياب، يضربه الصغار بالاحذية على وجهه الغابر الكالح، الذي لم يحسن اهله ان يحافظوا على نظارته، لانهم بلا حول ولا قوة، عندها لن تكون هناك عقدة كعقدة الهزيمة، بل سقوط في الانكفاء الداخلي، وكراهية في المحيط الدولي، فلا قوة ولا تأثير ولا احلام وردية بالسيطرة على العالم بالبوط العسكري، وكل ذلك نتيجة الغباء السياسي، وعدم مكاشفة الشعب بالحقيقة، وكذب شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وزيف اعلانات محاربة الارهاب من دولة الارهاب نفسها، وبطلان سياسات التدخل في شؤون الاخرين الداخلية، تحت ذرائع امبريالية وبممارسات همجية.
اميركا سيدة الكذب، فهي تكذب على نفسها وتخدع الاخرين، في ادعاءات ان من يحاربها في العراق هو القاعدة، خوفا من الاعتراف بالحقيقة، ان شعب العراق افرز اسرع مقاومة في التاريخ، على ايدي مناضليه وابطاله، وفي المقدمة منهم الشهيد صدام حسين، وان هذه المقاومة من افشل الاحتلال والقى بكل احلامه في حاوية الزبالة، ولن تتمكن لا هي ولا كل عبيدها وخدمها في المنطقة الخضراء، ومن افرزتهم الانتخابات المزيفة، في ان يقدموا لها طوق النجاة، حتى فيما تسميه بالاتفاقية الامنية.
dr_fraijat@yahoo.com
الاربعاء 23 شوال 1429 / 22 تشرين الاول 2008