في اعقاب اندلاع ثورة 25 يناير في مصر، كتبت في هذا المكان تحت عنوان "ثورة شباب مصر.. او مصر التي تولد من جديد" وفي يوم الجمعة 11 فبراير، انتصرت الثورة، وولدت مصر من جديد" مصر ولدت من جديد من رحم المعاناة والالم والقهر.. مصر ولدت من جديد بسواعد ابنائها.. كل ابنائها وكفاحهم وصمودهم.. مصر ولدت من جديد بدماء مئات الشهداء من ابناء الوطن.
يوم الانتصار العظيم هذا ليس كمثله يوم في التاريخ.. هو واحد من اعظم الايام في تاريخ مصر العريق كله، وفي تاريخ العرب ايضا، بل وفي تاريخ البشرية كلها.
والحديث عن يوم انتصار الثورة المصرية، ليس مناسبة للتحليل والتفلسف في ابعاد الثورة او المستقبل، وانما هو قبل كل شيء يوم للترحم على ارواح الشهداء الابرار للثورة المصرية.
ما يقرب من 400 شهيد قدمهم شعب مصر قربانا للوطن، وثمنا لتحرره. الدماء الطاهرة لهؤلاء الشهداء هي التي مهدت الطريق لانتصار الثورة. سوف يبقى شعب مصر طوال تاريخه مدينا للدماء الطاهرة لهؤلاء الشهداء.
وقبل هؤلاء الشهداء الذين سالت دماؤهم في ايام الثورة، قدم شعب مصر مئات، بل آلاف الشهداء عبر تاريخه الطويل، في مسيرة كفاحه، من اجل ان يأتي يوم يرى فيه مصر وطنا حرا مستقلا مرفوع الرأس، الكلمة فيه للشعب.
ويوم انتصار الثورة هو يوم للتهنئة.
مبروك لشعب مصر العظيم.. لشبابه الذين فجروا الثورة وانضم اليهم الشعب بكل قواه.. لأطفاله.. وفتياته، ورجاله.. وشيوخه.. ومثقفيه وفنانيه الشرفاء.. وعماله.. وفلاحيه، وكل ابن من أبناء مصر.
مبروك لشعب مصر العظيم الذي خرج حشودا بالملايين الى الميادين والشوارع رفضا للظلم وطلبا للحرية والعدل.. خرج يتظاهر تحت علم مصر، ويهتف تحيا مصر وعاشت مصر حرة، ولم يخف او يتراجع حتى انتصرت ارادته.
مبروك لجيش مصر العظيم الذي لعب دورا تاريخيا سيظل محفورا، ويعود اليه فضل اكبر في انتصار الثورة، منذ اللحظة التي انحاز فيها الى الشعب ومطالبه المشروعة، ووقف حاميا للثوار.
مبروك للشعوب العربية التي وقفت مع شعب مصر، وكانت قلوبها معه في ميدان التحرير وفي كل شوارع مصر، تتابع كفاحه لحظة بلحظة وتدعو الله ان ينصر ثورته.
من الآن فصاعدا، سوف ينشغل المحللون في كل انحاء العالم بالتوقف مطولا عند الثورة المصرية، لماذا اندلعت، وكيف انتصرت، وماذا يعني انتصارها للوطن العربي والعالم كله.
وسوف ينشغل الكل الآن بالمستقبل.. ماذا سوف يحدث في مصر، ماذا يمكن ان يحدث في المنطقة بأسرها؟
لكن المؤكد في كل الاحوال بعد يوم الانتصار العظيم للثورة المصرية، ان القادم سيكون حتما اجمل.
المؤكد في كل الاحوال ان شعب مصر بثورته وانتصارها فتح صفحة جديدة في التاريخ، بعدها لن يعود التاريخ الى الوراء ابدا.
هذا فجر جديد اطل. والفجر يبدد الظلام.. الفجر يتلوه النور ويتلوه النهار الساطع.
مصر التي ولدت من جديد، سوف تتقدم الى الامام حرة عفية قوية بسواعد ابناء شعبها العظيم.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.