عقيل ميرزا
ماذا كسبت البحرين من الضجيج الذي كان يملأ الفضاء تارة بنفي الانتهاكات وتارة أخرى بتسويق صورة غير حقيقية عن البحرين؟!
شركات العلاقات العامة والأقلام التي كانت تنزف كذباً على مدار السنوات الثلاث للأزمة كلها لم تستطع أن تغيّر الصورة الحقيقية للواقع الذي يحتاج إلى عمليات إصلاح وليس إلى مساحيق تجميل تسيح أمام أول قطرة عرق تتساقط من على جبين هذا الوطن.
قيل قديماً ان قطعة الحجر لا يزيد ثمنها إذا قيل عنها جوهرة، والجوهرة لا يقل ثمنها إذا قيل عنها حجرة، وواحدة من المشكلات الأساسية التي تعترض أي تقدم إيجابي للحل هو أننا مصرون كل الإصرار على تجميل واقع مفضوح يراه كل العالم عدا نفر من أصحاب الأقلام التي تعمل ليس بالحبر وإنما بالبنزين الممتاز.
تبلغ المكابرة أوجها من قبل بعض هؤلاء حتى يصل بهم الجنون إلى الدعوة لعدم الاكتراث بالعالم ومنظماته الحقوقية والسياسية وكأننا نعيش لوحدنا في كوكب مظلم خارج مجرة درب التبانة.
الآن وبعد مضي قرابة الثلاثة أعوام ماذا حصدت البحرين جراء هذا المنطق الذي كان يضحك على الذقون؟! واضح وضوح الشمس أننا نجني حصادا وفيرا من التقارير الدولية التي تنتقد الأوضاع في البحرين غير مكترثة بما كان يكتبه المتمصلحون الذين لم تستطع أقلامهم تغيير شيء من الصورة التي كان يراها العالم بوضوح.
كان بإمكاننا لو اجتهدنا في تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق (تقرير بسيوني) أن نجنب البحرين عشرات التقارير التي استمرت في مطالبة البحرين بتنفيذ التزاماتها الحقوقية، ولكننا اخترنا طريقا آخر غير معالجة الأخطاء، نعم اخترنا طريقا يدر أرباحا طائلة على نفر يسير من المتمصلحين من الأزمة، ولكنه يكبد الوطن خسائر فادحة.
البيان الذي وقعته 47 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك قرار البرلمان الأوروبي وغيرهما من البيانات التي انتقدت أوضاع حقوق الإنسان في البحرين هي بيانات وانتقادات لا تبعث على السرور؛ لأن ما يسر هو أن نرى سجل البحرين الحقوقي أبيض ناصعا، ولكن هذه البيانات لن تكون الأخيرة إذا أصررنا على استخدام أدوات التجميل الكثيرة؛ لأن تكديس الألوان والمساحيق على الوجه تجعله مخيفا أحيانا، لذلك علينا أن نلمع صورة البحرين من خلال خطوات جادة تستبدل تقارير النقد الدولية إلى تقارير إشادة.