بقلم: باتريك مارتن
ترجمة عشتار العراقية
يطلع العقيد معمر، يخش العقيد حفتر !
في صحف مكلاتشي كان العنوان (القائد الجديد للثوار قضى 20 سنة الماضية في ضواحي فرجينيا) وذكرت المقالة انه كان في يوم ما من كبار القادة العسكريين في نظام القذافي حتى (المغامرة العسكرية الكارثية في تشاد في اواخر الثمانينيات)، وعندها انضم الى صف المعارضة للقذافي وهاجر الى الولايات المتحدة حيث عاش هناك اكثر من عقدين حتى عودته الى ليبيا قبل اسبوعين.
وقد ختمت مكلاتشي مقالتها بالقول "منذ مجيئه الى الولايات المتدة في بداية التسعينيات ، عاش حفتر في ضواحي فرجينيا خارج العاصمة واشنطن" ونقلت عن صديق له قوله انه لا يعلم بالضبط ماذا كان حفتر يعمل لإعالة نفسه وعائلته الكبيرة.
وللذين يقرأون بين السطور فإن قصة حياته توحي بانه كان عنصرا يعمل في السي آي أي. وبغير ذلك كيف كان يمكن لقائد عسكري ليبي كبير ان يدخل الولايات المتحدة في بداية التسعينيات ، بعد سنوات قليلة من تفجيرات لوكربي ، ثم يستقر في العاصمة الامريكية إلا اذا كان ذلك بإذن ومعاونة من وكالات المخابرات الامريكية ؟ وقد كان حفتر يعيش على بعد 5 اميال من مقر السي آي أي في لانجلي، لمدة سنوات طويلة؟
إضافة الى أن صحيفة واشنطن بوست نشرت في 26 مارس 1996 تقريرا عنه واصفة تمردا مسلحا ضد القذافي في ليبيا واستندت الصحيفة الى شهود عايشوا التمرد قائلة "القائد هو العقيد خليفة حفتر الذي يقود مجموعة على طراز كونترا تقيم في الولايات المتحدة باسم الجيش الوطني الليبي"
ومن الواضح ان المقارنة بقوات (الكونترا) تجلب الى الأذهان الجماعات الإرهابية التي كانت الحكومة الامريكية تمولها وتسلحها في الثمانينيات ضد حكومة ساندنستا في نيكاراغوا. وكذلك فضيحة ايران كونترا والتي تضمنت بيع اسلحة امريكية لايران مع استخدام حصيلتها لتمويل عصابات الكونترا في امريكا اللاتينية تفاديا لحظر الكونغرس .
وفي كتاب صدر عن صحيفة لو موند دبلوماتيك بعنوان (استغلال الأفريقيين ) في عام 2001 ، تتبع المؤلف العلاقة مع السي آي أي الى زمن أبعد ، الى 1987 ، ذاكرا ان حفتر وكان عقيدا في جيش القذافي ، اعتقل وهو يقاتل في تشاد ضمن تمرد مدعوم من ليبيا ضد حكومة حسين حبري المدعومة امريكيا. ثم هرب الى معسكر الجبهة الانقاذ الوطني الليبية وهي جماعة المعارضة الرئيسية للقذافي، والمدعومة من السي آي أي، وقد قام حفتر بتنظيم ميليشيا خاصة به عملت في تشاد حتى اطيح بحبري من قبل منافسه المدعوم فرنسيا ادريس ديبي في 1990.
وحسب الكتاب ، فإن "قوة حفتر التي خلقتها السي آي أي ومولتها في تشاد، اختفت فجأة بمساعدة السي آي أي بعد قليل من الاطاحة بالحكومة بواسطة ادريس ديبي" ويشير الكتاب الى تقرير بحثي صادر عن الكونغرس في 19 كانون اول 1996 وفيه ان الحكومة الامريكية كانت تمول وتدرب جبهة الانقاذ الوطني الليبية وان عددا من اعضائها اعيد تسكينهم في الولايات المتحدة.
(بعد الانقلاب عاد عدد من الأسرى الليبيين إلى الوطن، فيما نقلت طائرات أميركية عناصر «الجيش الوطني الليبي» الى زائير ومن ثم الى الولايات المتحدة حيث استقر حفتر) .
حقيقة تشبيه المليشيا التي قادها حفتر بالكونترا الممولة من قبل السي آي أي، يدل دلالة واضحة على نوعية (الثورة ) في ليبيا التي ربما بدأت عفوية ولكن الامبريالية الامريكية اختطفتها، وأن الحكومة التي سوف تنصبها لن تختلف في القمع عن حكومة القذافي ، كل الفرق أن امريكا سوف تنهب النفط الليبي وتستغل موقع ليبيا الستراتيجي لاقامة قاعدة تشرف منها على تغلغلها في القارة الأفريقية.
تعليق: شوف الزمن شلون دوار. القذافي بعث حفتر الى تشاد حتى يتدرب زين ويرجع بعد عشرين سنة يطيح بيه. العبرة من هاي القصة ؟ صحيح المثل العربي :
من "حفتر" حفرة لأخيه "انقذف" فيها .