ولي العهد في لقاء مع تلفزيون البحرين
المنامة – بنا: وصف ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قرار المملكة بتبني الحوار في ظل الظروف السائدة بالقرار الصعب، و هو القرار الذي يحتاج الى الشجاعة والارادة والصبر لكي يتحقق ما فيه الخير للوطن
وفيما يلي نص اللقاء:
س: سمو الأمير، منذ آخر لقاء معك يوم الجمعة إلى اليوم مر أسبوعان، حدثت الكثير من التطورات، الناس في حاجة إلى تعرف من سموك إلى آخر التطورات؟
ج : والله، أمامنا هذه الفرصة، لنبين للعموم أن هذا الحدث الذي نمر فيه غير مسبوق في الحقيقة في عمري على الأقل، فالحلول المطلوبة لازمة لمثل هذه الأوضاع وتستغرق وقتا وتتطلب الكثير من الصبر والتفهم لجميع المواقف المطروحة على الساحة السياسية. ففي خلال هذين الأسبوعين كونا رأيا أن الحوار هو الحل، كونا المبادئ الاساسية لهذا الحوار وستكون مبنية على التوافق؛ لأن كل الأطراف السياسية الموجودة في البلد يجب أن تُحترم وأهم مبدأ هو ان الكلام أفضل من الاختلاف والتشنج والتعصب ، فالكل أعتقد يسعى لتحقيق هذا الهدف ولكن ضمن الحدود التي من الممكن أن يتحرك فيها ، فواجبنا كان في هذين الأسبوعين ، أن نحاول أن نوسع مقدرة الجميع للتجاوب مع هذا الحوار.
س: الجمعيات الست قدمت 12 شرطًا أو ستة شروط وستة مبادئ قبل الجلوس الى الحوار، ما ردة فعل سموكم على هذا؟
ج: نحن نقوم بجمع المحاور، لكن لاشك أنه لا يجوز لطرف واحد أن يحدد سقفا او هدفا للحوار قبل ان يبدأ، فمن الضروري أن نتكلم في هذه المواضيع، وليست عندنا أية مشكلة في أن نتكلم فيها ونبحثها بعمق لكن الارادة الشعبية يجب أن تُقدر، وأنا هدفي أن نحن فعلا عن طريق هذا الحوار نؤسس هذه الثقافة وهذه المبادئ أو هذا الاحترام للمبدأ كأساس تغيير وتطوير مستمر في برنامج جلالة الملك الإصلاحي.
س: سمو الأمير، نحن لسنا في انقسام ولكن تعددية، وهناك مجتمعات كثيرة فيها هذه التعددية مثل المجتمع الأميركي والفرنسي. كيف ستتعاملون سموكم مع هذه التعددية ونحن رأينا مجموعة في الفاتح ورأينا مجموعة في دوار اللؤلؤة. نحن لا نريد أن نقسمهم سنة أو شيعة رغم أن هذا لا يجب أن يخوفنا لكن هذه التعددية كيف تتعامل معها؟
ج: هذه التعددية طبعا واقع، وسأضيف على كلامك انه حتى الذين في الدوار توجد بينهم انقسامات وحتى الذين في الفاتح لديهم انقسامات. نحن يجب أن نجد المبادئ والمحاور التي يتفق عليها الكل على أساس أن نحن نستطيع نمضى قدما في برنامج الاصلاح . أنا اعرف ان الشباب الذين في الدوار اليوم لهم رأي وانا أود اليوم قبل غد أن استطيع أن أخاطبهم مباشرة؛ لأنني أعرف ان سببا من أسباب هذه الازمة هو الشعور عند البعض بأن كلمتهم لا تصل وأعرف ان كثيرين ممن ذهبوا الى الفاتح عندهم آراء لم تظهر في الخطاب الرسمي الذي صدر باسم التجمع ولا في الميادين الإعلامية التي نراها أمامنا اليوم. لذا، يجب أن نرى ذلك ونعطي أنفسنا فرصة لنتحاور بصورة حضارية؛ لأنه ما من حل لفك هذه الازمة الا الحوار في نهاية الامر. نحن اليوم نقوم بتحديد محاور هذا الحوار ونحدد طموح هذا الحوار، وأنا أستطيع ان أؤكد لك أن البحرين لن ترجع للوضع الذي كانت عليه؛ لأن سنة الحياة هي التغيير، واليوم نحن بحاجة ماسة جدا إلى أن نبادر في هذا التغيير وأن نسبق المشاعر والفلتان الذي من الممكن أن يحدث إذا لم تجلس الاطراف وتتحاور مع بعضها.
س: هذا يقودني الى السؤال الثاني، سمو الأمير تم اتخاذ الدوار كرمز، لكن الملاحظة أن هناك امتدادات الآن ويمكن تؤثر حتى على مصالح الآخرين أو على سلامة وحرية الآخرين، فما التصرف اللازم في هذا الحال؟
ج: نحن نسعى كل يوم أن نثبت أن التجمهر والمسيرات السلمية حق من حقوق مواطني البحرين، وهذا حق محفوظ في الدستور ويجب أن ندعمه، لكن هذه المسيرات يجب ألا تتعدى على حريات الآخرين. هذا مبدأ بسيط فأرجو من كل الأطراف عدم التصعيد وعدم الإثارة كما يمكن أن يريد البعض، ويجب أن نلتزم ونتكلم بشجاعة إذا كنا مستعدين عن طريق هذا الحوار أن نثبت وبكل وضوح وحرية حق المواطن البحريني في أن يعبر عن رأيه وأن يعتصم وأن يخرج في مسيرات ليدافع عن مصالحه. وأيضا يجب أن ندافع عن حق الآخرين في أن يمضوا في حياتهم، لكن استبداد طرف على آخر طرف آخر والتسلط من حيث ما كان غير مقبول. والتصعيد في هذه اللحظة، الشيء الوحيد الذي سيحققه ذلك وإن تكثر البلبلة في المجتمع وتزيد المشاكل أو احتمال المشاكل مثل ما رأينا في مدينة حمد تلك الليلة. الناس بدأت تحس بعدم الأمان ومن المفروض أن نعمل بكل قوتنا لنثبت الأمان.
س: هناك من يرى ان عدم التدخل الأمني ضعف من الدولة، وان هيبة الدولة قلت لذلك يشعرون بخوف ماذا نقول لهم؟
ج: أبداَ الدولة عندها قوة، ولا أزال أدافع عن حق المواطن في أن يعتصم حتى لو اختلفت معه في الرأي، ولكن الذي حدث في مدينة حمد كان يجب أن تتدخل قوات الأمن فيه لحماية المواطن وهي قادرة على ذلك.
الذي أراه أمامي ان الأغلبية اليوم في البحرين يريدون الاعتصام السلمي والمسيرات السلمية، وهناك فئة صغيرة تحاول أن تأجج، وأنا لن ألوم طرفا أو آخر، وأظن أن كل جانب من الممكن أن يسبب مشكلة. أنا أطلب من قوات الأمن ولا أطلب وحسب، بل أنا أعتقد أن مسؤولية قوات الأمن تحقيق الأمن في مناطق البحرين السكنية أو التي تمضي فيها الناس بحياتها الطبيعية.
س: هل تعتقد أن المسيرات والمسجات التي تجعل الناس في ارتباك من الممكن ان تخدم الحوار، هل تشكل ورقة ضغط عليكم في الحوار؟
ج : هذي المسجات تؤجج الشارع، انا لا اظن انه تخدم لكن لنضع النقاط على الحروف. عندنا الآلاف يتجمهرون في الدوار بكل حرية وراحة ويعبرون عن آرائهم. وقليلا قليلا بدأنا نلاحظ أن حتى في هذا المكان تختلف الآراء وحتى نهج الخطابات اختلفت عن الفترة الاخيرة، فالكلام يوضح الصورة الجميلة والحوار هو النهج السليم. إن الذي يحدث الآن هو الحوار عبر القنوات الفضائية والإعلام ونحن نريد حوارا مباشرا وصريحا وأن يثق الجميع ان مصلحه لن تتأثر.
س: قرأنا قبل فترة أن الاتصالات لم تتوقف من يوم الجمعة الذي مضى الى اليوم طوال هذين الاسبوعين، مع من الاتصالات؟
ج: مع الجميع يعني ولم نقم باستثناء أحد. هناك طبعا طلب محاور هذا الحوار من الجميع، ونحن في طور استلام الردود الآن، وهناك مساع حميدة من وسطاء وأشخاص يقومون بدور نشكرهم عليه، وفي الحقيقة لانهم يقومون بإيصال رسائل نرجو عن طريقها أن تتقارب الآراء.
س: وصلتكم سمو الامير شكاوى من القطاع التجاري من المنطقة التجارية الموجودة قرب الدوار، مثلا السوق المركزي أو غيره من الذين تأثروا وهم يتكلمون حتى في وسائل الاعلام أنهم تاثروا، ماذا نقول لهم؟
ج: اذا كنا سندخل فعلا في حوار وطني، فيجب على أصحاب هذه الأماكن أن يوصلوا مطالبهم عن طريق الجهات التي تمثلهم، مثلا غرفة صناعة وتجارة البحرين، نتمنى تحركا قويا من غرفة التجارة لتدافع عن مصالحهم ان شاء الله.
س : هل أنت راض عن تحرك غرفة التجارة الى الآن، هل ترى انهم يتحركون بثقل؟
ج: لغاية الآن لم أتسلم مرئياتهم، لكن اتوقع انهم يتحركون؛ لأنهم اكبر الخاسرين في هذه الفترة كلها.
س : انت قلت في مقابلة سابقة ان هناك سقفا للحوار، هل هذا الالتزام ما زال موجودا؟
ج: نعم. أنا قلت إن السقف سيحدده الطرف الآخر بالتوافق الوطني، وهذه رسالة خاصة أريد إيصالها: الخوف والتوتر والشحن – خاصة الشحن الطائفي – يصعب علينا ونحن بحرينيون، كلنا سنة وشيعة أو غيره. الحوار في نهاية الامر يجب ان يحصب بشكل ودي. وأطمئن المواطنين البحرينيين بأن هناك نتائج تتحقق حتى لو لم تظهر للعموم لحد هذه اللحظة ستقوم باخراجنا من هذه الأزمة. وحتى لشباب الدوار لا يجب أن يحسوا ان هناك تجاهلا او تهميشا لأي طرف ما، ونريد بعد ان نسمع المرئيات التي من الممكن أن تطبق على طاولة الحوار.
س: تتعرض لضغوط سمو الامير؟
ج: الضغوط من كل جهة، طبعا. لكن أنا أتصور انه من واجبي الوطني أن أسعى في هذه المساعي الحميدة؛ لأننا نحن سنضع نهجا جديدا للتعامل مع هذه الأزمات في الشرق الاوسط كله.
س: بالفعل البحرين تمثل نموذجا فريدا في ظل هذه التطورات التي صارت الآونة الاخيرة بكل الدول العربية؟
ج: لحد هذه اللحظة نحن نقدم نهجا آخر ونتمنى إن شاء الله، أن نوفق في ذلك. وانا لن أن انجح الا بمشاركة الجميع، وليكن صوتهم عاليا لان الحقيقة هي أن الحل هو في الحوار. أستطيع أن أقول ان المرئيات التي رأيتها اليوم تقريبا فيها من 70 % الى 75 % و حتى الى 80 % من المطالب يشترك فيها الجميع.
الكل يريد خدمات أفضل الكل يريد الكرامة و أن يسمع والكل يريد المحاسبة. فإذا كان هذا الواقع فدعونا نجلس على طاولة حوار مهما استغرق ذلك. وهناك آراء تقول في ثلاثة اسابيع او في اسبوعين سيكون هناك حل أو في شهر او في شهرين. لكن دعونا نخرج بوضع افضل من الوضع الذي نحن فيه. ونقول لأنفسنا أولا إن بلدنا أغلى من نظرة ضيقة تؤدي بالبلد الى دوامة أو فراغ أو عدم استقرار أو ما شابه ذلك من أمور سيئة.
نحن نقدر على أن نجعل البلد في حال افضل للجميع، وبدلا من أن يكون هناك فائز او خاسر أن يكون الفوز للجميع، والأمن والاستقرار للجميع والاحترام للجميع. وأنا لا اعتقد أن هذا شيء سهل ويجب أن يعلم الكل ان الوعود كانت كثيرة، وقد تكون أكثر من قدرة الجميع على توفيرها، لكن نحن الآن نريد قولا وفعلا. فلنعتمد هذا المبدأ ودعونا نعتمد مبدأ المصارحة، ونقول هذا ممكن وهذا غير ممكن، وأن نقول نعم نريد هذا ولا نريد ذلك.
البحرين مجالسها المفتوحة بمؤسساتها الحديثة وبتطورها السياسي وبنهجها بتقاليدها، ويجب أن تحتوى هذه الأزمة بصورة حضارية؛ لأن الخيارات الاخري لا تؤدي الى النتيجة التي يقبلها أي أحد. أنا أطمئن إخواني في البحرين، الذين ربما لم يسمعوا مني في هذه الفترة، بأنني احترمت في الحقيقة كل الأطراف في هذا الحوار، ولم أذكر بالاسم من كلمت ومن لم أكلم، أو ماذا يحدث، لكن أرجو ألا يشعر مواطنو البحرين أن هناك فراغا في المساعي وهناك نتائج، وإن شاء الله سنتوصل الى حل.
س: هل المبادرات أو الإجراءات الأخيرة التي اعلن عنها مثل التعديل الوزاري أو الإعلان عن توظيف 20 ألف في وزارة الداخلية، هل هذا جاء ضمن صفقة مثلا او جاء ضمن مبادرات من جهتكم؟
ج: هناك أشياء يجب أن تستمر، وستستمر من البرامج الحكومية التي تصب في خدمة المجتمع، ولكن أنا أرجو قراءة هذه المبادرات وألا تؤخذ أو لا ترتبط بهذا الحوار. هذا الحوار سيضع إطار عمل وأهدافا أكبر بكثير من سياسية آنية. نحن اليوم نرسم مستقبل بلد ومن الممكن ان هناك سياسة تتبع اليوم لن يكون لها حاجة غدا و لذا لا يجب أن نربط الاثنين.
س: أنت لا تربط الأمرين، لكن هل هذا لامتصاص غضب مثلا أو مبادرة حسن نوايا؟
ج: بعض الأمور تهيئ الجو وتبين مصداقية العملية الحوارية، لكن تم الكثير منها، وبقى منها بعض الأشياء. لكن يجب أن يكون عليها توافق، ويجب أن تظهر بالصورة الصحيحة للجميع، وأنا لا أريد ان استباق الاحداث قبل أن تحصل.
س: سمو الأمير، هناك أطراف أخرى في البلد تشعر وكأن هذا الذي حصل من إجراءات جاء على حسابهم؟
ج: الصورة المتكاملة لم تظهر للجميع بوضوح لكن أؤكد أنه لم يحدث شيء في هذه الفترة الاخيرة الا ما هو في خدمة أمن الجميع مئة في المئة وليس على حساب أحد لأحد.
س: هل هناك كفة متوازية لجميع الأطراف أم أن الذي صوته عالي والذي يعتصم في دوار يمكن أن يحصل على مكاسب أو مطالب، والذي يتبع الإجراءات القانونية مطالبه وحقوقه ستضيع؟
ج: لا أبداً. نحن سنعمل عن طريق هذا المشروع أو نهجنا اليومي أو في مبادئنا وقيمنا، على أن نحترم الجميع وكل رأي يجب أن يحترم ونحن نطلب من الجميع. بالعكس، أنا أطلب من كل الأطراف ان يستمعوا للطرف الآخر. الاتهام أن شيئا ما في خدمة طرف على حساب طرف هذا يعني أن الأشخاص لا يتحاورون و لا يستمعون لبعضهم بعضا. وهذا الذي نحاول أن نكسره، فعبر هذا الحوار الوطني الذي يجب ان يبدأ في اسرع وقت ليشعر الناس بالراحة و سنستطيع التوصل الى رأي مشترك ، فأرجو ذلك فاليد الواحدة لا تصفق.
س: هل هناك تصور لهذا الحوار كشكل أو آلية أو من الذي سيجلس على الطاولة؟
ج : هناك الجمعيات السياسية وأعيان البلد وحتى ممثلين عن الشباب. إلى الآن نحن ندعو ونستمع، ونتكلم ونرى المرئيات، ولكن المبدأ البسيط الذي أستطيع التأكيد عليه أن نتائج هذا الحوار يجب أن تتم بالتوافق.
س: سمو الأمير ننتقل الى المحور الدولي، في ردود فعل على المبادرة التي قمت فيها سموكم الجمعة الماضية من أسبوعين مثلا، من الولايات المتحدة الاميركية، سمعنا تصريح أكثر من مسؤول؟
ج: العالم كله مع هذه المبادرة .العالم كله يريد دعمها؛ لانهم يريدون مخرجا وطريقة للبحرين لكي تخرج من هذه الازمة بطريقة حضارية.
س: أحيانا نسمع مبعوث اميركيا مثلا جلس مع قوى سياسية في البلد، هل هذا بعلم وباطلاع منكم وتنسيق معكم او هل هو يتجاوز حدود صلاحياته؟
ج : الآن الكل يجلس مع الكل، فالمطلوب لقراءة الموقف بشكل صحيح يجب أن الناس تتكلم مع بعضها بعضا، فطبعا العالم يريد ان يسأل ماذا حصل، من هو المؤثر ما هي الآراء كيف نستطيع ان نساعد.
س: ردود الفعل إلى الآن مشجعة على الحوار، فهل من الممكن أن تقود هذه التدخلات الى اتجاه معين أو ترجح كفة طرف على طرف آخر؟
ج: في نهاية الأمر. هذا الحل يكون حل بحريني بين بحرينيين ولا بتدخل أي طرف اجنبي ولكن يعني الراي العام العالمي مهم هذا نحن نشكر عليه ونؤكد على ان البحرينيين قادرون على حل هذه المشكلة بأنفسهم اذا اتبعنا الهدوء والتحاور والتسامح وهذا هو المطلوب لتحقيق التفاهم .
س: سمو الامير قمت بجولة مؤخرا في دول مجلس التعاون ما نوع الدعم الذي حصلت عليه ، نسمع التصريحات الرسمية لكن نريد أن نسمع منك ما قيل خلف الكواليس في مثل هذه الجلسات؟
ج : انا التقيت كل الاخوان في الخليج وحصلت منهم كل الدعم المعنوي والسياسي والكل يريد ان هذا الحوار ينجح وعلى اساس ان نحن ننجح يجب ان يكون في تعاون او دعم مادي كذلك والدعم المادي. يجب ان يكون يكون بمبالغ فعلا تستطيع ان تؤثر على الساحة. نحن اليوم في مجلس التعاون جزء لا يتجزأ من بعضنا بعضا. الدول الأوربية صرفت في سنة واحدة 700 مليار بسبب مشكلة حصلت في اليونان وفي اسبانيا وفي ايرلندا والبرتغال. الحقيقة أن المطلوب من الاخوان في الخليج هذا اليوم هو الدعم المادي الذي يركد أو الذي يجعل الناس تحس انهم فعلا جزء من هذا المنظومة وان عمقا اقليميا يريد الخير وفي مكانه لمملكة البحرين وهناك أمل لحياة افضل بسرعة في هذه المملكة.
س: هل هناك تفهم لخطورة الوضع الامني أو عدم الاستقرار اذا وجد في البحرين لا سمح الله. هل ممكن أن يؤثر على بقية دول مجلس التعاون؟
ج: طبعا طبعا في فهم نعم اكيد.
س: هل هناك تفاصيل بما سمى بمشروع مارشال خليجي أم مجرد خطوط عريضة؟
ج: لحد الآن خطوط عريضة، لكن ان شاء الله نتوقع في وقت قريب أن يتم رسم هذا.
س: هل هناك تصور معين لتوجيهه لناحية الإسكان، المشاريع الاسكانية مثلا او توظيف او دعم رواتب؟
ج : هناك طرق كثيرة لصرف هذا الدعم، لكن دعونا نقول انه سيوجه إلى خدمة المواطن.
س: هل هناك من درجات الشفافية حول المبلغ واستلامه وتوزيعه؟
ج: من الضروري أن يكون ذلك موجودا حين يعلن، والثقة ضرورية مئة في المئة في طريقة صرفه وتوزيعه.
س : سمو الامير، هل أنت متفائل؟ أنا اسال هذا السؤال دائما، لكن عندك انت النظرة ستكون مختلفة؟
ج: متفائل. متفائل لأنني أرى ان نقاط التقارب موجودة أمامي لكن تحتاج شجاعة وارادة وصبر.
س: شجاعة تعتقد، فعلا شجاعة قرار؟
ج: القرار الذي اتخذناه أصعب قرار، والحوار اصعب طريقة للتوصل الى حل؛ لانه يريد توافقا ويريد وقتا ويريد تفهما وتعقلا، وفي اجواء مشحونة مثل هذه، الفلتان سهل لكن نتائجه دمار وكساد وعدم رؤية واضحة، وانهاء مستقبل، فأرجوا ان يكون الكل شجاعا صبورا متفائلا ومندفعا لهذا الحوار.