هاني الفردان
هذه هي الحقيقة التي لم يستوعبها بعد مسئولو كبريات الشركات والقائمون على ديوان الخدمة المدنية، وكل من له يد في فصل وتضييق الخناق على كل مفصول؛ إن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وليست بأيديهم.
لا يعلم هؤلاء أن الله يرى ويشاهد كل ما فعلوه «وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّه غَافِلا عَمَّا يَعْمَل الظَّالِمُونَ» (إبراهيم: 42).
ما يحدث للمفصولين من ظلم وتضييق خناق أمر ليس مستغربا من جهات وأفراد يقتاتون على الظلم والاضطهاد.
ما يحدث للمفصولين حالياً، من ابتزاز وتهديد، وشروط مجحفة، أمر لن يدوم، إذ ان بقاء الحال من المحال، سينصلح حال البلاد ويأتي يوم تتم فيه محاسبة كل الطائفيين والمؤزمين والذين عملوا على اصطياد الوظائف في جو السياسة العكر لحسابات طائفية.
لا يمكن أن نتجاهل ما يحدث لحراس معهد البحرين للتدريب، وكيف مورس ضدهم أبشع أنواع التنكيل، عندما هجروا من وظائفهم لوظائف حراس للمدارس، واستبدلوا بآخرين ترتضيهم وزارة التربية والتعليم.
عندما نعرف أن رئيس الأمن في معهد البحرين للتدريب، حولته وزارة التربية والتعليم إلى حارس أمن في مدرسة، فقط لأنه من طائفة معينة، سنعلم إلى أي حد وصل الاستهتار بمصائر الناس في هذه المؤسسات.
عندما نعلم أيضاً أن كبريات الشركات تعمل حالياً على التفنن في خلق الاشتراطات التعجيزية لإرجاع المفصولين وتخييرهم بين القبول بالتقاعد والتسوية المالية أو العودة للعمل من جديد بعقود جديدة ولمدة ستة أشهر سنرى أن ما يحدث من وعود بإرجاع المفصولين هو فقط للبهرجة الإعلامية ولمغازلة الرأي العالم العالمي، ولإسكات منظمة العمل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي تتابع هذا الملف بكل جدية.
عندما نعلم أن الشركات تضرب بعرض الحائط الدستور والقانون، وتفرض على المواطن عدم ممارسة حقه الدستوري السياسي، فإن هذا يعطينا مدى الضعف الحقيقي في فرض القانون على هذه الشركات.
لا يعنينا أبداً لو خرج علينا مسئول يقول «أنا لا أفهم هذا الشرط على انه انتقاص من حق دستوري، بل هو شرط شكلي لضمان عدم تكرار ما حدث في الشركات من جديد».
ما نعرفه حقيقة ان الدولة عاجزة عن فرض سيطرتها في تنفيذ قانون العمل الأهلي على الشركات، وقد فشلت في حل أزمة المفصولين حتى الآن، وما يهمنا قوله ان هذه القضية باقية ومستمرة حتى ينال كل مفصول حقه الكامل بلا انتقاص، وحتى ذلك الوقت وتلك اللحظة سنقولها دائماً لن تذلوهم… ولن تجبروهم على التنازل عن حقهم…
إنها الحقيقة التي لابد من فهمها فالله معهم وسيحميهم