منصور الجمري
لم يتوقع الكثيرون القرار المفاجئ والحاسم الذي بثته وكالة أنباء البحرين (بنا) يوم أمس عن موافقة مجلس الوزراء على توصية الهيئة العليا للإعلام والاتصال بشأن «وقف نشاط قناة العرب التلفزيونية»، وليس مستغرَباً أن توَلِّد صدمة الخبر ذهولاً لمن وقع عليهم القرار، إذ إنهم وباختيارهم العمل في البحرين، كانوا ينظرون إلى السماء، عبر قناة استعدّت بأحدث التجهيزات الحديثة، واستخدام «الروبوت» في تحريك الكاميرات، وغيرها من المعدات التي لاتزال لا تتوافر حاليّاً لأية قناة أخرى.
المبررات التي ذكرتها المصادر الرسمية لوقف القناة هي: «عدم حصول القناة على التراخيص اللازمة قبل ممارسة عملها في مملكة البحرين، وأن ممارسة القناة لنشاطها يجب أن يتوافق مع القوانين السارية واللوائح المنظمة للمجال الإعلامي، والاتفاقيات الخليجية والدولية، وبما يتناسب مع الوضع الراهن إقليميّاً ودوليّاً من حرب حازمة ضد الإرهاب».
البحرين عندما قررت إفساح المجال لقناة «العرب» لابد أنَّها استحضرت أنَّ هذه القناة كانت ستنطلق من أجل منافسة قنوات مثل «الجزيرة» و«العربية»، وأنَّها ستحتاج إِلى سقف منافس يفسح لها المجال لاستقطاب جمهور المشاهدين، والتأثير فيهم من خلال برامج حوارية، ونشرات إخبارية تتميز بتنوع الآراء وجرأة في تناول الأخبار. وعليه، فإن القناة بدأت بثها في (1 فبراير/ شباط 2015)، وأجرت مقابلة مع قيادي بالمعارضة في البحرين، ووعدت بإجراء مقابلات مع من يمثل التيَّارات التي تصنع الأخبار حاليّاً في المنطقة. ومثل هذا الأمر كان متوقعاً باستمرار، ولذلك فإِنَّ التطورات التي بدأت بعد ساعات من بدء البثِّ كانت مفاجئة، وتحوَّلت إِلى صدمة كبيرة يوم أَمس، وقعت على من انتقل إلى العمل في القناة، وترك ما كان عنده من وظيفة وفرصة.
لا يمكن بأَيِّ حال من الأَحوال التقليل من الضرر الذي تسببه مثل هذه القرارات المفاجئة، على السمعة، وهذا ما انعكس يوم أمس في وسائل التواصل الاجتماعي، من مختلف الاتجاهات.
وعليه، فإنَّه يصعب التّرحيب بحدوث مثل هذه التطورات المفاجئة وبالطريقة التي حدثت؛ لأَنَّها تبعث على الإحباط لدى من سعى إلى إنجاح المشروع، وتثير مشاعر الحزن لمن أراد سمعة أفضل للبحرين.