كشفت الأوراق الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية (الإدارة العامة للمرور) ووزارة الصحة عن تناقض كبير في وقت وفاة الشهيد حسين منصور الذي توفي في حادث دورية أمنية بحسب رواية وزارة الداخلية.
وبحسب الأوراق الرسمية، فإن إخطار الوفاة الصادرة من وزارة الصحة عن أن الشهيد لم يتوفى بحادث سيارة وأن الوفاة كانت عند الساعة 5:30 عصرًا بينما تقرير الحادث الصادر من إدارة المرور ذكر أن الحادث وقع عند الساعة 6:30، فكيف يموت الإنسان قبل وقوع الحادث؟
وإليكم القصة كاملة كما رواها أهالي قرية كرزكان تحت عنوان "الحقيقة الدامغة في وقائع إستشهاد حسين منصور":
عُرف الشهيد بهدوءه وسكونه وبساطته وعفويته رغم فقره الشديد وإعاقته العقلية البسيطة فكان مولعًا بخدمة مسجد الأمير زيد والمآتم دون مقابل مشاركًا هذا الشعب ثورته المباركة ،خاصةً فعاليات الائتلاف فتجده في المسيرات الليلية تارة… ويصدح صوته بفعاليات التكبير فوق أسطح المنازل و الافتراش في الطرقات تارةً أخرى .. كما كان له حضور قوي في ميدان الشهداء.
في يوم الأحد الموافق 28 يوليو 2013 م فقد الشهيد هاتفه في مكان عمله ببلدة سلماباد ( شركة الفوزان) وظل يبحث عنه ذلك اليوم فلم يجده وفي اليوم الثاني (يوم الاثنين الموافق 29 يوليو ) توجه لمكان عمله وأخبر مسؤوله المباشر انه عازم على تقديم بلاغ للشرطة بفقدان هاتفه.
ساعده زملاءه في العمل فقام أحد زملاءه بإيصاله لمركز شرطة مدينة عيسى وفعلاً قدم البالغ وأثناء ما كان يهم بالخروج من المركز تم توقيفه وتحويله لمركز شرطة سماهيج دون توضيح الأسباب … قام زملاءه بالعمل بإخبار أهل الشهيد أنهم يجب عليهم الذهاب لمركز سماهيج لاستلام الشهيد … وفعلاً توجه أخو الشهيد للمركز المذكور عند الساعة 2:45 ظهرًا حيث وجد شقيقه وعليه ملابس العمل وقدم لشرطة المركز التقارير التي تثبت إعاقته حتى انه جلس معاه وتناول الحديث معه وأخبره الشهيد أنه بخير وعلى ما يرام. لكن لم تفلح محاولة أخيه للإفراج عنه حتى لو بكفالة فطلب الشرطة من أخو الشهيد مغادرة المركز وانهم سيتواصلون معه عبر الهاتف لحين وصول الضابط المناوب والذي لم يكن متواجد بحسب قول الشرطة لأخو الشهيد تلك الفترة.
غادر أخو الشهيد المركز على أمل أن يأتي لهم بعد وقت الافطار وعند الساعة 5:30 عصرًا قام بالاتصال بمركز سماهيج وقد طلبوا منه الاتصال بعد ساعة وأخبروه أن الضابط لم يصل بعد وفي تمام الساعة 6:30 اتصل أيضًا بهم وكرروا ذات العبارة أن يتصل بهم بعد ساعة.
في هذه الأثناء انتشرت إشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي عن وفاة راكب بحادث انقلاب دورية امنية على شارع الفاتح وانتشر اسم الشهيد أيضًا كل هذا والأهل لا علم لهم بالموضوع ولا بالحادث ولم يتصل بهم أحد من الشرطة لاعلامهم بأي أمر.
بعد سماع الخبر قامت عائلة الشهيد بالاتصال بالمركز الذين أنكروا وجود حادث وأخذوا يماطلون بطلبهم بالاتصال بهم بعد 5 دقائق مرة ومرة أخرى عدم معرفتهم بأمره و طلبهم من اخوه الاتصال بإدارة المرور.
قامت عائلة الشهيد بالاتصال بالمرور الذين نفوا وجود حادث على شارع الفاتح واتصلوا أيضاً برقم الطوارئ 999 والذين أبدوا عدم علمهم بوجود أي حادث على الشارع المذكور.
وظلت عائلة الشهيد من مغرب ذلك اليوم إلى الساعة 10 لا تعلم مصير ابنها هل هو حي أو ميت أو تعرض لأي مكروه !!
وعند الساعة 10 اتصل شخص يدعي انه من إدارة المرور لأخ الشهيد وأخبره أن أخاه موجود في السلمانية وعليهم الذهاب اليه حالاً دون إعطاء أي تفاصيل هل هو حي أو ميت أو تعرض لأي حادث أو مكروه.
وفعلاً توجهت عائٍلة الشهيد لطوارئ السلمانية وتم السؤال عن مكان وجود الشهيد فالكل ينفي دخوله ووجوده في الطوارئ من أطباء وممرضين ومكتب استقبال المرضى … وقد قام احد الأطباء في الطوارئ بالاتصال بالمشرحة والذين نفوا وجوده أصلاً ،،، وتم عمل الاتصالات بالمستشفى العسكري والذين نفوا وجود شخص بهذا الاسم أو بالرقم الشخصي.
وظلت عائلة الشهيد على هذه الحال لا يعرفون مصير أبنهم وأين يوجد فأخذوا يتصلون بالمرور تارةً وبمركز الشرطة تارةً وبرقم 999 تارةً أخرى دون نتيجة ،،، وعند الساعة 12 توجه أخوة الشهيد للبحث عن أخيهم في المشرحة وعند تقديم البطاقة السكانية للموظف المناوب أخبرهم بوجود الجثة داخل المشرحة.
وقد دخل أخوة الشهيد المشرحة وهم مصدومين في حالةً يرثى لها وتأكدوا من وجوده وهو مفضوخ الرأس مضرجٌ بدمائه دون أن يعرفوا ماذا حصل لأخيهم ، تجمع اهل الشهيد عند مشرحة السلمانية بمعية عدد من الحقوقيين والمحامين وابناء هذا الشعب فجاء ضابط بدورية أمنية يهدد الاهل ويأمرهم بالانصراف حالاً ، فظل 4 من اهل الشهيد ينتظرون الطبيب الشرعي ، بعدها جاء الطبيب الشرعي (مصري) للكشف عن الجثة والذي اخبر العائلة أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، رفض أخوة الشهيد التوقيع وطلبوا ندب الطبيب الشرعي للنيابة العامة والذي جاء عند الساعة 5 صباحاً وبعد الكشف على جسم الشهيد وبوجود أخوة الشهيد اخبر الطبيب الشرعي أن السبب الرئيسي للوفاة هو إصابة مباشرة في الرأس نتيجة حادث مروري (بحسب رواية وتقرير وزارة الداخلية).
وبعد استلام الجثة ونقلها لمغيسل المقبرة ظهر ذلك اليوم تم حلق رأس الشهيد حيث تفاجأ الجميع بوجود أكثر من 12 إصابة بالرأس وفي اتجاهات مختلفة تبين تعرضه للتعذيب بآلات حادة وقاتلة ومباشرة وتم عرض ذلك على طبيب مستقل والذي اكد أن هذه الإصابات لا تعود لحادث سيارة وإنما لضرب بآلآلات حادة مباشرة (سكين أو منجل أو صيخ حديد) بالإضافة إلى سلامة الجزء السفلي من الجسم من أي كسور أو إصابات.
هذا ما عزز شكوك العائلة حول رواية وزارة الداخلية بالحادث المفتعل والذي لا أحد رآه أو سمع عنه حتى موظفي الإسعاف لوزارة الصحة تم التواصل معهم حول مشاهدتهم للحادث وكلهم نفوا علمهم بالحادث أو أشرافهم على نقل ومتابعة الجرحى.
وعند استلام إخطار الوفاة الصادرة من وزارة الصحة تم الكشف عن حقيقةً دامغة أخرى وهو أن الشهيد لم يتوفى بحادث سيارة و أن الوفاة كانت عند الساعة 5:30 عصرًا بينما تقرير الحادث الصادر من إدارة المرور ذكر أن الحادث وقع عند الساعة 6:30 … فكيف يموت الإنسان قبل وقوع الحادث؟
وبين التقرير أن الدورية كانت تنقل الشهيد من مدينة عيسى باتجاه المحرق ؟؟؟؟ على الرغم من أن الشهيد كان موجودًا في المحرق أصلاً !!! فكيف هو ذاهب للمحرق واخوه التقى به أصلاً في المحرق وموجود في (مركز شرطة سماهيج)؟
وبين التقرير أن الشهيد هو راكب … كيف يكون راكب وهو موقوف بمركز سماهيج ؟؟؟ هل هذه العبارة لكي تتنصل وزارة الداخلية من الملاحقة القانونية ولأبعاد أي شبهة جنائية عنها … وهل أصبحت وزارة الداخلية تنقل الناس من مكان لآخر؟
كما أن الشهيد تعرض للاعتقال سابقاً بمركز دوار 17 وذلك قبل 6 شهور بتهمة تصنيع وحيازة الملتوفات لكن لفترة يومين فقط وتم الإفراج عنه بعد أن ذهب أخو الشهيد وقدم لهم التقارير الطبية التي تثبت إعاقته الذهنية.
وعلى الرغم من مناشدة أهل الشهيد ومحاميه لوزارة الداخلية بتزويدهم بتسجيل الكاميرات الموجودة في الشارع والمركز للتحقق من رواية الحادث المختلق وقد مر ثلاثة اشهر ولحد الآن لم يعطى أي اعتبار لهذا الطلب أو الرد عليه.
وتزامنة حادثة الشهيد مع حادثة الشهيدين علي البصري ومحمود العرادي وكذلك حادثة دهس الشهيد صادق سبت فالعامل المشترك هو حدوثها خلال أقل من 24 ساعة وكانت رواية وزارة الداخلية أنها حوادث سيارات لإيهام الناس أنها قضاء وقدر لا علاقة للوزارة بها.
كما مر على استشهاد حسين أكثر من 3 اشهر لكن لم تتلقى العائلة أي زيارة من مسئول حكومي او اتصال او رسالة أو حتى اعتذار من وزارة الداخلية عن هذه الحادثة وكأن شيء لم يحدث.
04/10/2013 م