حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية
أقام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية احتفالا جماهيريا حاشدا في في مركز توفيق طبارة في بيرون بمناسبة الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد صدام حسين وذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وذكرى تحرير العراق من قوات الغزو الاميركي وذكرى ملحمة آلا شرف الدين الذين استشهدوا في بلدة الطيبة في مواجهة بطولية مع العدو الصهيوني .
حضر الاحتفال عدد من الشخصيات الوطنية ورؤساء الاحزاب وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وحشد من الحزبيين .
بعد النشيد الوطني القى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور سرحان يوسف كلمة قال فيها نقف اليوم وبكل اعتزاز لنؤكد بان مسيرة شعبنا النضالية التي بدأت مع الطلقة الاولى عام 65 مازالت تشق طريقها بقوة الايمان المطلق بحقوقنا الوطنية ومازالت تواجه التحديات وتتجاوز العقبات متمسكة بالانجازات الوطنية التاريخية التي اعادت لشعبنا هويته الوطنية .
واضاف يوسف اننا في حركة فتح وفي هذه المناسبة نؤكد على اهمية الوحدة الفلسطينية لانها هي الضمانة لاستمرارية كفاحنا الوطني كما ونؤكد ونلتزم بقرار القيادة الفلسطينية بتصعيد المقاومة الشعبية وبكل اساليبها في مختلف الاراضي الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني ونؤكد بان حركة الدفاع عن القدس وعن المسجد الاقصى وكافة مقدساتنا الاسلامية والمسيحية يجب ان تكون حركة لكل الامة الاسلامية والعربية .
وختم كلمته بالتحية الى كل شهداء الامة وفلسطين وعلى رأسهم شهيد فلسطين والعراق الشهيد صدام حسين والشهيد الرمز ياسر عرفات .
ثم القى منسق الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة معن بشور كلمة القوى الوطنية اللبنانية قال فيها هل يمكن ان نتذكر انطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح ورصاصات قوات العاصفة وبلاغاتها الاولى دون ان نذكر دور البعثيين في لبنان وجريدتهم الاحرار في نشر بيانانتها ودور البعثيين في سوريا باحتضان معسكراتها الاولى مع انطلاقتها ، ودور البعثيين في العراق في دعم فتح وجميع فصائل المقاومة هذا الدعم الذي كان احد اهم اسباب معاقبة العراق على وقفته مع فلسطين .
واضاف بشور لعل كلمات صدام حسين الاخيرة وهو يواجه الاعدام بكل شجاعة ورباطة جأش وايمان لا يتزعزع بالله وقبل نطقه الشهادتين " فلسطين حرة عربية " هي ابلغ رسالة للمحتل الاميركي الذي نفذ بحصاره وحروبه على العراق قرارا اسرائيليا ما زلنا ندفع ثمن تداعياته في كل ارجاء الوطن العربي ، رسالة تقول مهما قتلتم ، مهما ذبحتم ، فلن نتخلى عن فلسطين وعن القدس وعن المقدسات والحقوق .
واضاف بشور حين كنا نرفض ان تقوم قوة محتلة باعدام رئيس او قائد عربي وفي صبيحة اول ايام الاضحى فقد كنا نؤسس لحصانة شعبية واخلاقية ووطنية وقومية تصون كل زعيم او قائد مقاوم في امة يحاول اعداؤها شيطنته تمهيدا لتصفيته .
واشاد بشور خلال كلمته بالملحمة البطولية التي خاضها آل شرف الدين ضد العدو الصهيوني ومعهم المدرس الشيوعي محمود قعيق وكل شهداء المقاومة .
وختم بشور كلمته بالدعوة الى التمسك بوحدة المصير والنضال ووحدة الامة وتكامل قواها وتياراتها والتحرر من قيود الماضي وحزازياته والتوجه نحو المستقبل ورحابته لانهاء المعركة المفروضة على الامة منذ قرون كما تريده الشعوب لا كما يريدها المستعمرون والغاصبون .
ثم القى رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي كلمة قال فيها
عندما نقف في حضرة المناسبات المهيبة، نشعر بوطأة الخشوع أمام الموقع القيمي الذي يتجسد في الحياة الإنسانية. وعندما ننشد إلى وقعها ووقائعها لمعايشتها في لحظة الآن الحاضر، نعيش جلل الحدث وجليله وكأنه الحاضر دائماً في كل تفاصيل حياتنا. وهل هناك ما هو أهم من وقع الشهادة تأثيراً على حياة الإنسان وهو المفطور على شبق التعلق بها، لكن قلة يغادرونها وهم واعون جداً أنهم باقون أحياء في الذاكرة الجمعية لشعوبهم.
وقال الرافعي إن المناسبات المهيبة التي نقف في حضرتها اليوم، تقاطعت في محطة زمنية واحدة، لكن الأهم في تقاطعها هو ذاك التقاطع النضالي حيث التباعد في الزمان والمكان ضاقت فواصله لا بل انعدمت لأنها مناسبات تلاقت على أرضية موقف واحد وإن اختلفت تعبيراته ومشهدياته.
فالأولى التي نكرمها ونتكرم بها، هي استشهاد قائد العراق ومهندس ثورته ومفجر مقاومته، شهيد الحج الأكبر الأمين العام للحزب الرفيق صدام حسين، الذي وفي أقسى اللحظات الإنسانية حراجة، ارتقى إلى المستوى الأعلى في المرتبة القيمية، وهو في لحظة النطق بالشهادتين الإيمانيتين نطق بالوصيتين النضاليتين، حياتي فداء فلسطين، حياتي فداء الأمة، عاشت فلسطين حرة عربية، عاشت الأمة العربية.
والثانية التي نكرمها ونتكرم بها، هي تلك التي نعيشها اليوم في جوارحنا كما عشناها لخمسين سنة خلت، يوم انطلقت ثورة شعبية لتحرير الأرض من الاحتلال ولإعادة فلسطين إلى حضن أمتها وموقعها كالقلب من الجسد.
واكد الرافعي ان هذه الثورة التي فجرها شهيدها القائد أبو عمار مع أخوانه ورفاقه انطلقت على قاعدة وحدة الموقف والبندقية ووضعت الصراع مع العدو على مستوى صراع الوجود ببعده القومي واستمرت رغم كل الظروف الصعبة التي أحاطت بوضعها وهي اليوم تستقر في الاحتقان المتفجر في الأرض المحتلة.
والثالثة التي نحي ذكراها، هي ملحمة البطولة التي خاضها مناضلون بعثيون على مرمى حجر من أرض فلسطين. انها ملحمة الطيبة في الجغرافيا، والطيبة برمزيتها النضالية التي اكتسبت حلتها لأربعين سنة خلت يوم خاض أبناء شرف الدين الأب والابنين معركة مشرفة، استكملوا فيها ملحمة كفركلا التي خاضها البطل أبو علي حلاوي، وفيها أثبتوا أن أبناء الجنوب الرابضين على تخوم فلسطين هم مسكونون بالقضية الفلسطينية عملاً بمقولة القائد الشهيد، فلسطين في قلوبنا وفي عيوننا إذا ما استدرنا إلى أي من الجهات الأربع.
إن أبطال ملحمة الطيبة، أبناء شرف الدين، الذين شرفوا حزبهم ويتشرف بهم كما شرفوا شعبهم مع رفاق آخرين سقطوا على درب الشهادة هم بتضحياتهم كانوا الخميرة التي أنضجت العجنة الوطنية التي أكل الجميع من خبزها وأنتج في النهاية تحريراً للجنوب من الاحتلال الصهيوني.
وأما المناسبة الرابعة التي نتوقف عندها، فهي دحر الاحتلال الأميركي، وانتصار المقاومة العراقية، التي خاضت كفاحاً بطولياً، وقدمت تضحيات جسيمة، ولولاها لبقي المحتل الأميركي يجوب أرض العراق ويقيم قواعده الثابتة ويتخذ من بغداد مركز إدارة مخططه في الوطن العربي.
واضاف الرافعي إننا ونحن نستحضر هذه المناسبات الأربع، نستحضرها ونحن نعيش تحت وطأة تطورات بالغة الأهمية على مساحة الوطن العربي الكبير فمن لبنان الذي يعيش تراكم ملفاته السياسية والأمنية والمعيشية والتي لا يتسع مجال المناسبة للإطلالة عليها، إلى سوريا التي تدخل أزمتها البنيوية عامها الرابع دون أن تلوح في الأفق بوادر حل سياسي للصراع الذي جعل سوريا كموقع مفصلي في الوطن العربي، ساحة وطنية مكشوفة ومتلقية، ويدار الصراع فيها خدمة لأجندة أهداف دولية وإقليمية على حساب شعبها وحقه في العيش الحر الكريم وفي ظل نظام ديموقراطي، لا مكان فيه للاستبداد وتسلط المنظومة الأمنية على إدارة شؤونه الحياتية السياسية.
أما العراق، فإنه بعد ثلاث سنوات على انسحاب القوات الأميركية عادت أميركا متظللة بتحالف دولي وتعاون إقليمي وخاصة إيراني وتواطؤ رسمي عربي، لشن عدوانها على العراق تحت حجة مواجهة قوى التكفير والترهيب، وفي فلسطين حيث العدوانية الصهيونية تتكرر دورياً ضد غزة وتستمر عمليات قضم الأرض وهضمها في الضفة الغربية وتهوّد المواقع ذات الدلالات الدينية الرمزية في القدس والخليل وسائر مدن الضفة، وتتم تصفية المناضلين وآخرهم المناضل زياد أبو عين، تضيف أميركا موقفاً جديداً إلى مواقفها السابقة بالمجاهرة باحتضان الموقف الصهيوني بكل تفاصيله، وليس الموقف الأخير في مجلس الأمن إلا مثالاً آخر ولن يكون الأخير.
وشدد الرافعي على إن ما تتعرض له أمتنا العربية اليوم من عدوان موصوف من الداخل ويجسد أخطره الكيان الصهيوني، فإن الخطر الذي يطل من المداخل وخاصة مداخله الشرقية إنما يشكل رديفاً موضوعياً للخطر الصهيوني لأنه يهدد الأمة بوحدتها ووحدة تماسك نسيجها الاجتماعي والوطني.
واضاف الرافعي إننا ونحن نؤكد على أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود ويبقى يمثل الأولوية في مسيرتنا النضالية، إلا أننا في الوقت نفسه نرفض المنطق الذي يضع الأدوار الدولية والإقليمية وخاصة الدورين الأميركي والإيراني في خانة المواقف الإيجابية.
إن أميركا التي تحتضن المشروع الصهيوني وتوفر كل وسائط الدعم السياسي والمادي له، ما شنت عدوانها على العراق لأجل نشر مبادئ الديموقراطية كما تزعم، ولا عادت عبر عدوانيتها الجديدة لضرب قوى الإرهاب والتكفير، بل أتت أولاً وثانياً، لضرب المواقع العربية الوطنية وبشكل خاص القوى الوطنية في العراق، ولإعادة تركيب المنطقة بما يخدم أمن الكيان الصهيوني وأمن استيلائه وأميركا على النفط العربي.
وأما النظام الإيراني، فهو اليوم شريك مكشوف في تنفيذ المخطط الأميركي حيال العراق وعبره إلى العمق القومي العربي وبعدما كانت الشراكة مموهة قبل الانسحاب الأميركي والنظام الإيراني وهو لا ينكر ذلك بل يعترف بأنه يقود تشكيلات عسكرية في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهي على غرار تشكيلاته العسكرية.
واعتبر الرافعي ان الهجمة التي تشن على العراق وإن كانت تنفذ تحت عنوان مواجهة قوى الإرهاب والتكفير إلا أنها في حقيقتها وأبعادها تهدف إلى ضرب المشروع الوطني الذي أفرزه العمل المقاوم وللحؤول دون تمكنه من إنتاج واقع سياسي جديد يحاكي الحقوق المشروعة للشعب العراقي في الوحدة الوطنية والحرية السياسية وإقامة النظام السياسي القائم على قاعدة المساواة في المواطنة. وإلا ما معنى أن تطرح المصالحة السياسية، وتحضر الإجراءات لحظر حزب البعث بقانون.
واضاف قائلا إننا وفي هذه المناسبة بعناوينها الأربعة نقول، أن قوى التكفير والإرهاب لا يمارسها فريق دون الآخر، بل يمارسها كل من لا يريد للعراق أن يستعيد وحدته ويقيم دولة المواطنة وهذا الإرهاب رأس الحربة فيه من يمارس إرهاب الدولة وفي الطليعة أميركا والنظام الإيراني، وإلى كل التشكيلات الأمنية التي أنتجها الاحتلال الأول والثاني سواء برزت من خلال الفعل المباشر أو من خلال ردات الفعل. وان من يصر على حظر البعث، إنما يريد فرض الحظر على عروبة العراق. فمحاكمة البعثيين هي محاكمة لعروبة العراق ومحاولة اجتثاث البعث هو محاولة اجتثاث عروبة العراق، وهذا ليس لأن البعثيين هم العروبيون الوحيدون في العراق بل لأنهم الأكثر مصداقية في حماية وحدة العراق وعروبته والتي جسدها الحزب من خلال سلوكه النضالي وتضحياته وتوجت بمشهدية استشهاد أمينه العام.
إننا في هذه المناسبة، نقول أن النقاط التي طرحتها القوى الوطنية كحل سياسي إنقاذي للعراق هي السبيل الوحيد لإنقاذه ووضع حدٍ للتدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، ولهذا نشدد على أهمية أن يبقى الموقف السياسي لقوى المشروع الوطني العابر للمناطق والطوائف والمذاهب موحداً. لأنه بوحدة الموقف المقاوم هزم الاحتلال الأميركي الأول، وبوحدة الموقف الوطني يهزم المشروع العدواني الجديد عبر طرفيه المباشرين الأميركي والإيراني، وتتهاوى كل قوى الترهيب والتكفير التي تعبث بالأمن الاجتماعي العراقي.
وختم الرافعي قائلا أما في فلسطين، فلسطين الحبيبة، المغتصبة، فلسطين التي كانت وستبقى قضية أمتنا المركزية والتي قال فيها القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق هي طريق وحدتنا، فإن تحريرها لن يكون إلا بالكفاح الشعبي بكل أشكاله وعلى قاعدة ما أخذ القوة لن يسترد إلا بالقوة. وان السبيل لممارسة فعل نضالي ومنتج، هو في توحيد الموقف وتوحيد البندقية، وإعادة الاعتبار للفعل المقاوم واستلهام معاني ودلالات ذكرى انطلاقة الثورة التي رأينا فيها ثورة قومية بامتياز، لأن هوية فلسطين هي هوية نضالية للأمة، بها تعرف وفي ثورتها يجب أن تنصهر جميع الإمكانات ونداؤنا إلى قوى الثورة الفلسطينية أن توحدوا على قاعدة البرنامج الوطني، وفيه يكون الوفاء للقضية والوفاء للشهداء، شهداء فلسطين وفي الطليعة منهم القائد أبو عمار وكل رفاقه المناضلين، وشهداء الأمة وفي الطليعة شهيد الحج الأكبر وكل رفاقه الشهداء وشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية وفي الطليعة منهم أبو علي حلاوي وأبناء شرف الدين.
تحية لشهداء الأمة العربية، تحية للمناضلين المعتقلين في سجون العدو الصهيوني والسلطة الحاكمة في العراق،
الحرية لهم ولإطلاق أوسع حملة دعم لقضيتهم العادلة.
تحية للأمين العام للحزب قائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق عزة إبراهيم ولرفاقه المناضلين.
عاشت فلسطين حرة عربية، عاش العراق حراً عربياً موحداً، عاشت أمتنا العربية.