آه يا أبا عدي، يا شهيد ألأضحى، ويا سيد شهداء العصر، كم هي مظلمةٌ ليالي العراق، ونهاراته، من بعدك. كنت ترعبهم حتى وأنت في السجن، لذلك تكالبوا عليك، وأسرعوا بإعدامك والتخلص منك لأن مجرد بقائك على قيد الحياة، وإن في السجن، كان يقض مضاجعهم، ويثير الرعب في نفوسهم. رغم كثرتهم، ورغم وحشيتهم. في عهدك كان الناس سواسية، أمام القانون، فلم نسمع أن فلاناً عوقب لآنه ينتمي إلى هذه الطائفة أو تلك، إلى هذا المذهب او ذاك، فصار الناس بعدك يقتلون على الهوية. كان المقياس عندك هو حب الوطن والأمة، فصار بعدك حب الوطن والأمة جريمة، لأن الذين تولوا ألأمر بعدك لآ ينتمون إلى الوطن، ولإ إلى ألأمة، واصبح ألمقياس عندهم هو خدمة ألأجنبي، سواء كان هذا ألأجنبي إيرانياً أم أميركياً، ام صهيونياً. إيه يا أبا عدي، حتى ألأنجازات التي تحققت على يديك فرطوا بها. فالنفط ألذي أممته ينهب جهاراً نهاراً، ووحدة الأرض العراقية التي سالت أنهار من الدم لحمايتها يعملون ألآن على تجزئتها لأنهم ببساطة ليسوا أصحابها، ولأن الولاءات الطائفية والعرقية عندهم أكبر من الولاء للوطن. لقد قلت في إحد خطاباتك بعد أن وقعت في ألأسر إثر خيانة البعض ممن أستأمنتهم : "إن العراق سينتصر" وكأنك تقرأ في كتاب، وها هي معالم النصر بادية، وهي قريبة بإذن الله، فالمقاومة التي اسست لها ما زالت مستمرة وفي تصاعد. وعندما تنتصر سوف يعرف الذين خانوا العهد وارتضوا ان يكونوا عبيداً للأجنبي أي منقلب ينقلبون. رحمك ألله يا ابا عدي، فقد كنت كبيراً في حياتك، وكبيراً في مماتك، كما كنت كبيراً في ما حققته من إنجازات وأسست له من مقاومة رفعت رؤوس العرب عالياً، فهنيئاً لك وقفة العز التي وقفتها ساعة إعدامك، فقزمت كل الشامتين وألأعداء.
نشر في : شبكة البصرة