حشود غفيرة تشيع الشهيد يوسف النشمي لمثواه الأخيرة
النشمي رحل مظلوما مقهورا محروما من العلاج في السجن
أعلنت عائلة المعتقل يوسف علي النشمي، مساء أمس الجمعة (11 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)،والنشمي (31 عاماً)، معتقل منذ (17 أغسطس 2013) و أعلن عن وفاته بمجمع السلمانية الطبي، بعد أن تُوفي سريرياً منذ 19 يوماً.حيث واستاءت حالته الصحية بعد اعتقاله،وتم سجنه في الحوض الجاف وخصوصاً في ظل سوء المعاملة التي تعرض لها، نقل على إثرها إلى المستشفى، وهناك دخل في غيبوبة وأعلن الأطباء عن إصابته بسرطان في المخ».نتجية للحرمان من العلاج داخل السجن، إذ بقي يعاني من أعراض أشار فيها لمسؤولي السجن، وأخبر أهله أيضاً بها، ولاحظ عليه زملاءه بالسجن آلامه الشديدة، إلا أن أي رعاية صحية لم توفر له.. ونحتسبه شهيداً عند الله لأنه رحل مظلوماً مقهوراً.
و أشارت عائلته إلى أنه «اعتقل أثناء خروجه من منزل شقيقته في قرية المصلى، وقد وجهت له النيابة العامة تهمتي التجمهر والشغب».
ويأتي رحيل النشمي استتباعاً لمشكلة مستفحلة هي تجاهل الجرحى والمرضى والرعاية الصحية في السجن، إذ بقي يعاني من مرضه طوال فترة بقاءه في السجن، وبقت هذه المعاناة لأكثر من 7 أسابيع من مرضه وتزايد أعراضه، ولم يتلق الرعاية الصحية اللازمة. ولم تكن استجابة الجهات المعنية للافراج عنه إلا بعد موته السريري قبل 3 أيام من وفاته.
وقد شيعت عصر اليوم السبت حشود غفيرة الشهيد يوسف النشمي لمثواة الأخير بمنطقة المصلى، وذلك بعد أن أعلن أمس نبأ وفاته بعد صراع مع المرض والإعتقال.
وعمدت قوات الأمن إلى إغلاق بعض المداخل والطرقات المؤدية إلى نقطة إنطلاق التشييع.
ومن جانبه، حمل مسئول الرصد والمتابعة بمركز البحرين لحقوق الإنسان سيديوسف المحافظة وزارة الداخلية مسئولية الوفاة.
وقال: "وزارة الداخلية مسئولة بشكل مباشر عن ما تعرض له يوسف النشمي من تعذيب ومن خلال منعه من العلاج لفترة من الزمن".
ومن جانبه، أعرب مركز البحرين لحقوق الإنسان في سبتمبر الماضي عن قلقه الشديد إزاء حملات الإعتقالات التعسفية والوحشية المستمرة التي تقوم بها السلطات البحرينية دون أمر قضائي أو أساس قانوني، وبصفة خاصة إزاء استخدام التعذيب والتهديد كسياسة لإنتزاع اعترافات كاذبة، وعادة ما يليه حرمان من العلاج الكافي خلال فترة السجن على الرغم من تقديم التقارير الطبية في بعض هذه الحالات.
وقال: "مؤخراً قام مركز البحرين لحقوق الإنسان بتوثيق قضية يوسف علي عبد الله يعقوب (31 سنة) الذي اعتقل تعسفياً في 17 أغسطس 2013 واتهم بالتجمهر وأعمال الشغب".
في يوم السبت الموافق 17 أغسطس 2013 كانت هناك دعوى لإعتصامات في عدد من المناطق في البحرين وكانت إحدى هذه الإعتصامات بالقرب من دوار اسكان جدحفص. تقول عائلة يوسف بأنه كان ذاهباً لمنزل شقيقته الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن موقع الإعتصام. بعد أن تجمع المتظاهرين في المنطقة حاول الخروج للشارع فمنعته شقيقته ولكنه أصر على الخروج. في هذه الأثناء، كانت قوات الأمن قد بدأت بقمع الاعتصام ومطاردة المتظاهرين. حاول يوسف العودة ولكنه ألقي القبض عليه بالقرب من المنزل. ثم اقتيد من قبل قوات الأمن لقرب منطقة سوق جدحفص حيث اعتدوا عليه لفضياً وجسدياً، وقاموا بشتم مذهبه كونه من الطائفة الشيعية. وبعدها تم اخذه لمركز شرطة الخميس.
عندما سمع شقيق يوسف عن إعتقاله توجه إلى مركز شرطة الخميس ومركز شرطة المعارض، وكلاهما نفيا وجوده. في الساعة الحادية عشر مساءأ من نفس اليوم تلقى شقيقه اتصالاً هاتفياً من مركز شرطة الخميس يطلبون منه بطاقة هوية يوسف. عندما توجه شقيقه إلى المركز وطلب مقابلة يوسف رفضوا، وأخبروه بأن أخيه سيعرض على النيابة العامة في اليوم التالي الأحد الموافق 18 اغسطس 2013. تم أخذ يوسف في اليوم التالي إلى النيابة العامة دون حضور محام. بعد اسبوع وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 26 أغسطس 2013 تلقت عائلته اول اتصال منه يخبرهم بأنه في اليوم التالي الثلاثاء الموافق 27 أغسطس 2013 ستكون له أول زيارة وطلب بعض الأغراض وابلغهم بأنه محتجز في عنبر 9 بسجن الحوض الجاف.
وخلال الزيارة أبلغ يوسف شقيقه عن تعرضه للإهانة اللفظية والضرب باللكمات والهراوات مع التركيز على الوجهه واليدين، وعندما أبلغوه بالتهم الموجهة إليه، رفض الإعتراف بها في البداية، ولكنه اعترف بعد التعذيب.
وفي الزيارة الثانية حمل شقيقه الأدوية التي يستخدمها يوسف عن الإنفلونزا التي يعاني منها غالباً بسبب مشاكل في البلعوم ولكن إدارة سجن الحوض الجاف رفضت إستلام الأدوية بحجة إنها قديمة. حاولت العائلة أخذ الدواء مرة أخرى في الزيارة الثالثة، بعد أن حصلت على موافقة من طبيب السجن. وأضاف الأخ بأن وضع يوسف يزداد سوءاً، فكما يبدو بأنه لا يعي ما يقول ولا يتفاعل مع العائلة أثناء الزيارات. وأضاف بأن إدارة السجن تعطي يوسف دواءاً غير معروف يسبب فقدان جزئي للذاكرة وتجعله يقول أشياء غريبة، على سبيل المثال، خلال الزيارة الأخيرة، كان يصر بأن شقيقاته لا يحبونه.
أبلغ أحد المعتقلين المفرج عنه والذي كان يقيم مع يوسف في نفس عنبر السجن شقيقه بأن حالته تتدهور، كما انه نادراً ما يتحدث إلى أي شخص، ولا ينام جيداً، ويجلس دائما لوحده. وأضاف بأنه في وقت النوم خصوصاً يبدأ يوسف بالتحرك من مكان إلى آخر، كما يشتكي دائماً من ألم في الرأس ويحادث نفسه.
وفي يوم الخميس الموافق 19 سبتمبر 2013م تلقى شقيقه اتصال يفيد بتواجد يوسف في مستشفى السلمانية بسبب سوء حالته، وعندما ذهب شقيقه لرؤيته، نفى المستشفى وجوده هناك. في وقت لاحق تأكدت العائلة من أن يوسف كان في المستشفى على الرغم من نفي الإدارة وجوده. وفي الساعة 11:00 مساء تم إبلاغ شقيقه بأنه أُعيد إلى سجن الحوض الجاف.