مريم الشروقي
ذكر وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، أن المدرّسين الوافدين (ذكوراً وإناثاً) يشغلون 20 % من الوظائف التعليمية بالوزارة، مؤكداً أنه يصعب حصر عددهم في كل مدرسة، لكونهم متحركين من فترةٍ إلى أخرى، في ردّه على سؤال النائب جلال كاظم، عن عدد المدرسين الأجانب بوزارة التربية والتعليم!
«اللي يتكلّم عاقل ولا اللي يسمع مينون»! وزارة من أكبر الوزارات الخدمية في الدولة، ممّن استقدمت المدرّسين الوافدين بكثرة وأمام مرأى الجميع، هي ذاتها الوزارة التي لا يستطيع وزيرها حصر أعداد المدرّسين الوافدين، من يصدّق هذا الكلام؟
كان باستطاعة الوزير الرد عبر القول بأنّ الأرقام ليست في جعبته حالياً، أو أنّ هناك خللاً في أجهزة الحواسيب بالوزارة، حتى يُجنّب نفسه عناء الردود والاستنكارات التي لم تتوقّف منذ إجابته. أو يصمت حتّى لا يبدأ الناس في عد النسبة التي طرحها سعادته!
وزارة التربية لا تستطيع حصر أعداد الوافدين والسبب هو كون المدرّسين الوافدين متحرّكين من فترةٍ لأخرى! من يقتنع بهذا الكلام جملةً أو تفصيلا؟ وزارة معروفة برصد كل صغيرة وكبيرة، أثبتت إبان الأحداث قدرتها على الرصد، فمَسحت عدد المدرّسين الذين أضربوا عن العمل – ونحن ضد الإضراب في التعليم- وحوّلتهم إلى التحقيق، هي ذاتها التي لا تعرف عدد موظّفيها الوافدين، والذين يُقدّرون بنسبة 20 %! هناك خطأٌ ما، نعتقد بأنّ أحدهم أراد إحراج الوزير بعدم توفير المعلومات الدقيقة له حول عدد المدرّسين الوافدين. والله العالم!
أيضاً هناك قوائم وليست قائمة للبحرينيين المواطنين الأصيلين، ممّن ينتظرون التوظيف منذ سنوات طويلة وهم قابعون في بيوتهم، وينتظرون فرج الله، ولكنّ حتى الآن تضيع سنوات أعمارهم وهم ينتظرون، لا راتب يدخل في جيوبهم بعد شقاء الدراسة، ولا تقاعد سيُحسب لهم!
إلى من يرجع هؤلاء؟ فهم يتوجّهون إلى وزارة العمل، وبعضهم يعمل في أشغال لا تناسب شهادته وعلمه، فقط من أجل لقمة العيش، والمناصب تذهب إلى مدرّسين وافدين، هل هذا الميزان صحيح أم مختل؟
نضيف إلى ذلك تساؤلا مهمّاً: إن كان الوزير لا يعرف العدد الصحيح، فكيف عرف النسبة؟ فهو ذكر أنّ نسبة المدرّسين الوافدين 20 %، ولا ندري إن ذكرها من نفسه أو توقّعاته، أم فقط لعدم الإحراج أمام النائب!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ يا سعادة الوزير، وإن كنت تدري وتخفي فالمصيبة أعظم، أن تذكر نسبة ولا تعرف العدد، نقول بأنّ هناك مشكلة وخللاً صريحاً، إمّا في النسبة وإما فيمن قدّمها، فهي إمّا أن تكون صحيحة وبأرقام، خصوصاً أن القوى العاملة أو الموارد البشرية تحصر الأسماء، أو تكون خاطئة فترجع إلى وزارتك وإداراتك لتعلم بالضّبط عن عدد الوافدين!
نظام الفصل، اللغة الإنجليزية، اللغة العربية، اللغة الفرنسية، أحياء، العلوم العامة، الفيزياء، التربية الأسرية، التربية الخاصة، التربية الموسيقية، الزراعة، السيارات، الإلكترونيات الصناعية، اللحام والفبركة، النجارة والأثاث، الإنشاءات الصناعية، تشغيل المعادن، التكييف والتبريد، الرسم الصناعي، الكهرباء، الهندسة الإلكترونية، الميكانيكا، صيانة الأجهزة الطبية، محركات الديزل، جميعها وظائف ممكنٌ لمن عندّه المؤهّل أن يستحقّها، فهو أولى من الوافد ومن غيره، وهناك عوائل تشتكي من بطالة أبنائهم، ليس 1 ولا 2، بل هناك أخ لديه 5 أخوات، وجميعهنّ مؤهلات جامعيات ويستوفين كل الشروط ومازلن يحلمن بالعمل في الوزارة!
قضيّة المعلّم البحريني قضيّة شائكة، ونعم نحن مع التبادل والتعاون مع الدول العربية، ولكن كنّا في يوم الأيام خلف طاولات الدراسة في المدارس الحكومية، ودرّسنا خيرة أبناء البحرين، وكنّا نجد الوافد 1 أو 2 في كل مدرسة، لا أكثر، فيا تّرى متى نعلم عدد الوافدين وعدد البحرينيين المقيّدين في الوزارة؟ وكلّها ضغطة زر في جهاز الحاسب الآلي، ليعرف وزير التربية بالضبط عدد الوافين العاملين في وزارته!