بقلم : نوال عباسي
يمر وطننا العربي بحقبة زمنية وتاريخية صعبة وحرجة وكارثية، إذ يتعرض لمؤامرة إستعمارية شرسة لإخراجه من عروبته.. وتقسيمه إلى كنتونات متصارعة لا تخدم إلا المشروع الصهيوني التخريبي لوطننا العربي.. المشروع التدميري الذي أصبح القوة الوحيدة الخادمة للمشروع الإحتلالي لإرضنا بعد القضاء على القوة العسكرية العراقية والسورية والليبية واليمنية… وإخلاء المنطقة العربية من الأسلحة النووية المحرم على العرب امتلاكها… وتمزيق العراق والعبث بمصيره ومصير سوريا وليبيا واليمن من قبل الإمبرياليين والعجم والصهاينة والمرتزقة والدخلاء… أما عن فلسطين المغتصبة فحدث ولا حرج… فالصهاينة يهودون أرضها العربية على مهلهم، وذلك يتم بإقامة المستوطنات أينما يودون، ولا يحسبون أي حساب للشرعية الدولية… أو للإنسان وحقوقه إذ يهدمون المنازل على رؤوس أصحابها ويقيمون مكانها مساكن ومستوطنات… فيما العالم العربي قد نسي فلسطين فالعرب يحاربون بعضهم والعالم الغربي يضع الزيت على نارهم، ويمدهم بالسلاح وينهب نفطهم ومردوده..
أقطارنا العربية أوضاعها الداخلية مخلخلة وغير مستقرة لكنني لن أمر عليها في هذه العجالة لضيق المساحة في صحيفة المجد الغالية عليّ، ولان اي جهة لم تحتج أو تحاول إيقاف الإرهابين عن ارتكاب جرائمهم، ولأن الإمبرياليين ينتظرون منهم تصفية بعضهم البعض لأنهم يحاربون عنهم.. حتى أصبحنا كأننا نعيش في غابة.
أما عن الإعلام العالمي والعربي فهو مسيس من القوى العظمى.. والرأس مال العالمي والعربي لإحباطنا..! ولقد اصبحنا كالتائهين لا نصدقهم لكننا نتأثر بالخبر ونحن نعرف بأنه كاذب. كذلك فالجواسيس يتحركون على أرضنا العربية بحرية مطلقة يعرفون كل كبيرة وصغيرة عنا… أما عن مستقبل وطننا فالمخطط الإستعماري موضوع لتقسيمنا إلى كنتونات طائفية متصارعة، وزرع المزيد من الفتن بيننا. والمخطط ينفذ ويطبخ على نار هادئة ونحن نعرف ذلك ونتفرج ونراقب كالمضبوعين.
أما عن داعش فهي فصيل من فصائل القاعدة التي صنعتها أمريكا في أفغانستان، ولقد ترعرعت بدعم صهيوأمريكي على أرضنا العربية… وأصبحت مشجبا يعلقون عليه خراب الوطن العربي.. والإساءة إلى الإسلام السمح والمعتدل… أيضا فميليشيات الحشد الشعبي وحزب الدعوة وفيلق القدس وغيرهم من الزمر الفاسدة تعمل على تغيير هوية العربي وعروبته ولقد صنعت بموافقة صهيو أمريكية للخراب وحين ينتهون من خراب ما يودون خرابه من وطننا العربي سينهون داعش وأخواتها وعلى طريقتهم الخاصة.
أما عن عشرات الملايين من العرب الذين شردوا عن ديارهم أو هاجروا إلى جحيم الحياة.. أو المعاقين أو المعتقلين الذين تعج بهم معتقلات مجرمي الحرب من الأسرى الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم من المعتقلين العرب فحدث ولا حرج.
أما الذين قتلتهم أمريكا وأذنابها والصهاينة من العرب الأبرياء أو الذين يدافعون عن كرامة وطنهم وكرامتهم فأعدادهم بالملايين.. كذلك فأعداد العرب المأجورين الذين يقتلون بعضهم خدمة للمشروع الصهيوني الإمبريالي التخريبي التوسعي الذي تحركه الماسونية المتنفذة التي تحكم العالم بنفوذها القوي الذي يحكم أمريكا ويتحكم بسياستها الخارجية فحدث ولا حرج أيضاً…
أما عن مصير وطننا العربي فهو قيد المجهول… لا نعرف كيف سيقسمه الإمبرياليون حسب مصالحهم الاستعمارية وماذا سيكون مصيرنا…؟ وكأنني اسمع صوت فيروز قادما من البعيد… وهي تصلي للقدس بخشوع، قائلة : الطفل بالمغارة وأمه مريم وجهان يبكيان وإنني أصلي…وأجدني أصلي معها للقدس وللوطن العربي وأطلب من الله بأن يتوقف نزف الدم العربي… في فمي ماء!