· ماذا يريد مبارك.. هل يريد أن يعتقل الشعب المصري كله؟!
· الشعب المصري.. لا يريد مبارك ولا حاشيته الفاسدة والعميلة.
· مبارك، وقبله السادات.. سبب تدهور مركز مصر وهيبتها وتأثيرها.
· مبارك عسكري عميل.. وبن علي عسكري عميل أيضا!!
جاء حسني مبارك إلى سدة الحكم بعد أن أخرجه الأمريكيون من تحت الكراسي التي كان مختبئاً تحتها إثر اغتيال السادات.. وهو شخصية عسكرية مغمورة، مثله مثل بن علي تماماً أبرزته قوى أجنبية في أزمة كان لها أن تمتد لعقود.. يكرس حسني مبارك واقع معاهدة "كمب ديفيد"، وهو أمين عليها وعلى الأبواب التي فتحتها للتغلغل الإسرائيلي والخبراء الإسرائيليين، والتجارة والتجَار الإسرائيليين وبضائعهم التي تحارب الاقتصاد المصري في عقر داره، وحسني وبطانته الفاسدة يلتزمون الصمت، فيما تمارس سلطته البوليسية ومباحثه قمعاً لا حدود له في البطش والتنكيل وممارسة أبشع الوسائل اللآأخلاقية بحق المواطنين المصريين الذين يعلنون آرائهم الوطنية الصريحة.. كما هو حال بن علي تماماً الذي أبرزته أحداث تونس وجيء به عسكرياً مغموراً ليترأس حكماً متسلطاً على رقاب الشعب التونسي وقواه الوطنية المناضلة.
نموذجان عميلان وسيئان تصدرا الحكم في دولتين عربيتين لهما تاريخهما النضالي العريق في مقارعة الاستعمار البريطاني والفرنسي وتأثيره طيلة عقود طويلة من السنين كان الشعب العربي في مصر وتونس يتحملان قمع السلطتين واحتقار البطانات الرئاسية التي أترفت واغتنت على حساب جموع الجياع وكرامتها، التي أذلتها الرئاستان المصرية والتونسية إلى درجة السحق!!
ماذا ينتظر حسني مبارك؟!
هل يريد أن يسجن الشعب العربي المصري كله؟ أم يريد أن يبيد الشعب وينزع عنه عراقته وأصالته العربية ويمسي مسخرة أمام شعوب العالم؟.. النظام المصري قد أوصل سمعة مصر وشعب مصر إلى الحضيض، أوصلها إلى درجة الذل والمهانة، جعل سمعة مصر دون مستوى الكرامة، وأحط من مكانتها التاريخية، وأمسى تأثيرها العربي والإقليمي والدولي صفراً إلى الشمال، بالرغم من أن مصر " أم الدنيا " وهي الكتلة العربية الأكبر والأقوى في الوطن العربي.. فكيف كانت وكيف أمست في ظل حكم السادات وحكم حسني مبارك؟!
قال السادات، وهو يكذب على الشعب المصر ويبرر عمالته : " لا نستطيع أن نحارب، الشعب المصري يحتاج إلى رغيف الخبز ".. ماذا حصل بعد كل هذه العقود؟ هل حاربت مصر؟ كلا لم تحارب، ولكن الشعب المصري ظل جائعاً ومحروماً من أبسط حقوقه الإنسانية.. فما الذي تغير غير الكذب من أجل إدامة معاهدة " كمب ديفيد ". ويقول حسني مبارك : نريد أن نرسي الديمقراطية ونعزز الرفاهية وندعم الأمن والاستقرار في المنطقة ".. ولكن كيف؟ هل بالاعتقالات، والإقصاءات، وتهميش القوى الوطنية وإخراسها بالقوة؟ هل في الركوع للسيد الأمريكي وللسيد الإسرائيلي؟ هل في تدمير الاقتصاد المصري؟ هل في إهمال الشعب المصري وأجياله الصاعدة؟ هل في زيادة البطالة بين الخريجين وغيرهم؟ هل في فسح المجال لعاهرات تل أبيب المصابات بالأيدز العبث بشباب مصر في الفنادق السياحية؟ هل في المخدرات التي تجتاح مصر من الكيان الصهيوني؟ هل في السماح للفتيات المصريات الزواج من يهود على أساس " كمب ديفيد " وتحقيق سلام (الشجعان) الإذعان؟!
من أنت أيتها الطاغية لتقرر مصير أكثر من خمسة وثمانون مليون عربي يطمح للحرية من أجل أن يعزز الهوية القومية العربية؟ من أنت لكي تضع نفسك (زعيماً) توازي زعامة عبد الناصر التي تلبي جموع الشعب من أقصاها إلى أقصاها إشارة من إصبعه ليضحي بنفسه في سبيل الوطن؟ من أنت من؟!
الشعب المصري مسالم ويصبر طويلاً، ولكنه لن يسكت على ضيم أبداً ولن يسكت على الإهانة، وكرامته فوق كل شيء، شأنه في ذلك شأن الشعب العراقي العظيم الذي حمل السلاح منذ الأيام الأولى بوجه الاحتلال وطغمته العميلة. البارحة في تونس اندلعت ثورة الشعب العظيم.. واليوم في مصر اندلعت ثورة الشعب المصري العظيم، التي أخذت تسري كالنار في الهشيم.. وغداً ستسري شرارة الثورة إلى بيت كل متجبر وظالم.. وإني أكاد أرى أن الزعامات العميلة في وطننا العربي الكبير باتت تتحسس رؤوسها ويتملكها الخوف من الغد المجهول الذي قد يوفر لها فرص الفرار… فلا يجب أن يستهين أحد بشرارة، مهما تكن ومضتها خافتة، فقد تشعل السهل كله!!
26/1/2011