منصور الجمري
شهر رمضان المبارك هذا العام سيكون رابع رمضان نبدأه والأحداث متصاعدة وساخنة. فرمضان العام 2010 شهد أحداثاً ساخنة مع بدء حملة اعتقالات واسعة جدّاً آنذاك، ومع تصعيد إعلامي موجه بصورة مباشرة لإثارة الطائفية، وتأليب المجتمع على بعضه بعضاً. في رمضان ذلك العام عشنا فترة ذكَّرت الكثيرين بفترة قانون أمن الدولة الذي لم نكن نتوقع عودة مظاهر منه بعد أن دخلت البحرين فترة إصلاحية العام 2001.
في رمضان ذلك العام شهدنا حملات إعلامية مركزة، حيث بدأ الرعبُ يدبُّ في قلوب بعض الجهات التي لا تدخل المعترك السياسي في العادة، وشاهدنا حينها بيانات تصدر بأسماء جهات وشخصيات لإعلان براءتها أمام السلطات، وهو ما ذكَّرالناس بسنوات قد خلت.
رمضان العام 2011 كان تعيساً جدّاً، لأنه جاء بعد فترة عصيبة جدّاً عاشتها البحرين، واستمرت فيها ممارسات بدأت في 2010، لكنها في 2011 غدت من شدتها أنموذجاً مداناً من المجتمع الدولي، وقد ثبَّت تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق جانباً من الحملات التحشيدية والتفريقية. وقد اعتقدنا أن تقرير بسيوني وتوصياته ستنهي تلك الظاهرة، لكن الغريب أنها استمرت، بل إن محطة تليفزيونية أنشئت خصيصاً لكي يستمر هذا النهج الخاطئ والمدان من المجتمع الدولي.
كان الأمل في رمضان 2012 أن تخرج البحرين مما مرت به، وأن يستفاد من الشهر المبارك وأجوائه في تقريب النفوس، لكن تلك الآمال النبيلة بقيت آمالاً من دون أن تتحرك الأجواء إيجابيّاً. كانت هناك أحاديث عن اتصالات غير معلنة، وأن الآراء تسير نحو التقارب، لكن سرعان ما تبخَّر كل شيء، وعاد الوضع إلى التَّوتر والتَّباعد والتَّشاحن.
وهكذا نصل إلى رمضان 2013، والآمال هي الآمال، والطموح هو الطموح، والناس تودُّ أن تصدِّق ما يقال عن أي شيء سيحرك المياه نحو مجاريها، وأن هذا الشهر مناسبة أخرى لفتح المجالس والقلوب… الخ. والسؤال الذي يدور في ذهني: هل سيكون «رمضان» هذا العام مختلفاً؟ أسأل هذا السؤال باستغراب ورجاء، استغراب؛ لأن البحرين بالفعل لا تستحق ما يمرُّ بها من آلام، وإن الحل ليس مستحيلاً وليس مستعصياً. والرجاء هو أن نعي أننا نفقد الكثير كلما طال أمد الأزمة، وإن الأساليب التي لم تنجح في رمضان 2010 وبعد ذلك، لن تنجح أيضاً في رمضان 2013، وأنه آن الأوان لانتهاج سياسة حكيمة تأتي بخيرها على الجميع.