سهيلة آل صفر
مواصلة لموضوع المقال السابق أقف في هذا المقال مع عناوين الصحف والتي هي المؤشر الذي نتلمس منه ما يدور في البلاد من الأمور السياسية! مما تعيشه بلادنا والتي بإمكانها إما بث الرعب والقلق؟! أو نشر الطمأنينة!! ولكم بعضها وهي لشهرٍ واحد!!
-1 اقتحام 48 منزلاً. واعتقال 19 مواطناً بينهم امرأة وطفل.
-2 سجن 4 متهمين بحركة 14 فبراير45 يوماً.
-3 عدم وجود إرادة سياسية للحكومة للحد من التعذيب.
-4 اعتقال نفيسة العصفور وريحانة الموسوي وتعرية جسد ريحانة، وإرجاء قضية ضابطة بضرب آيات القرمزي.
إن هذه التجاوزات من اقتحام واعتقالات تشمل الأطفال والنساء وتعريتهم أشياء يصعب تصديقها!! وإن كانت حقيقية فهي كارثة وعلينا محاولة إيقافها بكل الوسائل ومن جهد وحكمة! وهي ممارسات لاإنسانية في بلادٍ ديمقراطية لها دستورٌ يمنع مثل هذه الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان في التصميم؟! وتتواصل الأخبار…
-5 «تراجع الأعمال الإرهابية بعد توجيه ضرباتٍ استباقية»!! ما المقصود باستباقية هذه! وهل هي نوعٌ من التهديد المبطن! أم أن هنالك ضرباتٌ أكثر عنفاً قادمة مثل هدم المنازل على رؤوسهم؟!
-6 مناوشات أمنية بعد تشييع متوفى في سار (إطلاق مسيل الدموع وتدخل الشرطة) ولا نعرف سبب إحاطة الشرطة بجنازة وهل هي لحماية المتوفى مثلاً! أثناء دفنه وثم تحتفل بإطلاق مسيل الدموع؟!
-7 التمييز ترفض طلب وقف تنفيد العقوبة بقضية أحداث.
-8 «السجن 5 سنوات لـ 7 متهمين بقضية حرق إطارات»!! وإذ لا أوافق على تلويث البلاد بالحرق والأدخنة! ولكن العقوبة لسبع سنوات وتنفيذ العقوبة تحتاج لإعادة نظر، لأطفال أو شبابٍ صغار، وهو ظلمٌ شرس، ويستحسن وضعهم في أماكن للتأهيل لمساعدتهم واحتضانهم وتوجيه سلوكهم والتعرف على أسباب ثورانهم واشتراكهم في التخريب، أو قد يكونون عاطلين عن العمل، أو من المعوزين! ممن تم استغلالهم وغُرر بهم لتحقيق أجندات الآخرين! عوضاً عن معاقبتهم بالضرب والسجن ما يزيد من شراستهم وعنفهم في هذه المرحلة العمرية.
وتتوالى الأخبار…
-9 «يجب إطلاق سراح كل سجناء الرأي والضمير».
-10 «تأجيل زيارة مقرر التعذيب الخاص للتعذيب خوان مانديز مرتين من دون تحديد موعد آخر للزيارة»… وحينما تتعب الكلمات ترجو التعاون لإصلاح الأوضاع، وتشير إلى بعض التواصل الإيجابي.
-11 «البحرين تمر بأزمة سياسية طال أمدها».
-12 «يجب إشراك جميع القوى السياسية في الحل الشامل».
-13 «الدعوة لحوار حقيقي» من بان كي مون.
-14 المسئولان البريطاني والأميركي متفقان على «ضرورة دعم إصلاحات حقيقية في البحرين»، كأنهما يقولان بأن حوارنا «عقيم» و«غير حقيقي» نظراً لما يريانه من تمطيط وخذلان للمعارضة في الحوار!
-15 «تشكيل هيئة عليا للإعلام استجابة لتوصيات بسيوني».
-16 ومصدر مهم في محاولة لتبرير الفوضى في البلاد: «مستمرون بتحقيق التطلعات للحوار والتوافق»،
-17 اليستر بيرت يقول «ستجد البحرين نفسها أمام المشاكل إذا لم تطبق قرارات بسيوني»!
-18 «إن البحرين سباقة في احترام حقوق الصحافة والإعلام» كلام في كلام.
-19 «عنف الشارع يؤخر الحوار»، ومن هنا نرى البلاد ما بين تصريحات للمسئولين الهشة مما لا يلامس الواقع أو الحلول المتجمدة! والبلاد تعمّها الفوضى.
إن عدم تنفيذ توصيات بسيوني هو بداية للتلاعب بالحلول المقدمة أساساً من السلطة!! وعدم أخذ الحوار منحى جدياً والإصرار عند البعض بربطه لإيقاف العنف في الشارع لمواصلة الحوار هو الشوكة الثانية!!
لماذا لا تحاول الدولة أن تحتضن أبناءها وتعاملهم جميعاً بسلوكٍ موحد ودون تفرقة؟!! لإيجاد الحلول البديلة؟ والنزول إلى الشارع للإسراع في إبداء حسن النية! والبدء بالتي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌ حميم!
وكلمةٍ أخيرة، لو أن مسئولينا قاموا ببعض الإصلاحات الحقيقية من قلبهم وتجنبوا الاعتقالات العشوائية وملء الشوارع بأجياب الشرطة والمدرعات واحترمت حقوق أبنائها في العيش دون تفرقة وتسامحت عن بعض تجاوزات وأخطاء عيالها، وأعطت من خيراتها لشعبها وليس للغرباء، لكنا اختصرنا كل تلك الآلآم والمحن ووفرنا المليارات التي صُرفت لمكافحة العنف بكل أشكاله! ولعمّ الديرة السلام والحب، وعسى أن تصحو البحرين من سباتها العميق قريباً! إن شاء الله.