هلع وإصابات في «ثانوية سار للبنات» وتوتر أمني ينتهي بإغلاق المدرسة وفتح تحقيق
اختلفت المعلومات بشأن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انقطاع اليوم الدراسي أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2011) في مدرسة سار الثانوية للبنات، وتجمع المئات من أولياء الأمور وأهالي الطالبات.
وذكرت معلومات أن شرارة ما حدث في مدرسة سار الثانوية للبنات والتي أدت الى إصابة ثماني طالبات، بدأت عندما خرجت مجموعة من الطالبات في مسيرة سلمية رددت فيها هتافات سياسية، إلى أن تطوّر الأمر ووقع شجار بين المتظاهرات وأخريات مؤيدات لنظام الحكم.
وأكدت طالبات ومعلمات في المدرسة أن أولياء أمور ضربوا الطالبات المعارضات، وتعرضن إلى إصابات.
ولجأت مديرة المدرسة مع مساعدتها ومجموعة من المدرسات إلى مبنى التسجيل، واختبأن فيه، بعد أن دخل أولياء الأمور وأهالي الطالبات إلى المدرسة، وهم في حالة من الغضب الشديد، محملين المديرة مسئولية ما حدث لبناتهم.
من جانبها، قررت وزارة التربية والتعليم أمس إغلاق المدرسة بشكل مؤقت ابتداء من يوم الأحد المقبل وحتى إشعار آخر، وإجراء تحقيق موسع وشامل «حول كل ما شهدته هذه المدرسة من أحداث وإشكالات ومحاسبة المتسببين فيها وفقاً للأنظمة المعتمدة».
سار – علي الموسوي
تضاربت المعلومات بشأن السبب الرئيسي الذي أدى إلى تعكير صفو الأجواء في مدرسة سار الثانوية للبنات أمس، إذ تجمع المئات من أولياء الأمور وأهالي الطالبات، وخيمت حالة من التوتر والغضب الشديدين عليهم طوال عدة ساعات متواصلة، من الساعة (10:30 صباحاً، وحتى 3:30 ظهراً)، إذ أصيبت 8 طالبات بإصابات متفرقة، بعضهن كسور في الرجل واليد ورضوض في الظهر.
واحتشد أولياء الأمور ورجال الدين وعدد من نواب كتلة «الوفاق» ومحافظ الشمالية جعفر بن رجب ورئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري لتهدئة الوضع، بعد أن انتشرت معلومات عن تعرض طالبات في مدرسة سار الثانوية للبنات لإصابات وذلك لاعتداء أحد أولياء الامور على مجموعة من الطالبات المحتجات.
وشهدت «الوسط» حالات إغماء عديدة بين الطالبات، وحالة من الخوف والهلع، إذ كانت غالبية الطالبات يبكين من الخوف.
وتشير معلومات حصلت عليها «الوسط»، إلى أنه تم نقل 8 طالبات بواسطة سيارات خاصة إلى مستشفى السلمانية الطبي، فيما حضرت سيارات إسعاف ومسعفون إلى المدرسة، لإسعاف حالات الإغماء بين الطالبات.
وتواجد في المدرسة نحو 24 حارساً، وأفراد من الشرطة النسائية، إلا أنهم لم يفلحوا في تهدئة الوضع، بل حصلوا على إهانات وصراخ من طالبات المدرسة وأولياء أمورهن.
ولجأت مديرة المدرسة مع مساعدتها ومجموعة من المعلمات إلى مبنى التسجيل، واختبأن في إحدى الغرف وأغلقن الباب عليهن، بعد أن أحسسن بمحاولات للهجوم عليهن من قبل أولياء الأمور.
وأمام «الوسط» قام مجموعة من الشباب بإزالة الحاجز الحديد الذي كان على نافذة الغرفة التي تجمعت فيها المعلمات مع المديرة والمساعدة، وفتح أحد الشباب النافذة وقفز إلى داخل الغرفة وقام بالمشي على الطاولات، وبدأ بالصراخ على المديرة، إلا أن عدداً من الشباب والرجال طلبوا من الشاب الخروج.
وعاد شباب آخرون وقاموا بكسر النافذة بواسطة حجر كبير، وهو ما تسبب في حالة من الذعر والهلع والخوف بين المعلمات، إلا أن تدخل عدد كبير من الأهالي والشباب ونواب «الوفاق» ورجال الدين ورئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري أسهم في طمأنة المديرة والمعلمات.
وشكّل عدد من الشباب حاجزاً بشرياً أمام باب مبنى التسجيل الذي اختبأت فيه المديرة والمعلمات، ومنعوا محاولة شباب آخرين لكسر الباب والدخول على المديرة.
وبعد أن هدأت حدة التوتر، قام أحد رجال الدين بصحبة مصور «الوسط» وعدد من الأشخاص بحماية ونقل مديرة المدرسة بواسطة سيارة خاصة إلى منزلها، وقد حاول أحد الشباب التشبث بالسيارة، والتمسك بها عندما كانت تهم بالخروج من الباب الخلفي للمدرسة، إلا أنه سرعان ما سقط على الأرض.
وحضر إلى المدرسة مدير إدارة التعليم الثانوي بوزارة التربية والتعليم إبراهيم جمعان، وحاول تهدئة الوضع في المدرسة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، كما أنه تحدث إلى المعلمات ومديرة المدرسة من نافذة الغرفة التي اختبأن فيها بمبنى التسجيل.
وزارة التربية تقرر غلق ثانوية سار للبنات اعتباراً من الأحد وإجراء تحقيق حول ما وقع فيها
في بيان رسمي صادر عن وزارة التربية والتعليم مساء أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2011) أفادت الوزارة أن مدرسة سار الثانوية للبنات قد شهدت اضطرابات غير معهودة وغريبة من نوعها، متسببة في عدم الاستقرار في الانتظام الدراسي، وذلك بسبب ما أثير من إشاعات متواترة، وتناقل لأخبار غير صحيحة، بوجود تهديدات مزعومة، بما دعا العديد من أولياء الأمور إلى القدوم إلى المدرسة، خوفاً مما أشيع حول أن المديرة قد سمحت بدخول عصي، وهذا أمر نفته المعلومات الرسمية الواردة إلى الوزارة، وتبين أن هنالك من يتعمد بث الإشاعات التي من شأنها إثارة المخاوف وزيادة التوتر في الميدان التربوي، في هذه المدرسة وفي غيرها من المدارس، من خلال استمرار التحريض ونشر الشائعات، وقد أدى ذلك إلى وقوع تجاذبات داخل المدرسة وتهجم على المديرة في مكتبها، واحتكاكات متنوعة بين الطالبات والإدارة وأولياء الأمور.
وفي ضوء هذه الأحداث المؤسفة، وعلى إثر ما شهدته هذه المدرسة من اضطراب وعدم استقرار واحتكاكات بين الطالبات، وحرصاً من الوزارة على استعادة الوضع الطبيعي للعمل المدرسي، وضمان الهدوء الضروري لبناء الثقة وتهدئة النفوس، وتجسيماً للشراكة المجتمعية بين مختلف الأطراف المعنية باستقرار الوضع التعليمي، قررت الوزارة ما يلي:
أولاً: الإغلاق المؤقت لهذه المدرسة، اعتباراً من يوم الأحد الموافق 13 مارس الجاري وحتى إشعار آخر.
ثانياً: إجراء تحقيق موسع وشامل حول كل ما شهدته هذه المدرسة من أحداث وإشكالات ومحاسبة المتسببين فيها وفقاً للأنظمة المعتمدة