معن بشور…
يبقى يوم التاسع من نيسان٢٠٠٣،يوم احتلال بغداد بعد حصار حوالي ١٢ عاما،يوما فاصلا في حياة العرب المعاصرة بل في حياة العالم كله….
ففي هذا اليوم لم تبدأ حرب تدمير العراق وتكريس المحاصصة الطائفية، والمذهبية التي سرعان ما تحولت الى احتراب دموي فحسب، بل بدأت حروب شاملة على الوطن العربي برمته بدءا من لبنان ،فغزة، وصولا الى ما سمي بالربيع العربي الذي كان ستارا لحروب تدمير واسعة في ليبيا وسوريا واليمن وصولا الى مصر وتقسيم السودان والتحضير لمخططات تقسيم اقطار المغرب العربي والجزيرة والخليج….
ولكن هذا اليوم شهد بالمقابل انطلاق مقاومة عراقية باسلة اربكت مشروع الشرق الاوسط الامريكي واستطاعت مع المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سوريا ان تعيد رسم موازين القوى في المنطقة وان تستعيد نوعا من التوازن على المستوى الدولي…حتى امكن القول ان الولايات المتحدة الاميركية قبل احتلال العراق شيء وبعده شيء اخر..
لقد ادركت جماهير امتنا بحسها العفوي ومعها النخب الواعية غير المرتهنة منذ اللحظة الاولى ان المستهدف من الحرب على العراق ليس العراق وحده بل الامة باسرها وبالذات فلسطين …التي ما تأخر العراق، بشعبه وجيشه ،يوما عن الانتصار لها ..حتى يمكن القول ان صفقة القرن ،والتي هي مسار اكثر منها قرار،انما بدأت باحتلال العراق وجددت زخمها بالحروب المستمرة على سوريا وليبيا ومصر واليمن وبقية اقطار الامة…ودائما في فلسطين
الا تستحق ذكرى التاسع من نيسان من الجميع مراجعة جريئة وصادقة ومتجردة لكي نحرر انفسنا من شوائب علقت بها يوم الحرب على العراق ونبني علاقات صحية وسليمة بين مكونات هذه الامة وهذا الاقليم ..