منذ بداية انهيار الاتحاد السوفياتي في بداية تسعينات القرن الماضي أو بالأحرى منذ تسلم غورباتشوف مقاليد الحكم وما سمي بسياسة الـ (غلاسنوست) في الاتحاد السوفياتي وسياسة الـ (بروسترويكا) حيث تم القضاء نهائياً على مشروع الاشتراكية ومفهومها العام والخاص، ومن ثم جاء بوريس يلتسين وأطلق رصاصة الرحمة على الاتحاد السوفياتي وتم تقسيمه وتقسيم دول منطقة البلقان ويوغوسلافيا، أصبحت سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم الخارجي تختصر في كلمة واحدة هي: "مكافحة الإرهاب".. وتم خلق عدو جديد للرأسمالية بقيادة إدارة الشر الأمريكية هم (العرب) و(المسلمون) وقد أحدثت هذه السياسة الجديدة تحولاً بالغ الأهمية في تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع جل القضايا الدولية. فلم تعد أهدافها الأولى هي التصدي للنفوذ السوفياتي ولا للشيوعية الماركسية أو اللينينية أو الماوية، أو دعم الأنظمة الحليفة والحرص على عدم سقوطها.
وأصبحت إدارة البيت الأبيض الأمريكية تطرح وتنشر عبر وسائل إعلامها التي يسيطر عليها أعداء الإنسانية كلمة "إرهاب" حتى انتشرت هذه الكلمة وباتت تنام مع كل مواطن أمريكي في سريره ويحلم بها وتؤرقه طوال الليل إلى أن جاء يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 وجرى ما جرى في نيويورك وواشنطن، وتم تصوير البرجين والطائرات ترتطم وتتفجر بهما لحظات قبل الارتطام وخلاله وبعده وكأن المصورين ينتظرون هذه اللحظات ليتم تصويرها وكأنها فيلم سينمائي!!.. ومن ثم توقفت كافة محطات التلفزة والفضائيات المحلية والعالمية لتنقل مباشرة تلك المشاهد وإعادتها وتكرارها في عملية غسل دماغ عالمية. وفور حدوث ذلك أعلنت عصبة البيت الأبيض "أن الذي قام بهذه التفجيرات هو أسامة بن لادن" صنيع أمريكا، ورافق ذلك حملة ضد المسلمين والعرب و(الشرق أوسطيين). وكلنا يذكر أن عدداً من غير العرب وغير المسلمين قد قتل في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب لون بشرتهم السمراء، وتم الاعتداء على العرب والمسلمين وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية في أمريكا وفي أستراليا كما على المحلات التجارية المكتوب عليها لغة عربية، كما تم اعتقال الآلاف من أبناء الجاليات العربية في أمريكا وإلى الآن لم تنتهي هذه القضية المفبركة من قبل عناصر الشر الأمريكي وأعداء البشرية..
ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع يومياً كلمة (الإرهاب والإرهابيين) تتردد على لسان كل عناصر عصبة إدارة الشر الأمريكية التي باتت تنظر إلى مختلف القضايا الدولية على أنها (إرهاب)!!.. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حينما أصبح موقفها من عدد كبير من الدول يقاس بموقفها من (الإرهاب) بحسب المفهوم الصهيو-أمريكي!!. فهذا البلد يبقى بلدا صديقا إذا تصدى (للإرهاب) وحارب (الإرهابيين) على الطريقة الصهيو-أمريكي!.. وذلك البلد يفقد صداقة أمريكا بل يصبح عدواً لها "إذا تساهل أمام الإرهاب" أو "دعم الإرهابيين"!!. كما يحاول عناصر عصبة الشر الأمريكية (باول) و(رايس) و(وولفويتز) وغيرهم في هذه الأيام وفي مقدمتهم رئيس هذه العصبة (بوش) وبحسب تفسيرات المسيطرين على إدارة شؤون أمريكا لمعنى (الإرهاب والإرهابيين) وتحديداً الصهاينة المسيحيين في الولايات المتحدة الأمريكية والمتحالفين معهم في العالم!.
لذلك نجدهم يهددون سوريا بحجة أنها تدعم منظمات فلسطينية أو تأويهم على أراضيها، وكذلك ضد الفلسطينيين الرافضين للاحتلال الصهيوني بمختلف تياراتهم وميولهم والمطالبين بتطبيق الاتفاقيات والقرارات التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة ومجلسها الأمني، وأيضا تطبيق ما يسمى بـ(خارطة الطريق) التي يطالب بها عناصر سلطة الحكم الذاتي..
كما تحاول إدارة الشر الأمريكية التركيز إعلاميا على شمال كوريا وإيران، وهذا برأيي من باب ذر الرماد في العيون للتهويل وتخويف شعوب أمريكا وفي الوقت ذاته لمصالح انتخابية.
لذلك يطرح البعض ويتساءل الكثير من شعوب العالم عن ماهية مفهوم (الإرهاب والإرهابيين). وماذا ومن تقصد الإدارة الصهيو-أمريكية بـ(الإرهاب والإرهابيين)؟
الجواب بالنسبة للمتابعين للسياسة الصهيو-أمريكية واضح ومفهوم وصريح وهو أن إدارة الشر الصهيو-أمريكية تقصد أن كل مقاوم للاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة هو في مفهوم هذه الإدارة الشريرة (إرهابي)، وكل مناهض ورافض لاحتلال العراق في مفهوم وتفسير عصبة الشر الصهيو-أمريكية هو إرهابي وداعم (للإرهاب) هكذا بكل بساطة، فلسنا بحاجة إلى مؤتمرات لا محلية ولا إقليمية ولا دولية ولا لكل الوزارات العربية أو الهيئات لأن تبحث وتشكل لجان لبحث هذا الأمر، وخير دليل على ذلك أن بوش وعصبته دائما يسارعون إلى تقديم التعازي للصهاينة المحتلين لفلسطين بينما لم نسمع ولو مرة واحدة عن تقديم التعازي لذوي ضحايا الفلسطينيين الذين يقتلون يومياً وتدمر منازلهم وتجرف بيوتهم على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني!!.. وكذلك بالنسبة للعراق والعراقيين الذين تتهمهم كفلسطينيين أو عراقيين أنهم (إرهابيين) وتدعي هذه الإدارة الشريرة أن ما يقوم به أعداء الإنسانية في فلسطين المحتلة هو (دفاع عن النفس) وأنه (مقاومة مشروعة للإرهاب والعنف)، وتشييع عناصر إدارة الشر وأتباعهم في العالم بأن ما يسمونه (اسرئيل) هو واحة (الديمقراطية الوحيدة) في ما يسمونه أيضا (منطقة الشرق الأوسط) ,كما الحال بالنسبة لفلسطين كذلك بالنسبة للعراق الذبيح، هذا عدا عن تقديم مليارات الدولارات للكيان الصهيوني سنوياً المعلن منها وغير المعلن إضافة إلى صنوف الأسلحة التي يتم بها قتل أبناء فلسطين!!.
وبعد تقصي لعدد من المواقف المعلنة لأفراد من عصبة إدارة الشر الأمريكية بشقيها (الجمهوري) و(الديمقراطي) منذ منتصف الثمانينات وحتى اليوم والتي نختصرها بكلمة أعلنها جورج شولتز آنذاك جاء فيها "لقد أدركنا أن الإرهاب هو شكل من العنف أولاً.. فأينما وجد، يتم توجيه ضدنا، وضد الديمقراطيات وقيمنا المقدسة، وضد مصالحنا الاستراتيجية"!!. هذا هو مفهوم إدارات الشر الصهيو-أمريكية بكل بساطة فلا نحن بحاجة إلى تعقيدات الباحثين ولا المفكرين ولا الكتب التي تصدر عن هذه الجهة أو تلك، بل نحن بحاجة إلى خطوات عملية وملموسة على أرض الواقع لمواجهة ما يضمره للعالم كله وعلى الأخص للبلاد العربية وهو ما يحتاجه المواطن العادي البسيط الذي شبع تحاليل ودراسات وبحوث ولم يعد يأبه لما يجري لا في العراق ولا في فلسطين مع أنه يبكي ألماً على ما يحدث هناك في ظل صمت الأنظمة العربية وتراجعاتها حتى عن القرارات غير الشافية وغير الكافية في مؤتمرات القمم العربية وفي مجالس تلك الجامعة التي يقال أنها عربية!!.
أسئلة بسيطة يطرحها المواطن العربي أينما كان داخل البلاد العربية أو في المهاجر:
– لماذا يكره الناس الولايات المتحدة وسياستها؟
– ما هي (الديمقراطيات) التي تريد فرضها أمريكا بحجة (مكافحة الإرهاب)؟
– ما هي قيم أمريكا المقدسة وما هي مصالحها الاستراتيجية؟
كي نجيب على ذلك أيضا لسنا بحاجة إلى مراكز دراسات وبحوث ومعاهد ولجان ولسنا بحاجة إلى مفكرين يزيدون تعقيد المفاهيم البسيطة لدى المواطن الذي يعاني من ويلات السياسة والسياسيين، بكل بساطة نعود ونكرر أن مفهوم مصطلح (الإرهاب) في القاموس السياسي الصهيو – أمريكي لا يعني سوى التنكر لحق الشعوب في الكفاح من أجل الاستقلال والتخلص من التبعية الاقتصادية ومن سيطرة الأنظمة الديكتاتورية العميلة.
وأن الناس كل الناس أينما كانوا يكرهون إدارة الشر الصهيو-أمريكية ولا يكرهون أمريكا كشعوب لأن هذه الشعوب هي خليط من أجناس وأعراق مختلفة من أصقاع الأرض كما أستراليا خليط مختلف الأجناس والأعراق من كل بلاد العالم.. وأن الناس كل الناس عندما يقولون (نكره أمريكا) فأنهم يقصدون ما تقوم به إدارات الشر الأمريكية من دعم علني ودفاعهم عن الظالمين المحتلين وعن الاحتكاريين والعنصريين في كل أرجاء المعمورة وفي المقدمة منها الاحتلال والدعم اللامحدود للصهاينة في فلسطين المحتلة، وفي العراق الذبيح..
أما عن (الديمقراطيات) التي تريد إدارة الشر الصهيو-أمريكية فهي ما يمكن اختصاره بسياسة تفكيك المجتمعات وتهديم القيم الإنسانية والدينية بشقيها الإسلامية والمسيحية.. ومن يعيد النظر في قراءة مجريات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والأخلاقية والسلوكية التي تتفاقم يومياً في الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن يكتشف الصورة الحقيقية المجردة التي تريد فرضها إدارة الشر الصهيو-أمريكية على العالم بعيداً عن الزيف والخداع اللذين يمارسان بأقصى درجات الدقة العلمية من اجل السيطرة على العقول والإرادة البشرية، وفي الأسطر القليلة التالية أقتطف بعض ما ورد في تقارير أمريكية مختلفة المصادر عن المجتمع الأمريكي الذي بات رهيناً لسياسة اللحظة الخاطفة وهو أنموذج مما تريد فرضه على العالم وتحديداً على البلاد والمجتمعات العربية الغنية بالقيم الدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد الحميدة:
– أكثر من (33) مليوناً من شعوب أمريكا هم تحت خط الفقر مع العلم أن الأمريكيين يبددون يومياً طعاماً يكفي لإعالة حوالي (25) مليون شخص.
تتساوى كمية وحجم المخدرات في أمريكا باطراد مع حجم وعدد السيارات والمركبات في السوق الأمريكي، كما ترتفع نسبة المنتحرين سنوياً بمعدل 15% نظراً للتشتت الأسري والابتعاد عن القيم والأخلاق وتآكل أواصر العلاقة بين الأهل والأبناء وتزايد تعاطي المخدرات من قبل الشبيبة التي لا تجد لها المكان اللائق في المجتمع الأمريكي وكذلك بسبب تزايد البطالة وعدم توفر فرص للعمل.
– عائدات حوالي 5،2 مليون أمريكي تساوي مجموع العائدات التي يحصل عليها 110 ملايين من شعوب أمريكا.
– تزايد الأمية بين المتعلمين من الشبيبة هناك حيث ذكرت احصائيات علمية وواقعية ونحن نعيشها عملياً هنا في أستراليا، أن أكثر من 40% من الشبيبة الملتحقون في الجامعات لا يعرفون القراءة والكتابة بالشكل الصحيح، وقد نشرت مجلة (الاقتصاد العالمي) عام 1990 بهذا الصدد تقريراً جاء فيه أن أكثر من (23) مليون أمي لا يعرفون الكتابة والقراءة أبداً في أمريكا.
– التفرقة العنصرية والدينية بين سكان أمريكا هي الأعلى في العالم حيث تصل ضد الزنوج الأفارقة الأمريكيين إلى 16% حيث يعانون من العنصرية التي تمارس ضدهم بشكل علني وسافر كما تستعمل بحقهم صنوف الاعتقال والتعذيب الذي يصل إلى حد الموت بسبب تكريس القانون الأمريكي المدني لها، وحول هذه النقطة من يبحث في مواقع الانترنيت المختلفة سيجد الكثير من الشواهد كوثائق وصور، إضافة إلى التفرقة المذهبية بين أبناء الديانة المسيحية التي تطال أتباع المذهبين الكاثوليكي والأرثوذكسي من قبل أتباع البروتستانت كونهم يشكلون الأغلبية من عناصر الإدارات الأمريكية الشريرة الحاكمة من الجمهوريين والديمقراطيين الذين يتحالفون مع الصهيونية.
– وعلى الصعيد الإعلامي فأن أمريكا تمتلك أكبر امبراطورية إعلامية مُسخّرة لمشيئة أعداء الإنسانية في العالم، يقف وراءها مجموعة من الصهاينة المتنفذين مالياً وسياسياً يبيعون ويشترون الذمم الفاسدة ويوجهون الرأي العام الأمريكي بما يخدم خططهم ومصالحهم وفي الوقت نفسه يهدمون المجتمعات ضمن مخطط مدروس بما، إضافة لنشر الفساد والجريمة والعنف، ويقزمون الحضارات التاريخية لشعوب الأرض ومنها حضارة العراق التاريخية أو كما تسمى حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الفينيقية في لبنان وشمال إفريقيا، وكافة المناطق العربية دون استثناء، كما يدوسون على باقي حضارات الأمم وتاريخها ويوهمون الرأي العالم الأمريكي والعالمي بأن لهم الفضل على عامة البشرية في الاكتشافات العلمية والطبية والمعلوماتية لذلك من حقهم كما يدعون قيادة العالم والسيطرة على شعوبه وثرواته.. في الوقت الذي يقومون بتزييف التاريخ البشري ويعيدون رسمه كما يحلو لهم بما يعزز قيمة الاستعلاء والتكبر الصهيو-أمريكية.
– التركيز على صناعة السينما والأفلام السينمائية التي تصوّر بأن الأمريكي هو الإنسان الدرجة الأولى والآخر هو الدون وهذه نظرية صهيونية بحتة، والكثير من القراء يعرفون أن عدد أفلام العنف ضد العرب والمسلمين وتحديداً ضد الفلسطينيين وضد رؤساء وأنظمة عرب، هي من أكثر ما أنتجته شركات الأفلام الأمريكية ومنها أفلام الكرتون، وفي هذا الصدد نذكر الأفلام ضد الفيتناميين وضد اليابانيين وضد الكوريين والصينيين واللائحة تطول، وأن متوسط الإنفاق على الفيلم الواحد يبلغ حوالي (50) مليون دولار أمريكي، وإذا ما علمنا بأن معدل إنتاج الأفلام السينمائية الأمريكية يصل إلى (200) فيلم سنوياً فأن كلفة هذه الأفلام تصل إلى خمسة مليارات دولار تقريبا، كما أن متوسط كلفة الأفلام الغنائية العربية الهابطة أقصد ما يسمونه (الفيديو كليب) التي يشاهدها البعض في الفضائيات الناطقة بالعربية يبلغ (750) ألف دولا أمريكي دون أن يسأل أحد من أين لهم هذا!!.
– تجري في أمريكا أكثر من حادثة قتل واغتصاب في الثانية الواحدة.
– يجري حوالي (120) عملية سطو كبيرة في الساعة الواحدة.
– تجري (12) حالة اغتصاب في الساعة الواحدة.
– تجري مليتا قتل متعمد في الساعة الواحدة.
– يوجد في أمريكا عشرات العصابات المتخصصة بعمليات السطو في دور اللهو ونوادي القمار.
– تقتل الشرطة الأمريكية أكثر من (2000) شخص سنوياً، منهم 75% من الزنوج والهنود الحمر وباقي الأعراق، وتجري هذه عمليات القتل هذه بشكل مباشر كما حدث ويحدث مع الزنوج والهنود الحمر أو تحت وسائل التعذيب المبتكرة.
– تهريب الأطفال من عدد من الدول التي يسمونها (العالم الثالث) إلى أمريكا لغاية بيعهم إلى عوائل لا تنجب أطفالا وقد بلغ ثمن الرضيع الواحد حوالي (2000) دولار.. وكان لبعض أحشاء الأمهات العربيات في عدد من الدول العربية كما في عدد من دول العالم بسبب الفقر والحرمان دوراً في عملية الإنجاب ومن ثم أخذ الطفل إلى العائلة التي أوصت عليه بعض الأخصائيين الذين يعملون ضمن مراكز للبحوث والتجارب الأمريكية.
– يصل عدد الأطفال الذين يمارسون البغاء في أمريكا إلى حوالي الربع مليون طفل ويجري تسويق هؤلاء كسلع ترفيهية ولغايات المتاجرة بأفلام الجنس التي يكون الأطفال أبطالا لها، وفي هذا الصدد أذكر أن عددا من الإناث الجميلات الذين يتقدمن لبرامج غنائية ويقلدن مطربات ولا يزيد عمرهن عن العشر سنوات يتم احتضانهن من قبل متخصصين يروجون لهن الأفلام و(الفيديو كليب) ثم يستغلونهن في القضايا الجنسية بعد تعاطي المخدرات مقابل الأموال الطائلة في البداية وبعد أن يدمن على المخدرات يتم استغلالهن مقابل حقنة من المخدرات وهكذا أيضاً يحصل مع الأسف الشديد في عدد من البلاد العربية مع فارق بسيط أن هذه البلاد العربية لم تصل بعد استغلال الأطفال علناً دون سن عمر العشر سنوات في الأفلام والفيديو كليب..
– يزيد معدل تعاطي المخدرات بين المراهقين والمراهقات بين عمر (12) إلى (17) سنة بنسبة 78%.
– إضافة إلى عصابات المجتمع المخملي المنظم في عصابات إجرامية الذي ارتفعت نسبته بمعدل 20% خلال السنوات القليلة الماضية. وكذلك عصابات الشركات الكبرى التي تنهب أموال الخزينة الأمريكية ضمن القانون، وأيضا سرقة أموال شعوب أمريكا من قبل الشركات التي تفتح أبوابها لمدد محددة تصل إلى أقل من ستة أشهر وفي معظم الأحيان إلى سنة ثم تعلن إفلاسها ضمن القانون، فتذهب أموال المواطنين المساكين أدراج الرياح إلى جيوب المنافقين والمحتالين ضمن القانون!!.
هذا غيض من فيض مما لا يعد ولا يحصى عن المجتمع الأمريكي (الديمقراطي) الذي يريدون فرضه على العالم..
ومع أن العالم كله يدرك بأن أمريكا هي الدولة الأولى التي تمارس الإرهاب، وهي التي قامت ونمت وترعرعت على الإرهاب بأبشع أساليبه وأكثرها وحشية ضد السكان الأصليين لأمريكا الشمالية- الهنود الحمر-، وهي الدولة الأولى المصدرة للإرهاب في العالم.. وأن شعوب العالم كانت وما تزال ضحية كافة أشكال الإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة سواء عن طريق التدخل العسكري المباشر (كما حدث مؤخرا في العراق) والمساعدات العسكرية الاقتصادية التي تقدمها للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وللأنظمة العسكرية والديكتاتورية، أو عن طريق الاغتيالات ومؤامرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تحت شعار: (مكافحة الإرهاب) الذي أعلن عنه أكثر من مسؤول في إدارة الشر الأمريكية.. كذلك يدرك الأحرار والشرفاء في العالم أن هيئة الأمم المتحدة ومجلسها الأمني ما هي في الحقيقة إلا أداة بيد الإدارات الشريرة الصهيو-أمريكية المتعاقبة، التي تضفي طابع الشرعية على الجرائم الأمريكية في أماكن تواجدها في العالم وعلى تدخلها في الشؤون الداخلية للشعوب منذ عام 1983 في الحملة العدوانية الأمريكية ضد نيكاراغوا، حيث قامت أمريكا بتلغيم الموانيء النيكاراغوية ودعم العناصر المناهضة للنظام الشرعي لضرب المطارات والمنشآت الاقتصادية النيكاراغوية.. ومن ثم في باناما وأفغانستان كما فعلت بريطانيا في جزر الفولكلاند ومؤخراً الغزو الصهيو-أمريكي للعراق!!.. وكذلك تدرك شعوب العالم أن هذه الهيئة التي تتخذ الطابع الدولي إنما هي إضافة كونها أداة بيد عصبة أعداء الإنسانية فأنها تضفي الشرعية على جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، حيث يتم قتل السكان الأصليين وهدم المنازل فوق رؤوس الآمنين واغتيالات الفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى اليوم، فكما تم اغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر عام 1948 دون أن يحرك ساكناً في تلك المنظمة الأمريكية الدولية كذلك يفعل الصهاينة مع القيادات الفلسطينية ومع الأسف الشديد دون أن تتحرك الأنظمة العربية!!..
وأخيراً أن الأحرار والشرفاء في كل مكان اليوم يدركون أن العالم كله بات مهدداً بأعمال التخريب وبالضغوط العسكرية الصهيو-أمريكية التي تمارس وبشكل علني في إطار زعزعة الأنظمة وكبح المد التحرري للشعوب، وهو ما كشفت عنه الاستفزازات الصهيو-أمريكية تحت مسمى (مكافحة الإرهاب) الذي تمارسه أمريكا باستمرار ضد حقوق الشعوب وحرياتها في تقرير مصيرها دون أي تدخل خارجي، ضاربة بذلك عرض الحائط بكافة القوانين والأعراف الدولية.. لكن الاستفزازات والمؤامرات والاعتداءات لم تكن يوما مقياسا لإخضاع الشعوب. فإرادة شعوب مؤمنة بعدالة قضاياها، مقتنعة بأن النصر حليفها لا يقهرها أي عدوان.