شاهين محمد
تداعت أحداث المنطقة وخلقت جلجلة في أرجاء العالم اربكت كل مؤسسات العالم المالية والسياسية والبحثية والجامعات حيث اصبحت تعاني من التخبط واصيبت بالهستريا السياسية، يتلمس المتتبع الاضطراب النفسي الذي يعاني منه قادة العالم الغربي فاصبح همهم الاول كيفية المساهمة في تدمير المنطقة العربية بأي وسيلة حتى الدول القزمية مثل بلجيكا والتي تملك ثلاث طائرات حربية ارسلتها للمنطقة، أما الدنمارك التي صوت برلمانها بالاجماع للمساهمة القتالية فظهرت رئيسة الوزراء مبتهجة وكأنها في حفلة رأس السنة مرتدية ارقى ملابسها الانيقة لتذهب لعرس الدم العربي وكانها حققت انجازا تاريخيا وزفت البشرى الى اوباما و هكذا تعم الافراح في مكاتبهم لان دم العرب في سوق النخاسة الغربية والايرانية ليس له ثمن.
أما النفاق الذي أصبح عنوان الحملة ضد أحرار العراق بحجة تنظيم الدولة، فاصبح بعيدا عن كل حياء أنساني ونتانته فاقت كل عفن التاريخ الصليبي ومصائبه وجرائمه. لنلقي نظرة على صور النفاق العالمي.
إيران: ترى إن التدخل الامريكي والغربي ومن قبل ذلك هيمنتها ووجودها الفعلي في العراق أمرا محمودا لا ضرر فيه لا على سيادة العراق المفضوضة من ساعة إحتلال العراق ولا على العلاقات الايرانية الامريكية التي يدعون بتوترها مادامت موافقة للرغبة الايرانية بعدم تحرير بغداد من عملائها، لكن الهجمات الجوية الغربية والامريكية ولنفس الدوافع في سوريا ونفس الطائرات وذات الاسلحة تعتبر من المحرمات وخارج عن الحكمة وفيها انتقاص لسيادة سوريا وليس لها مبرر دون موافقة نظام بشار. إن إيران تعتبر أي مقاتل ضد بشار الاسد هو ارهابي سوريا أو عربيا أما مقاتليها من مليشيات حزب الله وبدر والعصائب والقائمة تطول هذه حمائم سلام لانها لاتقتل إلا العربي في العراق وسوريا وهو مايسمح به العالم الماسوني المتحضر الذي قرر العمل على الغاء امة العرب ككيان ووجود.
الغرب : ظهر بابشع صور النفاق المخزي مما دفع الكثير منهم للتسأل، هل هو الرعب من الدولة الاسلامية أم كرها للاسلام والعرب حًمل الغرب للهرولة بدون خجل لهذا السلوك المنافق. إن الغرب أعتبر كل مقاتل من اوربا سوريا او عربيا ضد نظام الاسد أرهابيا ويصنف نظام الاسد اعلاميا أرهابيا أيضا!، وكل مقاتل من المليشيات الايرانية بجانب نظام الاسد ليس ارهابيا.
إن الغرب صًنف حزب العمال الكردي التركي من المنظمات الارهابية لانه يثير زعزعة استقرار تركيا وهي عضو الناتو لكن يسمح لهم بالقتال لصالح النظام السوري وضد المعارضة السورية معا التي تدعهما تحت قبة (اصدقاء سوريا)!!!، وبابشع صور النفاق يشجعهم ويقدم لهم العون ويرسل لهم تحديدا من المانيا عبر حكومة كردستان العراق من الاسلحة والمعدات والدروع الفردية ووسائل الاتصال بين المقاتلين بالاضافة الى الدعم المخصص لحكومة كردستان في العراق. إن الغرب يسلح ويسهل مرور الارهابين الى سوريا ماداموا ليس عربا وولائهم بالتاكيد ليس للقضية العربية أما الاخرين فهم على قائمة الارهاب ولاجل هؤلاء ولاول مرة بتاريخها تًقدم بريطانيا على سحب جوازات واسقاط جنسيات مواطنيها وهذا سيكون وسيلة ضغط تستخدمها كل بلدان العالم الانساني الديمقراطي الغربي المتحضر المدني!!! سلام مربع للديمقراطية الغربية وحقوق الانسان!!. ومن جهة اخرى فإن مئات ممن هم يحملون الجنسيات الاوربية التحقوا بالمليشيات الطائفية في العراق وعلى علم وبدعم من اجهزة مخابرات دول اوربا وإن هؤلاء لا يعدون ارهابين وفق سياق النفاق الغربي، لانهم ذاهبون لقتل بني يعرب. يلعلع اعلام الغرب على احداث بسيطة جدا بالقياس لماساة الشعب العراقي في قضية جبل سنجار واليزديين واستقبلوا مسرحية معدة سلفا بطلتها الساذجة فيان دخيل والتي ادت دورا باهتا جًملهُ المخرج الامريكي والمساعد الاهبل المذيع العربي على كل قناة. أما قتل أهل الرمادي كل يوم وذبح اطفال الفلوجة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الغبية وتدمير المدارس على رؤس الاطفال في صلاح الدين وغيرها لم يمر بها الاعلام الغربي على انها مأساة انسانية بل احداث عابرة تحدث في كل معركة ويُغطى الكثير منها بالتضليل بحجة قتل الارهابيين من داعش!!.
أمريكا : إن خير من وصف الحكومة الامريكية هو المناضل طارق عزيز الدبلوماسي الذي بقى ثوريا رغم اثقال الاسر حيث قال (إن الحكومة الامريكية أكذب حكومة في العالم) وهذا الوصف لايشق له غبار من فارس الدبلوماسية العربية وعميد الكلمة الثورية. إن السياسة العالمية لامريكا تتحزم بالكذب والخداع والتضليل والنفاق وما اكثر الامثلة على ذلك وبالاخص في العراق. إن امريكا تدعي عدائها لايران لكنها تتعامل معها بمرونة عالية في العراق وافغانستان وترفض تسمية مليشيات ايران في سوريا والعراق بالارهابية ولا تعارض قتل العرب في سوريا والعراق على ايدي هذه المليشيات بل ترسل خبراءها العسكريين لتدريب هذه المليشيات فنون القتل والتكيل بالمدنيين وهي علم ودراية تامة بجرائمهم. وهي كالغرب تعتبر كل الاحرار ارهابيين في سوريا والعراق. إن أمريكا عنوان النفاق وسلاطنه. تدعي أمريكا انها تقصف داخل سورية دون إخبار الاسد لكن تحذر مندوبه في الامم المتحدة بعدم التصدي للطائرات التي تقصف داخل سوريا!!، كيف يكون إذن حصول الموافقة وإعلام النظام السوري؟؟. وتقود أمريكا حملة النفاق العالمي وتتقاسم معهم التضليل وتدليس الحقائق المذكورة سلفا في سطورنا هذه.
الاعراب : وهؤلاء مصيبتهم اعظم لان نفاقهم ضمن اطار التحالف العدواني كمن يبصق الى أعلى من وجهه مستقيما، وهم حقا الاخسرين. لقد زُينت لهم اعمالهم ومخيلتهم بدفعهم للهاوية لانهم مقتنعون أن مشاركتهم طوق النجاة من إيران أو غيرها. فكلما يتمادون في المشاركة تتعمق الحفرة تحت اقدامهم وهذا حُسن الصنع الذي يتوقعونه من نفاقهم فستلتهمهم إيران بمباركة التحالف البغيض. لقد نبذ تدخلهم حتى صغار العملاء وادواة النفاق في المنطقة الخضراء وانكرت عليهم نفاقهم إيران.
(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًاوَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة 97
تركيا : إن السياسية التركية في المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق مركبة من النفاق والغباء معا. وهي على علم مخابراتي إن الحلف البغيض هرول الى المنطقة لاقامة كيانات تسير بركب الصهيونية العالمية وهذه الكيانات تقام ظاهريا على الاراضي العربية لكن المتضرر الاكبر هي تركيا لانها ستخسر كل منابع المياه في اراضيها والتي ستبقى تحت الحماية الدولية (الماسونية) لزمن طويل وهذا يحتاج الى نصف الاراضي التركية والهيمنة عليها من قبل الناتو بداية وبعدها الى المانيا حصرا تحت مسمى الدولة الكردية. إن النفاق التركي في الاشتباك الحاصل في المنطقة وصل حدا غير مقبول فهي تعتبر كل ما يمس أمنها أرهابا أما ما يجري في العراق وسوريا ليس له حصة فقط بالقدر الذي يفيض عليها اقتصاديا مثل تعاملها مع كردستان في العراق وتعاملها التجاري القائم على قدم وساق مع سوريا فأن ارتال الشاحنات التركية التي تدخل سوريا يوميا من نقطة الحدود عبر الريحانية لاتقل عن خمسة كيلومتر وغيرها كذلك، أما اكراد تركيا فهم ارهابين قتله داخل تركيا أما في حال دخولهم الاراضي العراقية والسورية لقتال الثوار فهم ليسوا ارهابيين. وتمثل نفاقهم البغيض والغبي في مطالبتهم في اقامة منطقة عازلة. ضمن الاراضي العربية ولا تتضمن شبرا واحدا من تركيا فهي تضحي بالاخرين كما تشتهي مصالحها الانانية الضيقة. فهذه المنطقة العازلة ستكون حزاما يخنق تركيا لانها ستكون بمواصفات التحالف البغيض.
الامم المتحدة : هي مفتاح النفاق في العالم فجميع نشاطاتها منذ ان أُنشئُت تتسم بالنفاق المعلن ولا يفوتها ان تشارك العالم بحملة النفاق الحالية على العراق وسوريا. فصراخها على الاقليات مداعاة للسخرية لاننا لم نسمع صوتا لها منذ إحتلال العراق ولا جرائم ابو غريب ولا مجازر الفلوجة ولم تزمجر لالفي قتيل في غزة والاف الجرحى وتدمير المدارس والبيوت وملايين المهجرين والاف القتلى في سوريا.
هنا لا بد من قبول الموقف الشخصية وانحياز بان كي مون امينها العام ضد ثوار العراق لانهم سببا مباشرا لاصابته بالتبول الاإرادي بعد تعرضه لقذيفة هاون سقطت بقرب مؤتمره الصحفي في بغداد المحتلة عام 2007
وبكل صفاقة تدعوا الامم المتحدة ولاول مرة في التاريخ بالسماح (لمليشيات) لمقاتلين اكراد الدخول الى سوريا للقتال والحيلولة دون دخول عين العرب من قبل المقاتلين العرب لكنها تصنف كل المقاتلين العرب بالارهابيين بينما موثق في سجلاتها إن المنظمات الكردية المسلحة ارهابية. إن نفاق الامم المتحدة جعلها راعية للارهاب بشكل رسمي وعلني بعد إن رعت الارهاب الصهيوني لعقود من الزمن. وهذا يتناقض مع البند الاول لتاسيسها والقاضي بفض النزاعات بالطرق السلمية والحفاظ على الامن الدولي. ولم تشير اي فقرة وحتى المادة السابعة لاستخادم المليشيات كوسيلة ردع او اداة حل.
إن العالم يمر بموجة من النفاق والتدليس ليس لها من قبل مثيل وذلك مخطط له لخلق حالة من الفوضى في العالم للاجهاز على قوى التحرر المناهضة للهيمنة الماسونية والاحتلال الامريكية الفارسي للمنطقة. وتهيئة المناخ لدفع المنطقة وقواها الثورية الى حالة الفتنة التي تدخلهم الى حالة الاقتتال والتشرذم.
أيها الاحرار أياكم والفتنة.