بسم الله الرحمن الرحيم
· موقف البعث معروف فهو بالضد من العملية السياسية التي نصبها الاحتلال، البعث له برنامج للمقاومة والتحرير ووضع شروطا للدخول للتفاوض مع الأمريكان في حالة اعترافهم بثوابت الوطن وحقوق الشعب وفي مقدمتها الانسحاب الكامل والشامل وغير المشروط من العراق
· من يريد تحرير الوطن يجب أن لا يساهم في إنجاح وتقوية مشروع الاحتلال في العراق
· الديمقراطية الحقيقية هي التي يمارسها الشعب بوعي وحرية بعيدا عن الاحتلال والتبعية وبإرادة مستقلة
· البعث ومناضليه يرفضون الاحتلال وكل ما جاء به
· من يدعي الحرص على العراق وشعبه علية أن لا يكون أداة للمحتل في تنفيذ مشروعه الاستعماري
حسم البعثيون موقفهم النهائي من الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الحالي فأكد الناطق الرسمي للبعث في العراق الدكتور خضير المرشدي رفض حزبه المشاركة فيها، عادا إياها نتاجا غير شرعي للاحتلال.
ودعا ألمرشدي إلى الانتباه إلى هذه المسميات التي لا صلة لها بالديمقراطية، معتبرا إياها بمثابة محاولات مفضوحة تهدف إلى تقوية مشروع الاحتلال… وفيما يأتي نص الحوار:
سؤال : بدأً، كيف تنظرون لمشهد العراق الانتخابي، خاصة وثمة من يرى بضرورة أن لا يعطى العراق باسم الديمقراطية لمن هم بالضد من منهج أبنائه في الوحدة وصيانة عروبة العراق وإيقاف مد التجاوزات على ثوابت الوطن؟
الدكتور خضير ألمرشدي: لابد من التأكيد إن الاحتلال جاء بهياكل ومسميات لتمرير مشروعه في العراق وان هذا المشروع فيه مراحل متعددة لتطويع إرادة الشعب الرافض للاحتلال ولكل ما جاء به ومنها ما يسمى بالديمقراطية ضمن المقاسات الأمريكية الاحتلالية وان ما تمخضت عنه هذه العملية هي مجموعة من المسميات التي لا تمت للديمقراطية الحقيقية بشيء سوى الاسم فقط لكون العملية برمتها باطلة كونها نتاج غير شرعي لاحتلال جاء خارج الشرعية الدولية والقانون والأعراف الدولية فمن يريد تحرير الوطن يجب أن لا يساهم في إنجاح وتقوية مشروع الاحتلال في العراق وان المحتل يدرك جيدا إن الوطنين الشرفاء لن يساهموا ويشاركوا في عمليته السياسية فبحث عن الضعفاء أمام سطوة المال وهيأ لهم الظروف ليكونوا واجهة المحتل ولكن الشعب سرعان ما اسقط هؤلاء من خلال تعريتهم وفضح أساليب الابتزاز والتزوير التي مارسوها ضد الوطن والشعب، وعليه كل عملية انتخابية في زمن الاحتلال مفصلة ضمن مقاسات المحتل وأجندته وان الديمقراطية الحقيقية هي التي يمارسها الشعب بوعي وحرية بعيدا عن الاحتلال والتبعية وبإرادة مستقلة.
سؤال : : كيف تنظرون إلى دعوة شخصيات وطنية نعرف نحن مثلا صدق وطنيتها بضرورة التحام صفوف التيارات العلمانية العروبية لتقول كلمتها في معركة الانتخابات المقبلة، خاصة وأن هذه الانتخابات صارت أمرا واقعاً؟
الدكتور خضير ألمرشدي : لقد أوضح البعث موقفه من الاحتلال وعمليته السياسية ومفاده إن البعث ومناضليه يرفضون الاحتلال وكل ما جاء به وكذلك فأن البعث يعتبر ما جرى ويجري ما هو إلا محاولات مفضوحة لتزين صورة المحتل ومن جاء معه من خلال ممارسات تبدو للبسطاء أنها ديمقراطية!! فكل العراقيين والعرب وأحرار العالم يعلمون أهداف هذه الديمقراطية المزعومة فالمراد منها إنهاء دور المقاومة الباسلة والرفض الشعبي العارم للاحتلال وان الدخول في مشروع الاحتلال هو خيانة للشعب والوطن والأمة وللأجيال القادمة وهي تفريط بحقوق الوطن التي هي ملك لشعب العراق ولا يحق لأي جهة أو شخص أو حزب أن يساوم ويفرط بها ولهذا أقول من يدعي الحرص على العراق وشعبه علية أن لا يكون أداة للمحتل في تنفيذ مشروعه الاستعماري من خلال الانخراط في عمليته السياسية التي باتت تترنح تحت ضربات المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية.
سؤال : لو طلب إليكم صاحب الشأن في العراق وهم الأمريكان المشاركة في العملية السياسية تمهيدا للانسحاب وتسليم الحكم لمن يفوز بإرادة العراقيين، فما هي شروطكم؟ وهل ثمة ما نعده صحيحا القول بمشاركة البعث في الانتخابات بشكل غير مباشر بدعم مرشحين من غير البعثيين، لهم مواقف ناصعة خلال سنوات الاحتلال بالضد من الطائفية ومحاولات تمزيق الوطن وبالمحافظة على عروبة العراق؟
الدكتور خضير ألمرشدي : إن موقف البعث معروف فهو بالضد من العملية السياسية التي نصبها الاحتلال وانه لا يدخل في أي عملية على هذه الشاكلة، البعث له برنامج للمقاومة والتحرير ومعلن لكل العالم وانه وضع شروطا للدخول للتفاوض مع الأمريكان في حالة اعترافهم بثوابت الوطن وحقوق الشعب وفي مقدمتها الانسحاب الكامل والشامل وغير المشروط من العراق والاعتراف بجريمة الاحتلال وتعويض العراق كدولة وشعب عن كل ما أصابه جراء هذا الاحتلال وإعادة مؤسسات الدولة العراقية التي كانت قائمة قبل الاحتلال والغاء كافة القوانين والقرارات الصادرة في فترة الاحتلال وحين يعترف الاحتلال بذلك فأن البعث والمقاومة الباسلة على استعداد للقاء على تنفيذ هذه الحقوق والثوابت و أما فيما يتعلق بالشق الأخر من السؤال فأن البعث في الوقت الذي يؤكد فيه رفضه للعملية السياسية التي جاء بها الاحتلال، فانه يتمسك بالمقاومة بكافة انواعها واتجاهاتها سواءا العسكرية منها او السياسية او الشعبية وحتى تلك المواقف التي تنطلق من قبل بعض الأطراف ممن تتناغم مع مشروع المقاومة ولا زالت تمتلك الحس الوطني المخلص ومهما كان موقعها في الظرف الراهن المهم لدينا هو التصدي للمحتل بكافة الوسائل المتاحة لإجهاض مشروعه حتى وان كانت هذه الوسائل من بين أوساط مؤسساته. يجب أن يكون الموقف لدى البعض ممن يدخلون مايسمى الانتخابات هو الفوز للحصول على منصب أو جاه زائف وإنما يجب أن يكون الموقف على أساس التمسك بحقوق الوطن والشعب كما هي معلنة والعمل على تقويض مشروع الاحتلال على طريق إنهائه.
صحيفة الصوت 4/7/2009