غارعشتار
أمريكا لا تضرب دولة قوية او تشك أن فيها اسلحة غير تقليدية ، وإلا لكانت ضربت كوريا الشمالية التي تعتبرها جزءا من (محور الشر)، وتتردد كثيرا في ضرب ايران لشكها أن القنبلة النووية فيها قد اكتملت، ولن تضربها حتى تتأكد بشكل أو بآخر من الخلاص من القنبلة اولا.
ولكنها ضربت العراق بعد أن تأكدت من تدمير كل قدراته غير التقليدية بواسطة ضرباتها الجوية وبواسطة جواسيسها في فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة. انتظرت 12 عاما حتى تتأكد تماما ِأن الفريسة سهلة.
وضربت ليبيا بعد أن قام القذافي بتسليمها – طواعية ورغبة في التخلص من العقوبات – برامج اسلحته غير التقليدية.
والآن بعد مسرحية ضغوط وتهديدات، يطلبون من سوريا – وعن طريق روسيا حليفة سوريا – تسليم الاسلحة والبرامج الكيمياوية حتى يجري تدميرها، وحتى يتأكدوا من نزع هذه القدرة من الجيش السوري.
القضية وصلت للرأي العام وكأن جون كيري زل لسانه فقال في خطابه الاخير أن سوريا لو سلمت اسلحتها الكيماوية للمجتمع الدولي لتجنبت الضربة المنتظرة، وأضاف "لكنها لن تفعل ولن تستطيع ذلك" .
وفجأة يظهر وزير الخارجية الروسي وكأنه استغل الزلة فقدم مبادرة بهذا الشأن، وافق عليها وزير خارجية سوريا المعلم فورا. وقيل لنا أن روسيا وسوريا نزعتا فتيل الحرب.((لماذا يخيل لي الأمر مثل (زلة لسان) السادات حين قال اني مستعد أن أذهب الى القدس، فبادره الصهاينة بالدعوة؟))
يبدو الأمر لي مثل مسرحية شارك فيها الجميع كلا بدوره. ولكن إذا صح ان خاتمة المسرحية هي تسليم اسلحة سوريا وتدميرها فسوف يتبع ذلك مايلي:
تخيير الأسد بين أن يتنحى عن السلطة ويتبع ذلك محاكمته في محكمة تشكل خصيصا لهذا الأمر. (وطبعا هو لن يفعل ذلك ) أو الإطاحة به على الطريقة الليبية (ضرب جوي مستمر + قوات خاصة على الارض).
بمعنى آخر أن (المجتمع الدولي المتآمر) استطاع أن يحول (انتصار) الأسد حتى الآن على الأرض الى هزيمة .
هل تساهم روسيا في هذا السيناريو؟
تذكروا الدور المخزي لروسيا في العراق، حيث ظل وزير الخارجية يروح ويجيء بمبادرات دبلوماسية ثم تخلى عن العراق تماما ليسمح لأمريكا بضربه. ثم صمت روسيا المطبق لدى ضرب ليبيا.
++
نصيحتي للسوريين: لا تتخلوا عن اسلحتكم ولا تثقوا بأصدقائكم، فليس هناك أصدقاء في عالم السياسة، وإذا ظل الشعب السوري على صمته وسلبيته، فهو يستأهل كل الذي سوف يصيبه، كما استأهل العراقيون ما جرى لهم بسبب وقوفهم على الحياد صامتين خانعين منتظرين الضربة في أية لحظة.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.