العالي لـ «الوسط»: لا توجد أسلحة في مآتم البحرين
رفض نائب الأمين العام للتجمع القومي حسن العالي ما ادعاه البعض عن استخدام المآتم لتخزين السلاح، وقال: «لا نؤمن بتاتا بوجود أسلحة في مآتم البحرين» مشيراً إلى أن «كثيراً من قيادات التجمع كانت ولاتزال تمارس دورها الديني من خلال المآتم انطلاقاً من إيمانها لما لهذه المآتم من دور رئيسي في استنهاض القيم الوطنية والإسلامية الصادقة المستمدة من ثورة الإمام الحسين الخالدة».
وأضاف العالي في تصريح لـ «الوسط» «نحن بعيدون عن هذه الأمور وحذرون منها تماماً؛ لأننا نعرف مخاطرها، ومن هنا أطالب الجميع بوقف استخدام مصطلحات أو إطلاق اتهامات لها عواقب خطيرة على وحدة الوطن».
من جهة أخرى، رفض العالي إطلاق مصطلح الصفوية على أية طائفة في البحرين وأينما تكن قائلا: «المصطلح بالأساس هو مصطلح سياسي برز لوصف حركة عنصرية استعمارية استغلت الطائفة الشيعية لتحقيق أطماعها وضرب طائفة أخرى، وبالتالي، فان استخدامه يجب أن يوجه لكل من يحاول تلبس الدين أو المذاهب (كنظام سياسي أو حزب معين) لتحقيق أهداف خاصة، ولا يجب توجيهه لاتهام الطائفة التي تم استغلالها أو استغلال مذهبها، فإذا استخدم أحد مصطلح الصفوية لإطلاقه على الشعب والطائفة فهذا الاستخدام إما أن يكون مسيئا أو ينم عن جهل من أطلقه، وفي كلتا الحالين يقوم مستخدمه بصب الزيت على النار ويشعل الفتنة الطائفية».
وأكد أن التجمع القومي «يجب ألا يحاسب أو يسأل إلا عن ما يصدر عنه بشكل رسمي من بيانات باسم الأمانة العامة أو متحدثيه الرسميين الأمين العام ونائبه، ونحن أيضا نرى أن التجمع القومي هو التيار السياسي الأساسي للعمل القومي في البحرين، وبالتالي أيضاً أي شيء يصدر عن أناس محسوبين أو ينسبون إلى هذا التيار يجب ألا يعتبر أنه يمثل وجهة التيار القومي، عدا عن انه بالطبع لا يمثل وجهة نظر التجمع القومي».
ورداً على سؤال لـ «الوسط» عن موقف التجمع القومي من مفردة «الصفوية» أجاب العالي: التجمع القومي استخدم هذا المصطلح في حال محددة جداً، وهي وصف دور ومؤامرات النظام الإيراني بالتعاون مع بعض الأحزاب العراقية التي تشارك في الحكومة القائمة وهذه الأحزاب كما يؤمن التجمع لا تمثل الطائفة الشيعية ،وإنما تستغل هذه الطائفة كوقود لتحقيق أطماع توسعية من خلال ضرب السنة بالشيعة والشيعة بالسنة وتشكيل ما يسمى بفرق الموت وغيرها».
وأضاف: «نحن نستخدم هذا المصطلح استخداماً سياسياً بحتاً وليس له أية أبعاد لطائفة بما في ذلك جماهير الشعب العراقي المنتسبة للطائفة الشيعية، ونحن لا نتحدث عن الطائفة الشيعية أينما تكن، وليس المقصود فيه الشعب الإيراني أيضاً، بل المقصود تحديدا الدور الذي يقوم به النظام الإيراني في العراق بالتعاون مع بعض الأحزاب السياسية الموالية له مستغلين معاً شعارات المذهب الشيعي أبشع استغلال في تحقيق أطماعهما في الهيمنة على العراق ودول المنطقة. فالقاصي والداني يعلم أن للنظام الإيراني وجوداً أمنياً وعسكرياً وسياسياً كبيراً في العراق، وله أطماع ينفذها بالتعاون مع بعض الأحزاب الحاكمة والعميلة، لذلك استحضر هذا المصطلح لوصف هذه الحال».
وقال العالي: «لسنا الوحيدين الذين نتحدث عن الدور المتآمر للنظام الإيراني في العراق، وليس فقط القوى الوطنية العراقية، بل إن رجال وعلماء دين شيعة ومراجع شيعية عدة مثل: المؤيد والبغدادي والخالصي تؤكد هذا الدور، وهنا ننقل حديثا للمرجع الديني العراقي آية الله حسين المؤيد الذي يقول ما نصه: «المشروع الإيراني في العراق مشروع غاية في الخطورة، وهو لا يقتصر على العراق فقط وإنما العراق مفردة رئيسية وجوهرية في هذا المشروع (…) النظام في إيران ليس له مشروع إسلامي عام، وإنما يرسم من زاوية المصلحة القومية الإيرانية».
وأضاف العالي: «المرجع المؤيد تحدث بشأن خطر المشروع الإيراني بوصفه مشروعاً يسعى لإضعاف العراق وإنهاء الكيان الوطني العراقي بل يمكن أن نقول انه يسعى إلى تفتيت العراق وتمزيق النسيج الوطني(…) هيمنة إيران تستهدف أيضا أن تكون هي القوة الإقليمية واللاعب الأقوى في المنطقة وطبعاً هذا يترك آثاراً اقتصادية وسياسية ودينية على الوضع في المنطقة».
وأكد العالي موقف التجمع مما أسماه «الأهداف التوسعية للنظام الإيراني في العراق ودول المنطقة» وقال: هي بالضبط ما ندينها ونرفضها في التجمع القومي انطلاقاً من أهدافنا في رؤية العراق والمنطقة محررة من الهيمنة الإقليمية والأميركية، وهذا ما ندعو قوى شعبنا وطوائفه كافة لاستيعابه والوقوف معا ضده بعيداً عن أية حسابات طائفية أو سياسية ضيقة، بل إننا دائما ما نكرر مطالبتنا بتنبه الجميع بأن اللعبة الأميركية والإيرانية في المنطقة تستهدف الطوائف والمذاهب كافة، وهدفها زرع الفتنة الطائفية وإشعال نار الحرب الأهلية، وقد تلاقت المصالح الأميركية الإيرانية في العراق على ضرب المقاومة وتقاسم النفوذ والأطماع، وهي مؤامرة تستهدف مكونات الشعب العراقي كافة، بل إننا ذهبنا أبعد من ذلك في التأكيد أن زرع الفتنة الطائفية تجاوز حدود العراق والمنطقة ؛ليصبح السلاح الخطر المستخدم في لبنان وفلسطين أيضاً، وهدفه المشترك أيضا ضرب المقاومة في هذه البلدان والهيمنة عليها».
إلى ذلك، شدد العالي على أن التجمع القومي حذر من استخدام مصطلحات كـ «التشيع الصفوي»، مضيفا «لأننا نعتقد أن هذا المصطلح غير سليم، فالصفوية في الأساس كانت تمثل حركة عنصرية استعمارية رفضها ولايزال الجميع سواء كانت القوى السياسية أو الطوائف الكريمة بما فيها الشيعة فهي ليست حركة طائفية وإنما حركة سياسية عنصرية استعمارية استغلت الطائفة، والخطأ أو عدم الدقة كما نرى في أن مصطلح التشيع الصفوي أنه يذهب لوصف الطائفة وليس للحركة العنصرية، ومن هنا فان استخدامه يثير الحساسيات ويتم استغلاله من قبل البعض وتصويره بأنه موجه للطائفة وليس للحركة الاستعمارية للنظام الإيراني وأعوانه في العراق. ولذلك نحن نقول انه يجب الحذر في استخدام هذا المصطلح لأنه تم استغلاله وكأنه موجه للطائفة الشيعية».
ورأى العالي أنه «من الخطأ بالتأكيد أن ينسب هذا المصطلح لهم، فدائماً ما يحدث في التاريخ أن حركة عنصرية أو استعمارية تلبس زوراً لباس الدين لكي تروج أفكارها وتحقق أطماعها، ففي هذه الحال لا يمكن وصفها بأنها حركة دينية أو تنسب إلى طائفة إسلامية، علاوة على أننا نريد أن نحصر تحليلاتنا دائما في الإطار السياسي الذي يتناول الأنظمة والأحزاب وليس الطوائف والجماهير».
ونوه العالي إلى خطورة استخدام مصطلح الصفوية بغرض التعميم بقوله: نعتقد أنه من الخطأ تاريخياً أصلا إطلاق صفة العنصرية أو الشعوبية أو الصفوية على حركة جماهير أو طائفة كبيرة، وفي هذا الإطار نحن نرفض أيضاً الاتهامات التي توجه جزافاً إلى أية طائفة من دون وجود شواهد أكيدة، فإذاً استخدام المصطلحات المغلوطة أو الاتهامات الجزافية يضر بوحدة الشعب ويلحق أبلغ خسارة بوحدتنا الوطنية بل هو يصب أساسا في خدمة الفرقة والنعرات الطائفية وهو تماماً ما تريده الولايات المتحدة وأعوانها في المنطقة».
وكانت إحدى الكاتبات الصحافيات قد ادعت في محاضرة لها في منطقة المحرق أن «مآتم البحرين تستخدم للأسلحة» ما أثار غضب قطاع واسع من الشارع البحريني.
(*) نشرفي: جريدة الوسط 23/1/2007م