أرسل قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة وإلى المؤسسات الدولية المعنية بالدفاع عن الحريات الدينية وذلك بعد مضي حكومة البحرين في مشروعٍ يسعى لتحويل مسجد يفوق عمره سبعين عاماً إلى حديقة عامة. وقد أكد مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان أن مسجد أبي ذر الغفاري هُدِمَ في التاسع عشر من أبريل عام2011 ضمن جملة التجاوزات والانتهاكات التي قامت بها السلطة آنذاك ، وقد اعتبر تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق تلك التعديات “عقاباً جماعياً لطائفة بعينها”. وقد أكد السلمان أن المسجد يتجاوز عمره السبعين سنة وله تسجيل وتوثيق بإدارة الأوقاف الجعفرية تحت مسمى “مسجد أبي ذر” إلى جانب خارطة رسمية لشهادة المسح ذكر فيها اسم المسجد والموقع والمساحة. هذا وقد أصدرت الشئون الإسلامية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بياناً بتاريخ ٢٦-٦-٢٠١٣بشأن مسجد “أبي ذر الغفاري” الكائن بالبربورة (إسكان النويدرات) معتبرة وجوده مخالفة قانونية وفي الوقت ذاته زعمت وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني في بيان لها أن أرضاً في منطقة هورة سند(البربورة- إسكان النويدرات) شهدت تعديًا عليها من خلال بناء غير مرخص، وعليه شرعت الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الشأن وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها في المملكة لإزالة هذه المخالفة مؤكدة أن الأرض سيتم إنشاء حديقة عليها بعد اعتماد الميزانية العامة للدولة ؛ حيث أنها مدرجة ضمن مشاريع الوزارة لعامي 2013 – 2014. وقد اعتبر السلمان مساعي السلطة لتحويل مسجد أبي ذر الغفاري إلى حديقة تجاوزًا صريحًا على الحريات الدينية وكافة القوانين المحلية والدولية منوهاً إلى أن الأسرة الدولية ومؤسسات المجتمع المدني كانت تنتظر من حكومة البحرين القيام بإعادة بناء كافة المساجد المهدمة ولكن السلطة عازمة على الاستمرار في مسلسل الاستهداف المنهجي لدور العبادة المسجلة في الأوقاف الجعفرية.
وقال السلمان: إن هذه الخطوة تستدعي التدخل الدبلوماسي من قبل المجتمع الدولي فضلاً عن الشجب والاستنكار لما فيها من تعدٍ صريحٍ على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة القوانين والالتزامات في الشرائع الدولية وفي الشرائع السماوية السمحة. كما أكد السلمان أن هذه الخطوة لا تمثل أي طائفة من طوائف البحرين المحترمة وإنما تسعى بعض الجهات التأزيمية في السلطة لاستثمارها في إشعال فتيل الكراهية الطائفية بين مكونات المجتمع البحريني.
أهالي النويدرات: وثائق رسمية تثبت موقع مسجد «أبوذرالغفاري»… ولم يكن حديقة قبل 2011
وقد أكد عدد من أهالي النويدرات أن هناك وثائق رسمية تثبت موقع مسجد أبوذر في المنطقة، وأنه ضمن مخطط المشروع الإسكاني، ولم يكن حديقة قبل العام 2011، «بل كان بناءً قائماً وفيه قيّم مسجد يعتني به».
وأشار الأهالي لـ «الوسط» إلى أن المسجد هُدم خلال فترة السلامة الوطنية، ضمن مجموعة المساجد التي هدمت في البحرين، ولا توجد أية وثائق تثبت أنه أرض مخصصة لحديقة.
وأفادوا بأن اسم المسجد موثق في إدارة الأوقاف الجعفرية، وشهادة المسح والمخطط الإسكاني، يثبت أن المسجد يقع كبناء في وسط المشروع الإسكاني، مشيرين إلى أن الكثير من اللقاءات الرسمية التي عقدت خلال السنوات الماضية، كانت تؤكد على موقع المسجد، وهو الموقع الحالي.
وذكروا أنه «بعد توزيع المشروع الإسكاني بصورة غير عادلة، قامت الجهات الحكومية بتحويل الأرض المخصصة لحديقة ومحلات تجارية إلى مسجد، وحوّلوا أرض مسجد أبي ذر الغفاري إلى حديقة، وهذا أمر غير صحيح».
وأضافوا «بعد الأحداث التي شهدتها البحرين في العام 2011، وبعد هدم المسجد الذي كان قائماً، فوجئنا بأن هناك حديثاً عن أن هناك أمراً ملكيّاً صدر بتخصيص أرض المسجد لحديقة، في حين أنها في المخطط الإسكاني مخصصة لمسجد».
ولفتوا إلى أنهم سلموا إدارة الأوقاف الجعفرية ملفّاً يحوي وثائق رسمية تثبت موقعية المسجد، وأنه ليس حديقة.
ومنعت الجهات الأمنية يوم السبت الماضي (22 يونيو/ حزيران 2013) عدداً من المواطنين أرادوا تأدية صلاة العشاءين في موقع مسجد أبي ذر في منطقة هورة سند (البربورة)، ويأتي ذلك بعد أن قام عدد من المواطنين بعملية بناء وتشييد موقع المسجد المهدم خلال فترة السلامة الوطنية الأمر الذي قابلته دعوات من بعض الشخصيات بالتعرض للمصلين ما استدعى تدخل الجهات الأمنية التي فرضت بدورها شريطاً أمنيّاً للحيلولة دون وصول المواطنين إلى موقع المسجد.
وكان عدد كبير من المواطنين توافدوا إلى موقع مسجد أبي ذر ويتقدمهم بعض من رجال الدين، الذين دار بينهم وبين الضباط المسئولين عن الموقع جدالاً بشأن عدم قانونية منع الصلاة في أي موقع، وبعد ذلك قام المصلون بتحويل صلاتهم إلى موقع مسجد آخر.
وجاء التوجه إلى تأدية الصلاة في المسجد المذكور بعد أن دعا المجلس العلمائي عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إلى الصلاة في مسجد أبي ذر؛ وقد توجه المواطنون إلى موقع المسجد لأداء صلاة العشاءين إلا أنهم تفاجأوا بوجود قوات الأمن بكثرة تحاصر الموقع.
