يا سيِّدَ العيدِ والفراتينِ
نظمت فجر اليوم
بقلم نخلة الفرات – وطن النمراوي
لا العيدُ جاء ولا أنت الذي جئت
وحدي أسيرُ بدربٍ فيه قد كنتَ
لا العيدُ عاد ولا بدرُ الحبيب أتى
بقيت أرقب بدرًا عنه قد بنتَ
وحدي وصوتـُكَ يأتيني كلحن جوًى
يعيدُ في مسمعي ما كنتَ لحّنتَ
ثيابُ عيدي في الأدراج مهملةٌ
عسى تعود بثوبٍ أنت لوَّنتَ
أنت الكريمُ ؛ فكيف اليومَ في وجعي
أثثتَ جرحًا وفيه الملحَ أسكنتَ
طلقُ اليدين ؛ فكيف اليوم في عطشٍ
تركتني ونوًى في الكأس أمعنتَ
يا سيدَ العيد جئنا العيدَ في فَرق
عنـّا رغيفَ اللقا والكعكَ خزَّنتَ
ستٌّ مررنَ على أكتافنا ثقـَلاً
شوقـًا إليك وأنت الفجرَ أظعنتَ
ستٌّ نُدوِّنُ آياتِ الجهاد معًا
وأنت وحدكَ بالصلبانِ دوَّنتَ
نازلتهم فارسًا مِن غير عدَّته
إلا كتابٍ به تتلو وآمنتَ
صلبًا وقفتَ وضيفَ الحبلِ كنتَ وما
لغير ربِّك والأوطانِ أذعنتَ
تكسّرتْ إن رأتها الروحُ من فزعٍ
وأنتَ هدهدتـَها لانت وما لنتَ
فكنت إن طعنوا ليلاً أقمتَ به
وإن تمادوا بقلب الفجرِ أذّنتَ
وكنتَ إنْ دندنتْ صوبَ العراقِ رؤًى
غازلتَ عشتارنا، بالحب دندنتَ
وكلما صاحَ في بغدادَ منتصرٌ
ثنـَّيتها صرخةً أقوى وأمَّنتَ
يا سيدَ العيد لم تحضرْ وما حضرتْ
سوى عيونٍ بها الأشواقَ أركنتَ
نظلُّ ما بقيتْ أوطانُنا فِـرَقـًا
جمَّعْتـَنا فغدونا كلنا : أنتَ
لمّا على عنقكَ التفَّت عروبتـُنا
والجيدُ حيَّ هلا لمّا تيمنتَ
توهَّمَ الجمعُ أنَّ العربَ قد أفلوا
إلاّك بالنصر والتحرير أيقنتَ
وليس يأتيه إلا فتيةٌ صدقتْ
وعندهم صُدقةَ النخلاتِ أمَّنتَ
يا سيدَ العيد عذرًا إن بكى قلمي
وأنت بالمجد والبشرى تزيَّـنتَ
***********
10 ذو الحجة 1433
26-10-2012