منصور الجمري
رئيس الأمن العام طارق الحسن أعلن أمس عن «ضبط وإحباط 4 عمليات نوعية»، وذلك خلال يومي السبت والأحد (28 و29 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، وبذلك نودِّع العام كما بدأناه من قبل. وأثناء الحديث عن الموضوع مع أحد المواطنين أمس، قال إنه اضطر للبحث عن قناة تلفزيون البحرين من أجل مشاهدة المؤتمر الصحافي، وإن ذلك أخذ منه وقتاً طويلاً، لأنه غير معتاد على مشاهدتها.
ولعلَّ هذا المدخل يوضح بعضاً مما نمرُّ به، وهو أمر مؤسف، ولاسيما أن هناك الكثير ممن لا يجد شيئاً يربطه بالإعلام الرسمي سوى هذا النوع من الأخبار، كما أن ذلك يوضح أنه مازال أمامنا عمل شاق من أجل معالجة ما نمرُّ به. بإمكان الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها «في سبيل حفظ الأمن والنظام والتصدي للإرهاب في مملكة البحرين»، كما ورد في التقرير الرسمي للمؤتمر الصحافي، ولكن كل ذلك لن يكون كافياً لأن نبدأ ونختم الأعوام المقبلة بشيء مختلف جوهرياً.
سنعود لنؤكد الثوابت الوطنية دائماً، ومنها إدانة العنف بصورة مطلقة، وضرورة اعتماد عملية حوار جادة من أجل الوصول الى حل سياسي عادل، وأن المستقبل الناجح يعتمد على تعاون الجميع من خلال مؤسسات وطنية تشمل الجميع، وأن البحرين قادرة على تحقيق ذلك لما تتمتع به من خاصيات كثيرة فيما لو تم الالتفات إلى ذلك.
إن المنطقة عموماً تمرُّ باضطرابات مازالت تتصاعد من كل جانب، وما يحدث في كل بلد يؤثر على البلد الآخر. ولابد من التحذير من عدم الانسياق نحو نماذج غير صحيحة تنتشر في منطقتنا حاليا. فما نراه من تقلبات في مصر، مثلاً، ليس أنموذجاً يحتذى، سواء كان ذلك بالنسبة للجهات الرسمية أو المعارضة. لنتمعن فيما أعلنته جامعة الدول العربية أمس، من أنها أبلغت الدول العربية كافة بقرار مصر اعتبار جماعة الإخوان المسلمين فيها «»جماعة إرهابية»»… «»وكذلك اعتزام السلطات المصرية المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار استناداً إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية الشقيقة في هذا الأمر»».
لنتصور لو أن هذا الأسلوب يتم تعميمه في كل الدول العربية، فإنه لن تبقى جماعة أو فئة غير مرغوب فيها إلا وأصبحت مطلوبة، ولربما ستحتاج الدول العربية إلى إنشاء معسكرات لمحاصرة من تود التخلص منهم. في نهاية المطاف سنعود لنؤكد أن هناك سبلاً أفضل لمعالجة جذور الأزمات، وأن تكرار الأخبار السيئة إنما يذكرنا بأننا لم نجرِّب تلك السبل.