منصور الجمري
في حديث جلالة الملك أمس مع شخصيات إعلامية عربية أشار إلى «أن البحرين عبر مسيرتها الحديثة تعرضت للعديد من الصعاب، فعندما طالب شاه إيران بالبحرين وقف شعب البحرين بأكمله حتى مَن هم من أصول إيرانية مع عروبة البحرين أمام هيئة الأمم المتحدة، فلا توجد أي مشكلة بين مكونات شعب البحرين»… وأعتقد أن هذا الأمر هو ما يجب أن نبني عليه عندما تمُرُّ بلادنا بمفترق طرق.
حاليّاً، فإننا نمُرُّ بفترة ليست سهلة، وهي مملوءة بآلام نحتاج إلى معالجتها، وليس إلى تعميقها، ونحن بحاجة إلى تقريب وجهات نظر البحرينيين، وأن ندفع بالجهود نحو تصغير الفجوة بين الانقسامات السياسية، وذلك من خلال تذكير أنفسنا جميعاً بأفكار ملهمة وإيجابية من شأنها أن تساعدنا في حل المشاكل العالقة، وأن تدفع بالوضع نحو مسيرة ديمقراطية جامعة.
هناك مقولة لإحدى المفكرات تشير فيها إلى أن «العقول العظيمة تتحدث عن أفكار، والعقول المتوسطة تتحدث عن أحداث، والعقول الصغيرة تتحدث عن الناس»، ولعلّ ما نحتاج إليه حاليّاً في البحرين هو الحديث عن الأفكار أكثر من أيِّ شيء آخر، وذلك لأننا قد نختلف في تفسير الأحداث حتى لو كان لدينا أكثر من تقرير واحد صادر عن لجنة مستقلة لتقصّي الحقائق، وقد نهبط بعد ذلك بالحديث عن الأشخاص، وقد ننزل إلى مستوى الشتائم.
ولو قارنّا مستوى الخطاب المنتشر في جهات عديدة مع ما كانت تزخر به البحرين في تاريخ حركتها الوطنية من عطاءات، فإننا قد نجد أن الكثير من المشتغلين في السياسة ليسوا بالمستوى الذي يحرك الأمور نحو نتائج إيجابية. ولذلك، لا أعتقد أننا سنستيقظ في يوم من الأيام لنرى أن أمورنا انتقلت إلى واقع آخر بصورة فجائية ما لم نتمكن من معالجة جذور الآلام التي مررنا ونمُرُّ بها.
المجتمع البحريني عُرف عنه الأريحية والحميمية وسهولة التعامل، ولقد شاهد الكثيرون يوم أمس كيف أن سمو ولي العهد زار عدة مناطق سكنية معروفة بسخونة الأحداث فيها من دون الحاجة إلى احترازات أمنيّة مشددة، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على بطلان التهم والشتائم الصادرة من بعض الجهات من هذه الفئة أو تلك. نحتاج إلى استذكار ما يجمعنا كمجتمع متوحد على الخير وأن نتطلع إلى الأمام مستشرفين بيئة ديمقراطية تساوي بين الجميع أمام القانون وتعاملهم على أساس الكفاءة والعطاء للوطن
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.