جميل المحاري
في التاسع من شهر مايو/ أيار الجاري أمر وزير الصحة صادق الشهابي بتشكيل لجنة للتحقيق في قضية المواطنة رانيا زين العابدين وابنها عبدالله، اللذين وقعا ضحية تفجير اسطوانة غاز بالقرب من منزلهما في منطقة البلاد القديم، ما أدى إلى إصابتهما بإصابات متفرقة.
بدايةً أتعاطف شخصياًّ مع المواطنة رانيا وأدين جميع عمليات العنف التي تطول المواطنين الأبرياء، ولا أجد أي مبرر لها على الاطلاق.
لجنة التحقيق جاءت على خلفية اتهام المواطنة رانيا في مقابلةٍ لها مع إحدى الصحف المحلية كوادر طبية وممرضين في مجمع السلمانية الطبي بمعاملتها معاملة طائفية وإرهابية.
وتتمثل هذه المعاملة بحسب ما أوردته المواطنة في مقابلتها في عدم إرسال سيارة الإسعاف إليها على رغم أن مجمع السلمانية لا يبعد إلا مسافة قصيرة من منزلها، ونظرات الشماتة في أعين الأطباء منذ لحظة دخولها قسم الطوارئ في المستشفى وتعامل الأطباء معها وابنها بطريقة سيئة ورفضهم إرسالها بسيارة الإسعاف إلى المستشفى العسكري، بالإضافة إلى تعمد إحدى الطبيبات خدش قرنية عين طفلها عبدالله بهدف فقده بصره والعديد من الملابسات الأخرى، كرفض الأطباء إجراء أشعة لها ولابنها بناء على طلب الطبيب الذي استقدم من المستشفى العسكري لمعالجتهما. وفي المحصلة تؤكد المواطنة رانيا أن المعاملة في السلمانية لاتزال إرهابية وطائفية.
ولذلك قام وزير الصحة بتشكيل لجنة للتحقيق في جميع الملابسات وبشكل عاجل ضمت في عضويتها جميع الأطراف المعنية بالقضية.
الوزارة وعدت الرأي العام بالاعلان عن نتائج التحقيق بكل أمانة وشفافية، وذكرت في بيان تشكيل لجنة التحقيق أنها قامت بالاتصال بالمواطنة رانيا وطلبت منها ضرورة موافاتها بشكوى توضح تفاصيل ما حدث منذ استدعاء سيارة الإسعاف التابعة إلى وزارة الصحة وحتى مغادرتها مجمع السلمانية الطبي.
بالطبع؛ فإن مثل هذه الاتهامات التي نشرت على الرأي العام والتي تشكك في مهنية ومصداقية وإنسانية الأطباء في أكبر مجمع طبي في البحرين، لا يمكن إلا أن تثير الرأي العام وتخلق حالةً من الخوف لدى المواطنين من الطائفتين، فكيف يثق، بعد كل ما قيل، مواطنٌ من طائفة معينة بأن يقوم بعلاجه طبيبٌ من طائفة أخرى ما دام الوضع الطبي قد وصل إلى هذا الحد من الطائفية.
لقد مضى حتى الآن أكثر من عشرة أيام على تشكيل لجنة التحقيق ومع ذلك لم يصدر حتى هذه اللحظة أي بيان من اللجنة يوضح ما توصلت إليه من حقائق، مع أن كل يوم يمر يزيد من مدى التشكيك في مصداقية الخدمات الطبية المقدمة إلى المواطنين، وبالتالي يزيد من حالة الخوف والرعب لديهم كلما ذكر اسم مجمع السلمانية الطبي.
ولذلك؛ فان الرأي العام يطالب لجنة التحقيق بتوضيح ما توصلت إليه بكل شفافية وفي أقرب وقت.