دعا نائب مساعد وزارة الخارجية الأميركية لشئون الجزيرة العربية ستيفن سيتش إلى أن يتم عرض الكادر الطبي المتهم في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البحرين، على محاكمات عادلة وشفافة وأن يتاح للجميع مراقبة هذه المحاكمات والسماح لجميع الشهود للإدلاء بأقوالهم، حتى يكون هناك قرار عادل في هذه القضية.
جاء ذلك في رده على سؤال لـ«الوسط» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم أمس الإثنين (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، في مقر السفارة الأميركية بمناسبة زيارته البحرين.
وقال سيتش: «كنا محبطين بشأن الأحكام التي صدرت بحقهم في محاكم السلامة الوطنية، ثم شجعنا خطوة إعادة محاكمتهم في محاكم مدنية، ونحن بانتظار الأحكام التي ستصدر بحقهم من قبل المحكمة المدنية وسنراقبها بدقة».
——————————————————————————–
أكد دعم بلاده للحوار البنّاء بين الحكومة والمعارضة… نائب مساعد وزارة الخارجية الأميركية:
أكد نائب مساعد وزارة الخارجية الأميركية لشئون الجزيرة العربية ستيفن سيتش أن الكونغرس الأميركي لم يعارض صفقة بيع أسلحة لمملكة البحرين بقيمة 52 مليون دولار، وأن الإدارة الأميركية أبلغت الكونغرس بشأن الصفقة وذلك بموجب الآلية التي تتبعها بشأن بيع الأسلحة لأية دولة في العالم، مشيراً إلى أن الكونغرس لم يبد في هذه المرحلة معارضة لهذه الصفقة، التي أكد أنها لا تتم إلا بالأخذ في الاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد واعتبارات حقوق الإنسان فيها. وقال ان بلاده تساعد مملكة البحرين بصفتها دولة صديقة، وتدعم أي خطوة نحو حوار بنّاء بين الحكومة والمعارضة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده سيتش يوم أمس الإثنين (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، في مقر السفارة الأميركية بمناسبة زيارته البحرين، التقى خلالها ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وعدداً من المسئولين الرسميين وقيادات المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني.
وقال سيتش: «نحن راضون تماماً بشأن الآليات التي نعتمدها في الولايات المتحدة فيما يتعلق بإتمام صفقات الأسلحة، ونعلم أن هناك تهديدات أمنية تتعرض لها البحرين من الخارج، ونريد مساعدتها في منع وصول هذه التهديدات مستقبلاً إليها. كما سنقوم بدعم كل شركائنا في دول الخليج العربي ضد التهديدات الإيرانية خصوصاً».
وأبدى سيتش قلق حكومته مما وصفه بالانقسام بين الحكومة والمعارضة في البحرين، مؤكداً دعم حكومته لتحقيق الأمن والاستقرار في البحرين وإرساء الديمقراطية فيها، مضيفاً: «نحن ندعم كلا الطرفين – الحكومة والمعارضة – للبحث عن آليات وطرق لردم الفجوة بين كليهما من أجل خلق حوار بناء، إذ نعتقد أن ذلك أمر أساسي من أجل استقرار وازدهار أفضل لمستقبل البحرين، وهذا الأمر لن يتحقق بالطبع في ظل غياب الثقة بين الحكومة والمعارضة البحرينية، ولذلك نسعى إلى مساعدة كلا الطرفين للنظر في الأهداف المشتركة لكليهما».
وفيما إذا كانت زيارته للبحرين تأتي دعما لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي دعا فيه الحكومة لإجراء حوار حقيقي مع جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، قال سيتش: «كانت هناك زيارات رسمية لمسئولين أميركيين في البحرين قبل خطاب أوباما، كما زار مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان البحرين عدة مرات، وزيارتي لها في الوقت الحالي نابع من مسئوليتي تجاهها، وأود أن أقوم بدوري لمحاولة فهم الأوضاع التي تمر بها البحرين بوضوح، والدور الذي يمكن أن نقوم به في البحرين للتأكد من أنه يتم الأخذ في الاعتبار تطلعات البحرينيين وطموحاتهم».
وفي رده على اتهام بعض الأطراف البحرينية الولايات المتحدة بالتدخل في الشأن المحلي، وخصوصاً بعد خطاب أوباما الأخير، قال سيتش: «مساعينا في البحرين لا تعبر عن تدخل في شئونها الخاصة، وإنما ننظر إليها كدولة صديقة، وعلينا مسئولية تجاهها، ونرى أننا يجب أن نساعدها في محاولة حل أي مشكلات تتعرض لها أي من الأطراف البحرينية، سواء كانت الحكومة أو المعارضة أو مؤسسات المجتمع المدني، ومن جهتنا نسعى إلى تقديم الحلول البناءة بحسب تصورنا وبناءً على خبراتنا في هذا المجال، وهي أمر بعيد عن التدخل في الشأن الداخلي، وحين تحدث أوباما عن البحرين فإن ذلك كان حرصاً منه على علاقة الصداقة التي تجمع الولايات المتحدة والبحرين».
وفي تعليقه على توصيات حوار التوافق الوطني؛ دعا سيتش إلى أخذ هذه التوصيات بجدية، وخصوصاً بعد إحالتها إلى المؤسسة التشريعية، مشيراً إلى أن هذا الحوار كان محاولة لفهم مكونات المجتمع البحريني بعضه بعضاً، وأن هذا الحوار يجب أن تكون له نتائج إيجابية.
أما فيما يتعلق بتوقعاته بشأن نتائج عمل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق؛ فقد قال سيتش: «سننتظر أن تعلن اللجنة نتائج عملها، لكننا سعداء بآلية سير عمل اللجنة الذي تم في فترة قصيرة لكنها جمعت من خلاله معلومات كثيرة، ونتطلع إلى أن تكون نتائج اللجنة مهنية وشاملة، وأن تضع الحكومة آليات لمعالجة الأخطاء، وفي اعتقادنا أن التوصيات التي ستخرج عن اللجنة ستكون فرصة أمام الحكومة لأن تبدي اهتمامها بتحسين الأوضاع لتجنب تكرار الأخطاء في المستقبل، ومن المهم أن تعمل الحكومة على معالجة الأخطاء التي قد ترد في التقرير».
وأضاف «تحدثت مع الحكومة والمعارضة وأبلغت كلا الطرفين أن تقرير لجنة تقصي الحقائق ربما يكون فرصة لردم الفجوة بينهما، وأنه من الضرورة بمكان ألا يكون وسيلة لتعميق الفجوة بين الطرفين، ويجب الأخذ بالتوصيات الواردة فيه، وأن تأخذ الحكومة مسئوليتها تجاه هذه التوصيات على نحو صحيح، ومعالجة الأخطاء خطوة في الاتجاه الصحيح، فكل الحكومات يمكن أن تخطئ، بما فيها الولايات المتحدة، لكن الصحيح أن يتم أخذ العبرة من هذه الأخطاء وأن تتم معالجتها، وتوصيات التقرير قد تكون فرصة حقيقية أمام البحرين لمعالجة الأخطاء».
وفي رده على سؤال لـ«الوسط» بشأن تعليقه على تطورات محاكمة الكادر الطبي، أشار سيتش إلى ما وصفه بـ»خطوات مشجعة» نحو إيقاف محاكم السلامة الوطنية، لافتاً إلا أن الإدارة الأميركية كانت أبدت تحفظاً على استمرار محاكم السلامة الوطنية ودعت إلى إعادة النظر في إجراءاتها.
وبشأن الأحكام التي صدرت بحق الكادر الطبي، قال سيتش: «كنا محبطين بشأن الأحكام التي صدرت بحقهم في محاكم السلامة الوطنية، وثم شجعنا خطوة إعادة محاكمتهم في محاكم مدنية، ونحن بانتظار الأحكام التي ستصدر بحقهم من قبل المحكمة المدنية وسنراقبها بدقة، وبغض النظر عن الاتهامات التي وجهت إلى الأطباء، ندعو لأن تكون محاكماتهم عادلة وشفافة وأن يتاح للجميع مراقبتها والسماح لجميع الشهود للإدلاء بأقوالهم، حتى يكون هناك قرار عادل في هذه القضية».
وأكد سيتش دعم بلاده لمطالب الأشخاص الشرعية في أي مكان في العالم، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالحريات الأساسية، كحرية التعبير والتجمع والحرية الدينية، معلقاً: «على أرض الواقع، نحن لا نعيش في عالم مثالي ويجب أخذ ذلك في الاعتبار، إذ إنه لا يمكن أن تتحقق المطالب بين يوم وليلة، وإنما هناك شروط وأوضاع معينة يجب أخذها في الاعتبار من أجل تحقيق وضع أفضل، ومن المحبط لنا ألا نتمكن من تحقيق هذه التغييرات المطلوبة لتحقيق ما هو أفضل بسرعة».
إلا أنه استدرك بالقول: «ننظر إلى كل موقف على حدة بالاعتماد على ظروف كل بلد، ونفكر في آلية لتقديم المساعدة لتحقيق مطالب وحقوق الشعوب التي نتمتع بها في الولايات المتحدة الأميركية منذ مئات الأعوام»
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3328 – الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ