مواطن من بين 3000 مفصول تقريبا، سُرِّحَ من عمله منذ مارس/ آذار الماضي، ولديه 3 بيوت يصرف عليها، وبعد عمل مضن في إحدى الشركات الكبرى، وبعدما حصد الجوائز في سرعة إنجاز العمل والخبرة الطويلة وعدم تجاوز القانون، نجده اليوم يعاني من القانون!
6 أشهر تقريبا قضاها الرجل وهو يحاول تبرير موقفه أو مكان تواجده أو حتى مدى إخلاصه، أو استيعاب رَفض شركته لتقاعده عندما كانت محتاجة لخبرته ونجاحه، وإقصائه عندما بدأ الفصل الجماعي لأبناء طائفته. واليوم فـَقـَد الرجل طاقته في سياسة «روح وتعال وراجع بكرة»، ويئس من الحصول على راتب التعطل، ويعيش حاليا تحت خط الفقر.
عندما احتاجت إليه البحرين لم يدر لها وجهه، بل تنازل عن حق التقاعد من أجل مواصلة العمل والمثابرة عليه، ولكن عندما وجد نفسه في مأزق لقمة العيش، عليه الذهاب والإياب وليس هذا فقط، بل «سامَ» وجهه للعزيز وغير العزيز، وفي النهاية وصلت أوراقه بعد متابعة النقابة ما بين وزارة العمل والتأمينات من أجل صرف المبلغ الذي يستحقه الرجل.
كانت لدى الرجل حجّة غياب مقنعة إبان الإضراب والأحداث، وتواصل مع رؤسائه في العمل حتى ينجز ما لم يستطع أحد إنجازه في ظروف حالكة مرّت بها البحرين في شهر فبراير/ شباط ومارس/ آذار، ولم تُقنع الحجج رؤساءه لإرجاعه أو الحصول على تقاعده، وكان من بين 3000 مفصول تقريبا يطالب بحقه.
حدث ما حدث، ولكن الرجل اليوم يعاني الأمرّين؛ ضيق الحال والشعور بالمهانة وعدم القدرة على مواجهة طوفان «روح وتعال» من أجل حقه، ولا يعرف إن كان غاضبا على الحكومة أم حزينا على هذا الوضع المعيشي في البحرين، أم انه آمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه من أجل مواصلة الحياة.
وأخيراً اصطدم الرجل بتأخير تلبية توجيهات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله بإعادة المفصولين، وتكبّد عناء الإجراءات القانونية بين وزارة العمل والتأمينات الاجتماعية، ولا يعرف متى سيستطيع الحصول على حق «التعطل» من أجل سد مصاريف أسرته.
في وقت يجاهد هو وبقية المفصولين لسداد القروض والديون ولوازم المدارس ومتطلبات الحياة، ونجد الإجراءات البيروقراطية تعطل توجيهات سامية أو قوانين لمملكة القانون، فهل هذا العدل الذي نعهده عن البحرين؟! أم لابد له أن يصبر على ما حصل من مأساة لا دخل له فيها!
نناشد الحكومة الرشيدة بتسريع توجيهات جلالة الملك الحكيمة، من أجل حفظ الحقوق، وعدم انفلات الأمور، لأن الفقر «كفر» والحاجة مدعاة لأمور مستقبلية سيئة، قد لا تحمد عقباها في هذا الوطن، فهل من مُجيب، وهل من آذان صاغية؟
دعونا نضع أنفسنا مكان المواطن والـ 3000 مفصول، مهما كانت الأسباب، فإنّ قطع الرزق ليس من «شيم» أمة محمد (ص)، ولو من أجل التأديب كما قال أحدهم
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3300 – الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ