أم وابنها مع أكثـر من 60 شخصاً وثقوا إصابتهم بفقد العين أو تضررها بشكل كبير
أكد مواطنون فقدوا أعينهم خلال الأحداث التي شهدتها البحرين منذ فبراير/ شباط 2011 أنهم على رغم «فقدان العين وهو شيء مؤلم للغاية ولا يمكن تعويضه بأي ثمن إلا أننا مستعدون للتضحية بأي شي، وقالوا: «عدد الحالات التي وثقت بلغ أكثر من 60 حالة وهناك العديد من الإصابات قد لا تكون وثقت»، وأشاروا إلى أن «فقدان البصر في كثير من الحالات بسبب سوء المعاملة وعدم تلقي العلاج خصوصاً، كما أن هناك حالات كثيرة مازال الشوزن في العين ولا يمكن إزالته»، لافتين إلى أن «كلفة العلاج لعدد كبير من الحالات في حال جمعها تصل إلى نحو 80 ألف دينار إذ إن كلفة أقل شخص للعلاج 5 آلاف دينار»، وتساءلوا: «من يعوضنا عن نظرنا؟، هل يمكن تعويض النظر بأي مال من الأموال؟».
وتعرض السيدأحمد حسن شبر للإصابة بشظيتي شوزن في العين اليمنى أزيلت إحداها ومازالت الأخرى في مكانها نظراً لخطورة إزالتها، وبين أن «الإصابة كانت بتاريخ 16 مارس/ آذار 2011 بالقرب من مجمع السيف في العين اليمنى، واعتقلت حينها وبعد الإفراج قمت بالعلاج في مستشفى ابن النفيس فطلبوا مني التمهل لأن لدي نزيفاً»، وتابع «وسافرت للأردن للعلاج وأجريت عملية في القرنية كما أن لدي تمزقاً في الشبكية، وبعد علاج هذا التمزق، أصبت بتمزق آخر وسأسافر للعلاج مرة أخرى، لأنني مازلت فاقداً للبصر بنسبة 95 في المئة «، لافتاً إلى أن «كلفة العملية حتى الآن بلغت 3 آلاف دينار».
فقدان البصر بالكامل نتيجة الإصابات
فيما أشار السيدمهدي السيدمحسن إلى أنه أصيب في 15 مارس/آذار 2011 في جزيرة سترة بـ «العين اليسرى بطلقات شوزن لتصبح العين ضعيفة للغاية، وأجريت لي عملية جراحية في الأردن ولكن مازال النظر ضعيفاً»، وبين أن «العملية الأولى التي أجريتها كانت على يد الطبيب سعيد السماهيجي في مجمع السلمانية الطبي ولكن بعد سيطرة قوات الأمن على المجمع لم أستطع إجراء العملية الثانية».
وكانت الطلقة المطاطية كفيلة، قبل أحداث 14 فبراير/ شباط 2011 بفترة طويلة، بإصابة العين اليمنى لحسين عباس علي أحمد بإضرار كبيرة، مشيراً إلى أن «إصابة العين بنزيف داخلي، ما اضطرني لإجراء عمليتين في المستشفى المغربي بالمملكة العربية السعودية وأصبحت الرؤية بعد ذلك ضعيفة، كما العين الأخرى أصبحت ضعيفة».
ولم تكن حالة عبدالواحد عبدالنبي استثناءً، إذ أصيب في 15 مارس 2011 بـ «الشوزن بشكل مباشر في العين اليمنى وراجعت المركز الصحي وتم تحويلي إلى مجمع السلمانية الطبي وبقيت حتى 19 مارس، ولم نستكمل العلاج بسبب الظروف في السلمانية واعتقال الكادر الطبي»، وتابع «ومن ثم تابعت الأمر في عيادة خاصة، واستقرت شبكية العين، ولكن لم يكن من الممكن إجراء أية عملية أخرى فيها لأنها ستتأثر بشكل كامل»، لافتاً إلى أن «النظر ضعيف في العين اليمنى ولا أستطيع الاعتماد عليها أبداً».
أما حسين محمد المؤمن فتسببت قنبلة صوتية «أصابتني في 4 مارس 2012 في العين اليسرى بأضرار جسيمة لها»، وبين أنه تم نقله إلى «عيادة خاصة ولم يكن هناك تشخيص واضح، وذهبت لعيادة خاصة أخرى لمواصلة العلاج، كما أنني سأجري عملية أخرى قريباً إلا أن العين لن تعود كما كانت».
وفي 25 مارس 2011 أصيب حسن سلمان إبراهيم في «العين اليمنى بطلقات شوزن تسببت في بداية الأمر بتفتت في شبكية العين، وقمت في البداية بإجراء عملية تنظيف في عيادة خاصة»، وتابع «وبسبب الحالة الأمنية التي كنا نعيشها في البحرين ظللت لشهر من دون القيام بأي تحرك للعلاج، إذ لم يكن أمامي إلا الاعتقال أو العملية، وبعد فترة اضطررت لإجراء العملية، ولكن من دون فائدة فمازالت الغمامة كبيرة على العين أثناء النظر»، وواصل «وبعدها أصابني ارتفاع ضغط في العين، وأجريت عملية أخرى في السعودية من أجل ضغط العين، وأنا أعاني الآن من انعدام الرؤية بالكامل، وخصوصاً أن قطعة الشوزن بالعين ولا يمكن إخراجها».
الاعتقال من «السلمانية» تسبب في الحرمان من العلاج وفقدان البصر
وأصيب جواد محمد عبدالوهاب في العين اليسرى بتاريخ 13 مارس/ آذار 2011 بـ «طلق مطاطي ونقلت على إثره إلى مجمع السلمانية الطبي، ولكن اعتقلت من المجمع وأنا مصاب في 19 مارس 2011 لأنقل إلى السجن، وبعد يومين نقلت إلى المستشفى العسكري لليلة واحدة، وبعدها نقلت إلى المعتقل من جديد، ولم أتلقَ العلاج حينها»، وقال إنه تم «الإفراج عني في 10 يوليو/ تموز 2011 حينها بدأت العلاج في عيادة خاصة وقال لي الطبيب إن لدي نزيفاً في القرنية وبعد أشهر تراجع النزيف ولكن الطبيب أكد لي أنه جراء قوة الضربة فإن جرحاً أصابني في خلف العين، والرؤية من العين المصابة يكاد ينعدم».
والطلق المطاطي مجدداً كان وراء فقدان حسن كاظم لعينه اليمنى، الذي ذكر أن «الطلق المطاطي الذي أصبت به في 13 مارس/ آذار 2011 تسبب لي بكسور في الجمجمة ومحجر العين»، وأفاد بأنه نقل إلى «مجمع السلمانية وأجريت لي عملية خياطة فقط، وكان من المفترض أن تجرى عملية جراحية لمحجر العين على أن أتلقى العلاج في العين»، مؤكداً فقدانه «البصر تماماً في العين المصابة، وخصوصاً أنني لم أتلقَ العلاج نتيجة اعتقالي من مجمع السلمانية في 19 مارس 2011»، وبين أنه تم نقله إلى «المستشفى العسكري بعد يومين من الاعتقال ولم يجرَ لي إلا تنظيف إلى الجرح، ونقلت إلى السجن مجدداً ولم أتلقَ أي علاج لمدة شهر»، لافتاً إلى أنه نقل إلى «المستشفى العسكري بعد شهر كامل من توقف العلاج ورقدت هناك لإجراء العملية ولم تجرَ لي العملية، وتم الإفراج عنا لاحقاً في شهر يوليو/ تموز 2011، وظلت العين تتقلص بحجمها بسبب عدم العلاج»، وختم «وسافرت للعلاج في الخارج، وقالوا لي إن العين انتهى أمرها وأن أقصى ما يمكن عمله هو عملية تجميل، وقمت بعملية تجميل».
معاملة سيئة وشتم وفقدان للعين
وأزيلت العين اليسرى لعباس حسن علي حسن نتيجة إصابته بطلق مطاطي في 13 من مارس/ آذار 2011 والذي نقل إلى «مجمع السلمانية الطبي نتيجة الإصابة وكانت هناك محاولات لإنقاذ العين من خلال إجراء عملية، ولكن بعد 3 أيام قيل لي إنه يجب إزالة العين وإنه ليس هناك أي مجال لبقاء العين في مكانها،
واستمريت في تلاقي العلاج حتى 30 مارس/ آذار 2011 وكنت خلالها أتلقى مع عدد كبير من المصابين المعاملة السيئة في الطابق السادس، وتم نقلي بعدها إلى العناية المركزة»، وتابع «وكان هناك سب وشتم لنا بشكل يومي، وتم ترخيصي لأنقل مباشرة لمركز شرطة النعيم وكانت هناك معاملة سيئة وضرب على الجروح»، وواصل «تم وضعنا في غرفة فيها نحو 34 شخصاً من دون حمام وللخروج للحمام كان يعطى لنا 3 دقائق مع عدم الستر، وكان لدي حينها ضعف في الجسم وكنت أتناول الأدوية المقوية وتمت مصادرة تلك الأدوية مني»، واستكمل «وقامت بزيارتنا طبيبة أجنبية ووعدتنا بالعلاج إلا أننا نقلنا إلى سجن الحوض الجاف، وتم نقلي لعيادة السجن ومن ثم إلى مستشفى القلعة والمستشفى العسكري وكانت هناك معاملة سيئة للغاية».
وأضاف حسن «كنت أتلقى العلاج في المرحلة نفسها من دون تغيير إلى مرحلة أخرى، ولولا ستر الله ووجود الممرضين المعتقلين الذين كانوا يقومون بتنظيف العين ورعايتها لكنت أصبت بأمور سيئة جداً»، وأردف «بعدها تم الحكم عليّ ونقلي إلى سجن جو، ورفض الطبيب هناك علاجي لأنه ليس متخصصاً، وفي شهر يوليو/ تموز 2011 تم إطلاق سراحي بعد الاستئناف»، وبين أنه انتقل للعلاج «في الأردن، وقمت بإجراء عملية جراحية في العين، وعانيت كثيراً مع أطفالي الأربعة عند خروجي من السجن، وخصوصاً أنه لا توجد لدي عين، وأنا الآن أعاني من فقدانها وضعف العين الأخرى».
استمرار الإصابات بفقدان العين
ولم يفقد حسن علي أحمد عينه اليسرى إلا منذ أشهر قليلة وتحديداً في 8 سبتمبر/ أيلول 2011 في مسيرة بمنطقة عالي، مشيراً إلى أن «الإصابة كانت بالشوزن ومن مسافة 6 أمتار، وأجريت لي عمليتان في العين بعيادة خاصة، وذلك بعد ثلاثة أيام من الإصابة إذ إنني لم أتلقَ العلاج هذه المدة بسبب الظروف الأمنية»، لافتاً إلى أن «الشوزن اخترق العين ولا يمكن إزالتها، لذلك فإني فقدت البصر في العين بنسبة 60 في المئة».
وأوضح محمد أحمد العصفور أن «إصابةً بقنبلة صوتية بتاريخ 15 مارس/آذار 2011 كانت كفيلة بفقداني للعين اليسرى بشكل كامل»، وتابع «ذهبت لمجمع السلمانية في اليوم نفسه الذي أصبت فيه، ولكن بعد أيام اعتقلت من المجمع الطبي وتم نقلي إلى مركز شرطة الوسطى ولم أتلقَ أي علاج»، مشيراً إلى أن «الإصابة كانت عبارة عن نزيف داخلي وكسر في محجر العين».
فيما لفت محمد يوسف إلى أن «عيني اليمنى أصيبت في تشييع أحمد القطان في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2011، إذ تمت محاولة لعلاجي في أحد المنازل وأكد من حاول علاجي أن عليّ مراجعة طبيب مختص، وأجريت لي عملية في اليوم الثاني في عيادة خاصة»، وتابع «وبسبب قوة الضربة تأثرت العين بحيث إنني لا أستطيع الرؤية منها أبداً»، وأشار إلى أن «الأطباء في الخارج ذهبوا إلى النتيجة نفسها لذلك أجريت عملية تجميل فقط».
الشوزن تسبب في فقدان الكثير لأعينهم بشكل كامل
وقال راشد الصفار: «أصبت بطلقة شوزن بشكل مباشر في العين اليسرى بتاريخ 16 مارس/ آذار 2011 أثناء عملية إخلاء دوار اللؤلؤة، وتسببت هذه الطلقة بإحداث أضرار كبيرة في قرنية العين اليسرى، وبسبب الوضع الأمني في مجمع السلمانية الطبي توجهت للعلاج في أحد المستشفيات الخاصة، ومن بعدها غادرت لإكمال العلاج في الخارج، وقد وثقت إصابتي لدى اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق».
واشتكى ياسر سلمان من أنه لم يعد يرى بعينه اليسرى، وأرجع ذلك إلى طلقة الشوزن التي تعرض لها.
وأفاد بأنه «بعد إخلاء دوار اللؤلؤة بتاريخ 16 مارس 2011، كنت عائداً من الدوار باتجاه منطقة الزنج، وفي الطريق تعرضت لطلق مباشر بسلاح الشوزن، وتوجهت لأحد المراكز الصحية واعتذر عن علاجي لعدم وجود طبيب مختص في العيون، وعلى الفور ذهبت لأحد المستشفيات الخاصة وأجريت العملية على نفقتي الخاصة وكلفتني العملية 1200 دينار، ومن ثم سافرت للخارج لتكملة العلاج ومازلت مستمراً حتى الآن».
وأشار إلى أن «الطلقة تسببت في حدوث تلفيات في شبكية العين اليسرى التي لا أرى منها الآن، وقد سألت أحد الأطباء وأبلغني بحاجتي إلى تركيب عين اصطناعية».
الإصابة لم تمنع الاعتقال لتكون النتيجة فقدان العين
ذكر سلمان أحمد أنه أصيب بطلقة مطاط بتاريخ 16 مارس 2011 بالقرب من مجمع الدانة، وقد أصابت الطلقة عينه اليسرى بشكل مباشر، وتسببت في تكسير الفك والأنف.
وأوضح «بعد إصابتي أدخلت إلى مجمع السلمانية الطبي، وهناك تم اعتقالي، وقضيت 4 أشهر في السجن ولم أحصل خلالها على عناية طبية، وبعد الإفراج عني توجهت إلى الأردن للعلاج إذ تم ترميم الجهة اليسرى من الوجه، أما عيني اليمنى فتعاني من اتساع في القرنية ولا أستطيع النظر منها إلا بالاعتماد على النظارة الطبية، وقد راجعت الأردن مرة أخرى في 18 يناير/ كانون الثاني 2012، ومازالت أعاني من آلام في الرأس، وقد وثقت إصابتي في لجنة تقصي الحقائق».
وقال احمد ميرزا: «أصبت قبل 6 أشهر في قرية أبوصيبع بطلقة شوزن أثرت على عيني اليسرى، وقد أجريت 3 عمليات في العين اليسرى بأحد المستشفيات، ومازلت أواصل العلاج، إذ أعاني من اعوجاج في العين بفعل الطلقة»
وأضاف أنه حرص على توثيق الإصابة التي تعرض لها لدى اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.
ونقل سيدمحمود هاشم معاناته التي يمر بها بعد أن فقد النظر من عينه اليسرى، وقال: «خلال الأحداث التي شهدتها البحرين بتاريخ 16 مارس 2011، تعرضت لطلقة شوزن عند مجمع السلمانية الطبي، وقد أصابت هذه الطلقة عيني اليسرى والرأس، وأجريت لي عملية في السلمانية، وكنت بحاجة إلى إجراء عملية ثانية، ولكن اضطررت لمغادرة المستشفى بسبب الأوضاع الأمنية في تلك الفترة، والآن لم أعد أرى من عيني اليسرى بتاتاً».
وتحدث عباس عبدالأمير عن تفاصيل إصابته في عينه، وقال: «بتاريخ 13 مارس 2011 أصبت في دوار اللؤلؤة بطلقة مطاطية في العين اليسرى، وذهبت لمجمع السلمانية الطبي للعلاج، وبعد محاصرة المستشفى من قبل قوات الأمن وتعرض الممرضين للضرب، استطعت مغادرة المستشفى، وتوجهت لإكمال العلاج بأحد المستشفيات وأبلغوني بحاجتي لإجراء عملية جراحية في العين، وقررت السفر لإجرائها في الخارج، غير أنني لم أستفد من تلك العملية، كما أبلغوني بضرورة المحافظة على العين اليمنى منعاً لتضررها». وأشار إلى أن نسبة الرؤية من العين اليسرى ضعيفة.
فقدان البصر بسبب إسعاف المصابين
وروى عارف إسماعيل كيفية تعرضه للإصابة خلال أحداث العام الماضي، وأفاد بأنه «بتاريخ 16 مارس 2011 عملت على إسعاف أحد المصابين أثناء عملية إخلاء دوار اللؤلؤة، وعند وصولي بالمصاب إلى مستشفى البحرين الدولي تعرضت لإصابة مباشرة بسلاح الشوزن في عيني اليسرى، وأدخلت للمستشفى وتم استدعاء طبيب من مجمع السلمانية الطبي لوقف النزيف في عيني، بعد أن استقرت بها شظيتا شوزن، وتمت إزالة إحداهما، وبعد فترة حاولت التوجه لمجمع السلمانية الطبي لإكمال العلاج، ولكن اعتذر المستشفى عن استقبال المرضى، واستطعت الحصول على علاج بأحد المستشفيات، إذ أجريت لي 5 عمليات ومازلت بانتظار إجراء العملية السادسة، وخصوصاً أنني أعاني من ضعف في الرؤية».
وقال جميل جاسم: «تعرضت في 11 أغسطس/ آب 2011 لطلقة قنبلة صوتية أصابت عيني اليمنى خلال أحداث شهدتها مدينة جدحفص، وأدخلت على إثرها لمجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج، ومن قوة الضربة تفتت الطلقة داخل عيني، وأجريت لي عملية تم خلالها استئصال العين في يوم الإصابة نفسه، وبعد فترة سافرت إلى الأردن للعلاج وأجريت لي عملية في العين، وعدت للبحرين ومكثت لمدة شهر، عدت بعدها لتكملة العلاج في لبنان، وبعد عودتي للبحرين أجريت لي عمليتان في مجمع السلمانية الطبي لتصليح جفن العين لتأثره بالطلقة، ولكن للأسف لم تكن العملية ناجحة».
وذكر سيدمحمد هاشم أنه أصيب بطلقة قنبلة صوتية في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 بمنطقة أبوقوة، وقال: «أصابت الطلقة عيني اليسرى، تم منعي من العلاج بمجمع السلمانية الطبي، واستطعت العلاج بأحد المستشفيات، إذ أجريت لي عملية تم خلالها إزالة العين اليسرى، وسأجري عملية تجميلية في الخارج».
وأفاد فاضل عباس بأنه أصيب خلال أحداث شهدتها قرية المقشع بتاريخ 23 ديسمبر/ كانون الأول 2011 بطلقة مطاط في عينه اليمنى، وقال: «الإصابة أفقدتني عيني اليمنى كلياً، ولم أجرِ أية عملية في البحرين، إذ أستعد للسفر إلى الخارج لإجراء هذه العملية».
الشوزن يُفقد الأم وابنها عينيهما
وحضر إلى مبنى «الوسط» خليل إبراهيم ووالدته اللذان اشتكيا من إصابتهما بالشوزن خلال العام الماضي، وقال خليل: «أصبت بتاريخ 16 سبتمبر/ أيلول 2011 بطلقة شوزن في بياض العين اليسرى، ومدى الرؤية 70 في المئة، ولم أجرِ أية عملية، كما لا توجد شظايا مستقرة في العين».
أما والدة خليل، فقالت: «بتاريخ 16 مارس/ آذار 2011 كنت أتابع ما يجري في الخارج من أحداث أثناء تواجدي في المنزل، وفي تلك الأثناء تم استهدافي بطلقة شوزن أصابت عيني اليسرى، وذهبت لأكثر من عيادة، غير أنها اعتذرت عن عدم تمكنها من علاجي، وطلبت مني التوجه إلى مجمع السلمانية الطبي، وبعد معاناة استمرت شهراً كانت عيني تعاني من نزيف ذهبت إلى المستشفى، وتم إجراء العملية لوقف النزيف واستخراج شظايا الشوزن، إذ كانت شظية داخل العين و3 في الوجه، وبعدها سافرت إلى الخارج لإجراء عملية لوضع عدسة، ونسبة النظر حالياً لا تتجاوز 20 في المئة، إذ أعاني من تلف في خلايا العين».
فيما أوضح عباس أحمد أنه تعرض لإصابة أثناء عملية إخلاء دوار اللؤلؤة في 17 فبراير 2011، وقال: «أصبت بطلقة شوزن استقرت في محجر العين اليمنى، أدخلت على إثرها لمجمع السلمانية الطبي لإجراء العملية، وتمت خياطة الجرح، وبقيت هناك لمدة شهر، واعتقلت بعدها إثر محاصرة قوات الأمن لمجمع السلمانية، وبعد الإفراج عني سافرت إلى الأردن للعلاج، إذ فقدت البصر نهائياً، كما أن النظر من العين الأخرى ضعيف».
وروى عباس عبدالله تفاصيل ما تعرض له في 13 مارس/ آذار 2011، أثناء التدخل الأمني لفتح الشارع المحاذي للمرفأ المالي، وقال: «في ذلك اليوم تعرض جسمي لثلاث طلقات مطاطية، إحداها أفقدتني عيني، وتعرضت لكسر في الجمجمة، ونقلت إلى مجمع السلمانية الطبي، ولم أستطع استكمال العلاج بسبب الوضع الأمني في المستشفى في تلك الفترة، واضطررت للعلاج في أحد المستشفيات».
وأشار إلى أن «الطلقة التي أصابت العين تسببت في إحداث تلفيات كبيرة فيها، وغادرت للسفر إلى الأردن من أجل العلاج وأجريت عملية هناك ولكن لم يكتب لها النجاح».
—————————————————————————طفلتا جعفر سلمان حضرتا «الوسط» علّ أحداً يسمعهما قبل فقدان والدهما البصر
وحضرت لـ «الوسط» عائلة المعتقل جعفر سلمان مكي سلمان (33 عاماً)؛ شاب مهدد بفقدان البصر بشكل كامل، وكان من بين الحاضرين ابنتاه التوأم اللتان تذكرانه باستمرار ومن دون توقف، علّ أحداً يستمع لصوتهما ليطلق سراح والدهما قبل أن يفقد البصر بشكل كامل.
وقال شقيق جعفر إن شقيقه «جعفر مصاب بعدد كبير من قطع الشوزن وفقد البصر في إحدى عينيه بينما تحتاج الأخرى للعلاج العاجل لأنه لا يكاد يرى منها كونها ضعيفة للغاية»، متسائلاً عن «السبب وراء الإصرار على إبقاء جعفر من دون علاج أو حتى نظارة في المعتقل، أولماذا لا يفرج عنه؟، فبحسب الجهات الأمنية أو الاتهام الموجه إليه هو متهم بالتجمهر، فهل العمى عقاب التجمهر؟»، لافتاً إلى أن «والدتنا تعيش منذ اعتقال جعفر في 15 مارس/ آذار 2011 في نكسة صحية وخصوصاً أنها فقدت إحدى شقيقاتي قبل اعتقال جعفر»، وبين أن «العائلة خاطبت رئيس اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق محمود شريف بسيوني ولكن دون جدوى، إذ رفضت الجهات الرسمية الإفراج عنه».
وذكر أنه «إذا كانت هناك أية نية للإصلاح أو تطبيق توصيات بسيوني، فلماذا الإبقاء على جعفر في السجن وهو بهذه الحالة، ما الذي سيعوضه عن فقدان البصر؟»، وتابع أن «جعفر محكوم عليه من قبل محاكم السلامة الوطنية بالسجن سنتين قضى منهما عاماً، ولكن الحالة الصحية له لا تسمح ببقائه يوماً واحداً في السجن».
—————————————————————————
«تقصّي الحقائق»: إصابات بالعمى جراء استخدام الشوزن والرصاص المطاطي
أكدت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في تقريرها أن «قوات الأمن استخدمت الشوزن من مسافات قريبة جدا وبعيدة، ما ادى إلى حالات وفاة وجروح خطيرة من بينها إصابات في العين»، لافتة إلى أن «الشرطة اطلقوا في بعض الحالات طلقات مطاطية من مسافات قريبة، ما سبب اصابات خطيرة لعدد من الضحايا، في مواضع شملت أعينهم، ما سبب بعض حالات الفقدان الجزئي أو الكامل للبصر».
وقالت اللجنة في الفقرة (1093) من تقريرها وتحت عنوان «استخدام الأجهزة الحكومية للقوة» ان إفادات الضحايا وأسرهم وأصدقاءهم والأدلة التي جمعتها اللجنة تعارضت مع المعلومات التي قدمتها وزارة الداخلية في عدة جوانب. ففي بعض الأوقات، أصيب مدنيون شاركوا في المظاهرات التي واجهتها وحدات من قوات الأمن العام، بأنواع مختلفة من الجروح. وكان أخطر هذه الجروح والتي أدت في بعض الحالات للوفاة…، هو استخدام بنادق الشوزن. وفي كثير من الحالات تعرض الضحايا لجروح من بنادق الشوزن في الظهر والعينين وأجزاء مختلفة من الوجه والأطراف والصدر. وتراوحت المسافات التي اطلقت منها مقذوفات بنادق الشوزن المذكورة من أقل من متر واحد إلى أكثر من عشرة أمتار.
وتابعت اللجنة «تشير الافادات إلى أن مقذوفات بنادق الشوزن استخدمت، في بعض الحالات باعتبارها الملجأ الأول ضد المحتجين عند هروبهم من امام وحدات من قوات الأمن العام، ما يعني ان بعض هؤلاء الافراد الذين أصيبوا بجروح من جراء استخدام بنادق الشوزن لم يشكلوا تهديدا لافراد من قوات الأمن العام. وذكر بعض الضحايا كذلك أن افراد قوات الأمن العام لم يطلقوا طلقات تحذيرية، وفي بعض الأوقات لم تطلق النار لإعاقة الافراد إنما لاصابة الضحايا بجروح مميتة».
فيما أفادت اللجنة في الفقرة (1094) بأن وحدات من قوات الأمن العام استخدمت طلقات مطاطية بشكل متكرر. وتشير الإفادات والأدلة التي قدمت للجنة الى ان افرادا من الشرطة اطلقوا في بعض الحالات طلقات مطاطية من مسافات قريبة، ما سبب اصابات خطيرة لعدد من الضحايا، في مواضع شملت أعينهم، ما سبب بعض حالات الفقدان الجزئي أو الكامل للبصر.
وأوضحت اللجنة في باب آخر وفي الفقرة (790) أنه وفي 17 فبراير/ شباط 2011 حضر أحد المرضى إلى مجمع السلمانية الطبي بعد اصابته بالشوزن في العين والوجه. وزعم انه شعر يوم 17 مارس/ آذار بان الوضع لم يعد آمنا للبقاء في المستشفى بعد ان شاهد جنوداً يرتدون الزي العسكري يدخلون المستشفى. وقرر مغادرة المستشفى رغم انه لم يكن قد استكمل علاجه بعد. وزعم بان ضابط شرطة ملثم الوجه يرتدي زيا أزرق اللون استوقفه عند مخرج قسم الطوارئ وطلب رؤية سجلاته الطبية ونماذج خروجه من المستشفى. وتم اعتقال هذا المريض فيما بعد ونقل بواسطة سيارة شرطة الى قسم شرطة النعيم، حيث تم احتجازه.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3529 – الأحد 06 مايو 2012م الموافق 15 جمادى الآخرة 1433ه
ـ