الالاف من بيروت والمناطق اللبنانية احتشدوا في "مهرجان الوحدة العربية" الذي دعت اليه اللجنة القومية العربية لاحياء ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة في 22 شباط 1958 بين مصر وسوريا في سينما اريسكو بالاس في الصنائع، حيث امتلأت القاعات الفسيحة والشوارع المحيطة بالجماهير.
وقد حضر الاحتفال د. علي دندش ممثلا الرئيس الدكتور سليم الحص، والحاج محمود القماطي ممثلا حزب الله، رئيس المنتدى القومي العربي د. محمد المجذوب، الوزيران السابقان عصام نعمان وزاهر الخطيب.
كما حضر الاحتفال مطران القدس في المنفى ايلاريون كبوجي، المنسق العام للمؤتمر القومي / الاسلامي منير شفيق، امين عام المؤتمر القومي العربي د. خير الدين حسيب، وعضوا الامانة العامة د. زياد الحافظ ود. هاني سليمان، ونقيب المحامين الاردنيين السابق حسين مجلي، الوزير الاردني السابق سليم الزعبي، الامينان العامان المساعدان لاتحاد المحامين العرب المحاميين عمر زين وسميح خريس، عضو مجلس النواب اليمني السابق د. عبد المقدوس المضواحي وانئب امين المؤتمر القومي العربي السابق ضياء الفلكي.
وحضر ايضا منسق اللجنة القومية العربية معن بشور واعضاء اللجنة احمد مرعي (حزب الاتحاد)، خليل الخليل (التنظيم الشعبي الناصري)، سهيل قصار (حزب البعث العربي الاشتراكي)، المهندس سمير طرابلسي (المؤتم الشعبي اللبناني)، ظافر المقدم (حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي) عبد الله عبد الحميد (تجمع اللجان والروابط الشعبية).
كما حضرت شخصيات وممثلو قوى واحزاب وطنية وقومية والاسلامية ورؤساء جمعيات وروابط وفعاليات.
في بداية الاحتفال دعا السيد عدنان البرجي الى الوقوف مع النشيد الوطني اللبناني، ودقيقة صمت اجلالا لارواح شهداء الامة العربية والمقاومة في فلسطين والعراق ولبنان، ثم قدم الشاعر الامير طارق آل ناصر الدين.
سعد
اول المتحدثين كان النائب السابق د. اسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري الذي قال ان يوم الثاني والعشرين من شهر شباط سنة 1958 هو يوم مجيد في تاريخ امتنا العربية. ففي ذلك اليوم نجحت قوى التحرر والتقدم في هذه الامة، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر ، في تحقيق اعز امانيها الا وهي انجاز الوحدة بين قطرين عربيين هما مصر وسوريا فشكلت الجمهورية العربية المتحدة.
واضاف سعد: ان شعلة الكفاح القومي العربي التحرري والتقدمي لا تنطفئ ابدا. وهي اذا ما خبت احيانا الا انها سرعان ما تعود الى التوهج والاشعاع لانارة الطريق، طريق التحرير والتقدم والوحدة، فها هي المقاومة الفلسطينية صامدة في غزة وفي كل انحاء فلسطين، وقد نجحت في مواجهة اجتياح غزة، كما نجحت في افشال كل محاولات العدو الصهيوني للقضاء عليه.
وها هي المقاومة في العراق قد أجبرت اقوى جيوش العالم على اتخاذ القرار بالانسحاب بعد الخسائر الكبيرة التي اوقعتها في صفوفها.
وها هي المقاومة في لبنان تقف على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عدوان صهيوني جديد، بعد ان ألحقت الهزيمةب بالجيش الاسرائيلي سنة 2006، وبعد ان حررت معظم الارض اللبنانية من رجس احتلاله سنة 2000.
وختم بالقول ان العروبة الكفاحية الديمقراطية المنفتحة تشكل الاطار الجامع داخل كل قطر عربي، وهي ايضا الاطار الجامع بين الاقطار. اما الطائفية والمذهبية والعرقية التي يدعو لها عرب امريكا فهي نقيض العروبة وهي نقيض الوطنية في الوقت ذاته، حتى لو أسموها زوراً وبهتانا "عروبة حديثة" فلكي نكون وطنيين حقيقيين، وعروبيين حقيقيين، علينا ان نحارب كل طرح طائفي او مذهبي.
الرافعي
بعده تحدث النائب السابق د. عبد المجيد الرافعي امين عام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي قائلا عندما نتطلع في هذه المرحلة على ما لحق بالامة العربية، من تعاون للانظمة الرسمية، ومن نكران لاهمية النظرية القومية وتطبيقاتها في الوحدة بشكل خاص، وحدة جعلت الشارع العربي يلتهب بالهتاف لها معلنا انه سوف يحميها بالدم والروح، وحدة جعلت القوى المعادية تضمر الشر لها، معلنة انها لن تدعها ترى الحياة والنور.
واضاف الرافعي: في هذا اللقاء لم يعد من الجائز امامنا على الاطلاق ان ندع حالة الافتراق والصراعات الجانبية العربية – العربية تسيطر على مساراتنا الفكرية والسياسية والنضالية واذا كنا لن نستطيع التغيير في اتجاهاتها بالسرعة المطلوبة فانما التحذير من خطورة استمرارها هو واجب الحد الادنى . فمن على هذا المنبر الان نتوجه الى كل المؤسسات الرسمية والشعبية والفكرية من اجل العمل على: 1- اعادة الحد لادنى من التضامن في داخل النظام العربي الرسمي، 2- دعوة اطراف الحركة القومية لاعربية احزابا وحركات وقوى وشخصيات فكرية وسياسية الى البدء بحوارات جدية لا يجوز ان تتوقف لسبب من الاسباب 3- اسناد الحالة الصحية الجديدة القديمة واعني ظاهرة المقاومة العربية وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة.
وتوجه في نهاية كلمته بالتحية والاكبار الى المقاومة العربية التي اعادت الحيوية الى الفكر القومي العربي.
مراد
رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد قال في كلمته لا شك ان جمال عبد النصار، شغل مكانة متميزة وفريدة، في التاريخ الحديث لأمته، وكانت قيادته ثورة 23 تموز 1952، علامة تحول بارزة أمكن فيها عن طريق الفعل الجسوري ، المستند الى تأصيل فكري عميق ، والى طموحات واسعة ومشروعة، تحريك قوى هائلة قادرة – مع اتصال التجارب واستيعاب حكمها – على تحقيق اغلى اهداف الامة.
واضاف مراد لهذا الاعتبار، فان الوحدة العربية لن تتحقق، الا من خلال ضرب السيطرة الاستعمارية ، وتصفية الدولة الصهيونية. وقد اثبتت التجربة ان تحقيق بعض هذه الخطوات، على مستوى اقليمي، لا يكفي لتحقيق الوحدة، ولم يحل دون ضرب الوحدة المصرية السورية، والأهم ان هذه التجربة، قد اثبتت ايضا ان قرار الوحدة في الاطار العربي، وعلى أي مستوى، يشكل في الوقت نفسه، قراراً بالحرب ضد الامبريالية والصهيونية.
ومع الاعتراف بالاهمية الحاسمة، لدور الامبريالية والصهيونية، لا بد من الاعتراف، بأن هناك قوى داخلية وخارجية متفاعلة، تعمل في سبيل الوحدة، او على العكس، في سبيل التجزية، فلا تكون الوحدة كما لا تكون التجزية، امراً حتمياً، بل هي مرهونة بنوعية الصراع وفاعليته، فالتاريخ صراع ارادات، والمنتصر هو الذي يملك الارادة الأقوى.
مرهج
كلمة تجمع اللجان والروابط الشعبية القاها الوزير السابق بشارة مرهج فقال: في زمن تعاني فيه الامة شتى انواع الاحتلال والاستلاب والاستغلال يغدو الايمان بالوحدة العربية بدون معنى ما لم يقترن بالنضال من اجل تحقيق هذه الوحدة وتجسيدها في دولة اتحادية قوية تحرر الارض المحتلة وتصون الثروة المبددة وتسترد الحقوق المغتصبة، فالنضال هو الوجه الاخر للايمان وفي ظل النضال تفرض المقاييس القومية الكبرى نفسها وتتقدم فيم العمل والاستحقاق وترتقي العلاقات العربية الداخلية الى مستوى الطموح وتتوارى المقاييس الاقليمية الصغرى التي تملاء حياتنا بالنعرات التقسيمية والعصبيات البدائية والنزعات الانهزامية ولكنها نواقص تجعل من التبعية خياراً له انصار بل مؤسسات تفتح ذراعيها للاجنبي تتملقه وتتماهى معه حتى لو استخدمها لحظة ليحتقرها مدى الزمان.
واضاف مرهج: في ظل النضال تحتل المقاومة مكانها السامي ويتحرر المجتمع من الصغائر والصغار الذين يتحكمون برقابنا ونذوب العصبيات الغرائزية في ذات كبرى عصية على العدوان نابذة للاستبداد متطلعة نحو الحرية وعلاقات انسانية تتكافأ مع شرف الحياة وقيمها الخالدة.
وعن دولة الوحدة قال مرهج: الوحدة التي نتطلع اليها ليست وحدة قسرية وانما هي قبل كل شيء لقاء حر يحقق مصلحة الافراد والجماعات والاقطار في دولة اتحادية تتكامل فيها الوطنيات وتتفاعل لتبني حيث الحاجة الى الى البناء وتدافع حيث تبرز التهديدات وترتقي بالحياة العربية الى حيث تلتقي الرسالة.
ودولة الوحدة التي تعبر عن ارادة ابنائها هي بطبيعة الحال دولة ديمقراطية عصرية تقوم على العزم والاخاء: العزم بوجه كل خطر خارجي والاخاء في كل ما يتصل بالعلاقات الداخلية فيعلو البنيان على اساس فهم المعطيات الموجودة داخل كل قطر وعلى اساس المصالح المشتركة بما يطمئن الجميع الى حقوقهم وبما يحث الجميع على العطاء والانتقال من فلك الانعزال والتبعية الى رحاب الوحدة والاستقلال.
وتابع مرهج فدولة الوحدة التي نطمح اليها هي الدولة المتفوقة حكما على الدولة القطرية هي دولة المقاومة والديمقراطية هي الدولة التي تقف على مسافة واحدة من مواطنيها سواء كانوا يحملون نجوما على اكتافهم او يكدحون ليل نهار لاطعام عائلاتهم.. دولة لا امتياز فيها لاحد على غيره الا بالمسؤولية التي ترتبط بالمساءلة. دولة تحتضن كل قطر عربي تستجيب للسائل، تؤازر المقهور وتسند المستضعف. دولة تنتصر للحق تفتح الحدود بين اقطارها وتنزع كل انواع السدود بين ابنائها. دولة تنقض مع ابناء غزة وكل فلسطين والشعوب الحرة على جدار برلين رقم 2 الذي يقيمه نظام الابارتيد على ارض فلسطين.. دولة تنزع كل انواع الجدران الفولاذية والخشبية التي تمنع التواصل بين ابناء الامة الواحدة… دولة تستلهم تجربة الوحدة الرائدة التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958 نتيجة للكفاح القومي في القطرين الشقيقين وكل اقطار العروبة .
وختم مرهج بالقول تلك هي التجارب التي نريد زرعها في ذاكرة الاجيال الجديدة لمدها بالثقة والمناعة لازالة عار الانقسام والاحتلال، عار العصبيات البدائية والاحتراب ، عار التخلف والتبعية الذي تسببت به سياسة الانعزال والخوف والاحتكار، سياسة الخنوع والضلوع التي جعلت القدس اسيرة وفلسطين محتلة والامة مغلولة اليدين يتطاول عليها القريب والبعيد وينهب ثرواتها القابعون في كهوف وال ستريت.
سمراني
كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي القتها الامين القطري المساعد المحامية رولا سمراني فقالت ليكن استذكار قيام اول وحدة عربية تحفيزاً للعرب ودفعهم للخلاص من حالهم المتفكك والعمل لأن يكون لهم موقف موحد وتضامن عربي مشترك يسهم في تجاوز نقاط الضعف في الواقع العربي ويحرك القوى والطاقات لرفع مؤشر قوتهم ووزنهم وتحسين مكانتهم العالمية لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الحاضر والمستقبل العربي.
واضافت سمراني: عندما عصفت بقطرنا اللبناني الحرب الاهلية اتخذ قائد التصحيح القائد الخالد حافظ الاسد قراره التاريخي بارسال الجيش العربي السوري الى لبنان من اجل وقف الحرب الاهلية ومنع مؤامرة تقسيمه والحفاظ على وحدته واعادة بناء مؤسساته الشرعية مقدما بذلك التضحيات الجسام.
وعندما تعرض القطر العراقي الشقيق للاحتلال من قبل الولايات المتحدة الامريكية وقف امين عام حزبنا سيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد الى جانب الشعب العراقي ومقاومته غير آبه بالتهديدات والضغوطات الامريكية رافضاً التجاوب مع مطالبها معتبراً ان لهذه الحرب التي شنت تحت ذارئع واهية وحجج كاذبة تداعيات كارثية وانعكاسات على المنطقة وعلى السلم العالمي. ودعا جميع القادة الى تحمل مسؤولياتهم ومواجهة ما يحيط بالامة من تحديات ومخاطر دفاعا عن شرفها وكرامتها وحماية مصالحها وصيانة وحدة وسلامة بلدانها.
وتابعت وفي هذه المناسبة نعلن ان خيار المقاومة ما زال خيارنا سواء في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا لانه الوحيد القادر على تحرير الارض المحتلة وعلى ابقاء امتنا قوية منيعة.
"واننا بدأنا الان ببناء شرق اوسط جديد جوهره المقاومة. فالمقاومة بمعناها الثقافي والعسكري وبكل معن اخر هو جوهر سياسياتنا في سوريا اليوم وفي الماضي وستبقى في المستقبل وهي جوهر وجودنا"
شاتيلا
أ. كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني قال في بيروت تحيي القوى القومية العربية يوم الوحدة العربية ، لتذكر قوى التغريب والتطرف بطبيعة بيروت، بمشاعر اللبنانيين الاحرار، بمجد الوطنيين والعروبيين الذين ضربوا الانتداب الفرنسي وحطموا مشروع ايزنهاور الامريكي واطاحوا بحلف بغداد البريطاني.
واضاف شاتيلا وبرغم العواصف الامريكية والاعتداءات الصهيونية واجهوا اتفاق 17 ايار المشؤوم وبرغم اصطناع العصبيات المذهبية والموجات التدويلية، انتصرت عروبة لبنان وانتصرة وحدة لبنان.
وقال شاتيلا ان الطريق الى احياء الوحدة العربية يتطلب 1- الدفاع المستميت عن الوحدات الوطنية العربية ضد الغزو الاجنبي وضد التطرف وضد التقسمييين، 2- الطريق الى الوحدة بوحدة المقاومات العربية، 3- الطريق الى الوحدة هو سلوك طريق التحرير من الاحتلال الاجنبي 4- الطريق الى الوحدة يستند الى الايمان والوطنية والعروبة.
وختم بالقول فلتكن ثقافة العروبة الجامعة، هي السائدة بيننا في مواجهة ثقافة المارينز، لتكن العروبة هي المعيار لا اليمين ولا اليسار.