هاني الفردان
يُحسَب لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على أنه المسئول الوحيد ذو القدرة على التفاعل والتعاطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وهو الأمر الذي زاد من شعبيته، وجعله يتربع على عرش المسئول الحكومي الأكثر متابعة من قبل المغردين المحليين والخارجيين.
يُحسَب أيضاً للوزير شجاعته في الرد والتفاعل، حتى مع معارضيه، فتجده يرد على بعض وليس كل من يناقشه، وربما يكون ذلك بحسب قراءة الوزير لكل شخص وكيف يمكن التعاطي معه.
أحد الحقوقيين في السادس والعشرين من أغسطس/ آب 2012 سأل الوزير عبر «تويتر» في خضم الأخذ والرد حول الشأن السياسي «مستعد تقول للعالم: لماذا تلفزيون البحرين استهدف طائفة فترة السلامة الوطنية؟ أليس هذا (المفترض) تلفزيون وطني يا سعادة الوزير»، وجاء رد الوزير «أخوي… اللي يسوق سيارة يطالع جدام، وما يلتفت وراء إلا اللي راجع ريوس».
الحل السياسي لهذا البلد، لخصه الوزير في تغريدته، وهي عدم الالتفات إلى الوراء، رغم اعترافه غير المباشر بما حدث من تحريض طائفي من قبل مؤسسات الدولة، ولذلك دعا للنظر للأمام بدلاًً من الالتفات للوراء.
نؤيد الوزير في ذلك، إذ إن الحل في النظر إلى المستقبل المشرق لهذا الوطن، الذي يجب أن يقوم على أساس المصارحة والمكاشفة، وذلك لن يكون إلا من خلال المواطنة الحقيقية بين مجمل أفراد الوطن الواحد دون أن تستحوذ فئة على مقدراته، والمساواة ليكون لكل مواطن صوت متساوٍ، والعدالة في التوظيف في مختلف مؤسسات الدولة، والقضاء، والإسكان، والإنصاف والتوزيع العادل للثروات، ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان من أبناء هذا الوطن طوال العقود الماضية، حتى لا يكون هناك فرصة لمواطن لأن ينظر للوراء ولحقوقه الضائعة.
ولكي لا نلتفت للوراء سعادة الوزير، يجب أن يفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، فمن يريد أن ينظر إلى الأمام يجب أن يكون منصفاً وعادلاً في نظره، إذ كلنا في هذا الوطن نعلم بأن المعتقلين سُجنوا للتعبير عن آرائهم حتى وإن اختلفنا مع بعضهم فيما طرح من آراء.
من يرى في الخيار الأمني حلاً للأزمة البحرينية سعادة الوزير هو اللي يسوق سيارة وما يطالع جدام، وهو اللي راجع ريوس، لسبب بسيط وهو أن كل الحلول الأمنية على مدى العقود السابقة لم تنتج استقراراً لهذا الوطن أبداً، وعندما أوشكنا على الحل السياسي عاشت البحرين شيئاً من الاستقرار والهدوء، إلا أن النظرة «الريوس» أعادتنا من جديد لذات المربع الأول.
ومن أجل المصالحة سعادة الوزير، لابد أن يكون هناك اعتراف بالأخطاء، والبدء بتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق بشكل حقيقي وصادق، فالعالم يشاهد الأمور بشكل أكثر وضوحاً.
من أجل المصالحة الحقيقية، لابد من الدخول في حوار جاد يفضي لتحقيق مطالب فئة كبيرة من هذا الشعب، التي عانت كثيراً طيلة العقود الماضية.
من أجل أن لا ننظر للوراء، يجب أن لا نكون أبناء «البطة السوداء» والفئة المغضوب عليها في كل شيء، ولكي لا ننظر للوراء يجب أن توقف آلة التخوين سواءً كانت الرسمية أو شبه الرسمية، ووصف أكثر من نصف هذا الشعب بالعمالة والتبعية للخارج والتشكيك في الانتماء الوطني.
ومن أجل مستقبل واعد ونظرة حقيقية للأمام، يجب أن ننظر لأبناء هذا الوطن بعين واحدة، لا تفرق بينهم بحسب مذاهبهم أو انتماءاتهم أو مناطقهم أو قبيلتهم. وإعطاء الشعب حقه في ممارسة دوره كمصدر للسلطات.
ولأننا ننظر للأمام سعادة الوزير… فإننا نحلم بـ«وطن لا يرجف فيه الأمل».