بعثت إليَّ الكاتبة العربية المناضلة نوال عباسي بمقالتها المنشورة في أدناه، وهي مقالة تحرص الكاتبة على إعادة نشرها في كل عام مع اقتراب ذكرى بدء الغزو الأميركي الصهيوني لأرض العراق الطاهرة.
انها، كما ستقرأون في تنويه السيدة الكاتبة، أول مقالة نشرت لها بعد احتلال العراق، قرأت فيها مستقبل الغزاة الذين قالت انهم سيغرقون في مستنقع العراق بعد أن يواجههم شعب العراق المقاوم بما يستحقون.
تنويه:
تسعة أعوام مرَّت على إحتلال العراق.. هذه أول مقالة كتبتها بعد إلإحتلال، وكانت تحت عنوان (من الذي سقط؟) أكتبها كل عام وفي أي صحيفة أكتب بها، وسأظل أكتبها كما هي دون إضافة أو حذف، وسأعيد كتابتها كل عام حتى يرحل الغزاة عن أرض العراق.
*** *** ***
من الذي سقط..؟
نوال عباسي
إخوتي العرب في كل مكان من وطننا العربي، أتألم حتى التمني بالموت وأنا أشاهد عبر شاشات التلفزة الصهاينة والأنجلو أمريكيين والفرس والعملاء والخونة والمرتزقة وهم يعبثون بالعراق أرضاً وشعباً، ويحاولون حكمه بالحديد والنار.
أجزم بأن جرائم الحرب التي إرتكبها الأوغاد لإحتلال العراق لم يسجل التاريخ مثلها..إنما تعد أشد بشاعة من جريمة هولاكو،فالقنابل المتعددة الأنواع والأحجام من عنقودية وفسفورية وإسمنتية المعبأة باليورانيوم المخصب وبغيره من المواد السامة والحارقة والمسرطنة كانت تنهال على العراقيين كزخات المطر دون ذنب جنوه، إلا كذب بوش وبلير بأن العراق كان يمتلك أسلحة محرمة دولياً ويودون تدميرها فاحتلوا العراق بالكذب وبالبلطجة من أجل الجلوس على منابع نفطه.. ولتحقيق حلم الصهاينة بوطن يمتد من النيل إلى الفرات.. بعد تهويد فلسطين.
ولقد فتحت الأرض العربية للغزاة أبوابها..وقدمت الطاعة المطلقة من المسؤولين العرب لمجرمي الحرب لإحتلال العراق الذي يعد البوابة الشرقية المدافعة عن اُمتنا العربية..المسؤولون العرب كانوا ولا يزالون صامتين، وكأن العراق يقع في بلاد الواق واق..ما شاهدناه عبر شاشات التلفزة من جرائم إقترفها الغزاة بحق أهلنا في العراق تقشعر لها الأبدان، فالبشر أضحت نعوشاً، ودماء الأبرياء أصبحت تغطي معظم الأمكنة، والسجون أصبحت تعج بالمعتقلين، ناهيك عن ملايين الهاربين من الموت بعدما أحرق الغزاة الأخضر واليابس، ودمروا حضارة أُم الحضارت، وعم سواد الإحتلال العراق بعد تكتيف مارده الجبار (صدام حسين) بالحصار الظالم الطويل.. وبفرق التجسس الكاذبة.. ليدخلوا ويحتلوا العراق آمنين..!
إني أسمع القدس تصرخ.. والأقصى يئن .. وأرى اهلنا في فلسطين يهجرون.. وفلسطين تهود.. وارض الرافدين تدنس ببساطير الغزاة والمرتزقة والخونة..ولقد أضحى البعثي العروبي إرهابياً.. ورأسه مطلوباً.. والمناضل المدافع عن حرية وطنه إرهابياً أيضاً..وبات العراق الرافض لكل أشكال الإستسلام والتطبيع مع الصهاينة مرتعاً للصهاينة..واصبح الإعلام العربي يهاجم الرجال الأفذاذ..ويتجاهل مجرمي الحرب الحقيقين.
أعرف العراق والعراقيين جيداً.. وأعرف بأنهم أبطال..وأجزم بأن بغداد لم تسقط إنما اُحتلت بالقوة الغاشمة..اما الذي سقط فهو جامعة الدول العربية، والمسؤولين العرب، ومجلس الأمن الدولي، وكوفي عنان، والشرعية الدولية والسماوية، وأمريكا.. أجل امريكا هي التي سقطت في المستنقع العراقي .. لأن المقاومة العراقية ستجعلهم يهربون من العراق.. والأيام والسنون ستشهد على ما أقول.
وجهات نظر:06 مارس 2012