من البوابة الشرقية تسلل المشروع الإمبراطوري الإيراني إلى جسد الأمة
ومن البوابة الشرقية سيخرج مهزوماً
حسن خليل غريب
لم يكن احتلال العراق ميسوراً أمام أميركا لولا الدور الإيراني، وبعد إلحاق الهزيمة بأميركا بفعل نضال المقاومة العراقية، يصبح من المُلح أن تُقفَل تلك البوابة بعد إلحاق الهزيمة بالاحتلال الإيراني للعراق. تلك هي استراتيجية المقاومة العراقية التي أصبحت تمثِّل أهم أهداف ثورة الشعب العراقي في اللحظة الراهنة.
ولماذا الاحتلال الإيراني؟
من بديهيات الأمور، التي لاتحتاج إلى برهان، أن هذا النظام يمثل اليوم الاحتلال البديل، وهو الآن يستفيد من إبقاء البوابة الشرقية للوطن العربي سائبة أمام تدخله، مشرعة الأبواب، فمنها وعبرها يستمد عوامل التدخل السريع في كل منطقة الهلال الخصيب، مضافاً إليها شبه الجزيرة العربية.
ولهذا كله، ومن أجل إعادة تحصين تلك البوابة، على كل الخائفين من التأثير الإيراني في شؤون الوطن العربي، والداعين إلى إبعاد هذا الدور أو إضعافه، يتطلَّب الواجب عليهم أن يعوا أن تقليم أظافر إيران وإبعاد تأثيرها عن التدخل في شؤونهم يقتضي أن يضعوا نصب أعينهم أن قتل الأفعى لا يجوز أن يبدأ من الذنب، بل أن يتم تركيز الضربات على رأسها.
وإذا كنا نحدد أولويات الفعل الاستراتيجي، ونحدده بقطع رأس الأفعى، إلاَّ أن ذلك لا يعني أن لا تضرب ذنبها أينما تيسَّر ذلك، بل هو مطلوب أيضاً. ولكن التلهي بقطع الذنب دون التركيز على الرأس سيكون هدراً للكثير من الجهد ومن الوقت والإمكانيات. فالحصول على نتائج موضعية في معالجة المرض لن يقضي على المرض إلاَّ بشكل جزئي. وإذا أُضعف التأثير الإيراني هنا أو هناك، ولم يتم قطع رأسه، يمكن للنظام الإيراني أن يستعيد ذلك التأثير والدور طالما هو يمسك بالمفاصل الاستراتيجية، والبوابة الشرقية هي أهم تلك المفاصل.
نقول هذا استناداً إلى مجموعة من الوقائع التي تحصل الآن، كما استناداً الى رؤية ما يدور الآن في الوطن العربي بعين استراتيجية. ومن أهم تلك الأسباب، ولأجلها تحالف النظام الإيراني مع (الشيطان الأكبر) من أجل إسقاط النظام الوطني في العراق، لأنه كان النظام الوحيد الذي يشكل حماية للوطن العربي بشكل عام، ولمنطقة الخليج العربي بشكل خاص. ولأن البوابة الشرقية كانت مقفلة بقيادة النظام الوطني، حال إقفالها دون تنفيذ استراتيجية تصدير ما يزعمون أنه (ثورة إسلامية). ومن أجل هذا لو خُيِّر ذلك النظام بين تقديم تنازلات في أي مكان في الوطن العربي أو تقديم تنازلات في العراق، لاختار أن يبقى في العراق لأنه يشكل نقطة البداية في تنفيذ حلمه الإمبراطوري، وذلك لأسباب عقيدية أولاً، ولأسباب لوجستية جغرافية ثانياً.
ولكن بين حلم النظام الإيراني والحقيقة التاريخية والعقيدية مسافات من الاستحالة تستند إلى شعور الشعب العراقي العميق بالمحافظة على الهوية العربية والقتال من أجلها وتقديم التضحيات مهما بلغت، وهي الحقيقة التي تميَّز بها العراقيون منذ آلاف السنين، فهم لم يكادوا يرتاحون من حكم الأمبراطورية الفارسية الزرادشتية، في القادسية الأولى، (أي منذ العام الخامس عشر الهجري الموافق للعام 636 الميلادي)، حتى عادت أحلام الفرس المنهارة منذ أربعة عشر قرناً إلى اليقظة من جديد تحت عباءة دينية مذهبية طالما جذبت إليها بعض العرب يدفعهم إليها عقيدة مذهبية توهَّمت أنها ستحمي المذهب.
تحطمت أحلام الفرس بإعادة بناء الإميراطورية الفارسية على قواعد مذهبية خادعة في القادسية الثانية، في 8/ 8/ 1988، واستيقظت في العام 2003، على وقع تحضيرات العدوان الأميركي. حينذاك لم يفوِّت النظام الإيراني فرصته فتحالف مع من اعتبره كذباً (شيطاناً أكبر). واستيقظت كل غرائزه المذهبية ليشارك في العدوان والاحتلال، ومن بعد إنجازهما أوغل في ارتكاب أقذر الجرائم السياسية والأمنية والاقتصادية والأخلاقية تحت علم ذلك الشيطان وفي ظل حماية دباباته. وتنفَّس الصعداء عندما ألحقت المقاومة العراقية الهزيمة بقوات الاحتلال الأميركي، لأنها فرصته بالإمساك بالعراق وحيداً، فاستمر بتنفيذ مشروعه وتعميق احتلاله متوهماً أن الساحة خلت له من دون منافسة أميركية. وهو الآن يخوض معركة ترسيخ أقدامه لاقتطاع جنوب العراق بالقيام بعدد من الإجراءات التي قلَّ نظيرها، مستخدماً من أجل ذلك الجريمة المنظمة.
وهنا يرتفع السؤال: هل يستطيع النظام الإيراني في هذه المرحلة أن يؤسِّس أحوازاً ثانية في جنوب العراق؟
لقد ضمَّت سايكس بيكو الأولى الأحواز العربية إلى الدولة الإيرانية، فهل ستنجح سايكس بيكو الثانية، الجاري تنفيذها الآن في الوطن العربي، بضمِّ جنوب العراق كـ(أحواز أخرى) وتلحقها بتلك الدولة؟
لهذا نرى أن من أكثر العوامل التي تُصاب بها الدول ذات المشاريع الإمبراطورية هو وباء العمى الإيديولوجي، الذي يسهِّل لها ارتكاب الجرائم الإنسانية والأخلاقية من أجل غاياتها وأهدافها. كما أنها تُصاب بالعمى السياسي. ولهذا استمرأ المشروع الإمبراطوري الفارسي لذة مذاق ما حققه من إنجازات وتأثير على الصعيد العربي بالخديعة والغش والنفاق، وكأنهم يقلِّدون أصحاب (القرن الأميركي الجديد). وهم إذ يقلدوه إلاَّ أنهم لم يتعلموا من الهزيمة التي لحقت بأولئك، وكأنهم يحسبون أنفسهم أكثر ذكاء منهم، أو أكثر قوة وإمكانيات. وعلى وقع ما خُيِّل إليهم من أنهم يحرزون النجاحات بفعل (إمداد إلهي) غرقوا ببحر من الأوهام، فاستمروا ينشدون انتصارات إلهية أخرى، متناسين أن نجاحاتهم وأدوراهم التي احتلوها ليست بفعل ما يمتلكون من قوة وذكاء، وإنما أحرزوها بفعل الضعف الذي أصاب الجسد العربي بعد أن غاب العراق بقوته ومشروعه النهضوي وإمكانياته واستراتيجيته.
بعد أن أصيب الاحتلال الأميركي بالهزيمة ورثوا الاحتلال وراحوا يتصرفون في العراق كالأسياد الحقيقيين، ولما جُوبهوا بقوة المقاومة العراقية وزخمها خاصة أن أهداف المقاومة تقاطعت مع أهداف الشعب العراقي. وبعد أن أخذ النظام الإيراني يستشم رائحة خطر المقاومة الداهم، راح يتصرف بعصبية وخوف شديدين دفعا به الى استحضار كل استراتيجياته ووسائله في محاولة منه أن يبعد عن نفسه تجرُّع كأس السم مرة أخرى. لذا تنوَّعت وسائله فاستخدمها من دون أي رادع أو وزاع أخلاقي. والمتابع للتقارير التي تنقلها وسائل الإعلام على قلة تلك الوسائل سيجد ما يلي:
-استمرار التواطؤ بين النظام الإيراني والإدارة الأميركية لأن تقسيم العراق يشكل هدفاً مشتركاً للطرفين المتواطئيْن. فقد جمعهما عامل الخوف من انتصار المقاومة العراقية خاصة أن هدفها الاستراتيجي استعادة وحدة العراق واستعادة عروبته؛ فوحدة العراق هو تهديم لمشروع (فدرلته) على أسس المحاصصة الطائفية كما هو حاصل الآن. واستعادة عروبة العراق يعني إعادة إحياء المشروع القومي العربي. وفي المحصلة النهائية سيستعيد العراق قوته ليستأنف مشروعه النهضوي، هذا المشروع الذي سيعيد للقومية العربية ألقها بما في أهدافها من تهديد لأطماع إيران وأميركا في العراق والوطن العربي، تلك الأطماع التي تحرز النجاحات طالما ظلَّ الجسد العربي ضعيفاً محكوماً بأنظمة لا همَّ لها إلاَّ المحافظة على نفسها حتى ولو كانت محمية من قوى الخارج الدولي والإقليمي.
-حماية أمن حكومة المالكي وعمليته السياسية، وهي مهمة مشتركة يقوم بأودها كل من النظام الإيراني والإدارة الأميركية معاً. ويضع كل طرف منهما كل ثقله من أجل هذه الغاية، وتظهر آثار تلك الحماية بداية ليس من التعتيم الإعلامي على جرائم ومفاسد تلك الحكومة فحسب، وإنما تظهر أيضاً في محاولاتهم الإعلامية التي تقوم بتجميل صورتهاعتبران أن جرائمها التي لا تُحصى مغفورة لسبب وحيد ورئيسي أنها تضمن مطامع الطرفين معاً. ولذلك نلاحظ أن كل ما يقومان به هو السماح بنشر تقارير تكشف جزءًا يسيراً من جرائم تلك الحكومة، وهذه التقارير التي تصدر عن مؤسسات دولية مستقلة، لا تُسمن ولا تغني بحيث لن تسمح هيمنة أميركا على كل المؤسسات الأممية بأن يصل تأثيرها إلى حدود مساءلة المجرمين أو محاسبتهم أمام المحاكم الدولية.
-مساعدة الميليشيات الطائفية وتنميتها ووضعها بديلاً للأجهزة الرسمية على ضعفها وقلة حيلتها وتواطؤ أكثر قياداتها بالدفاع عن سادتهم من الذين أوصولهم إلى تلك المناصب، طمعاً من تلك القيادات بتسهيل فسادهم وقيامهم بالسرقة والنهب والابتزاز وتكديس الثروات. ونتيجة هذا الواقع أصبحت حكومة المالكي (حكومة ميليشياوية) تتقاسم فصائلها مناطق السيطرة والنفوذ، ولعلَّ قوات سوات، التي تأتمر مباشرة بأمر المالكي، أكبر الميليشيات بأساً وإجراماً، وكذلك الميليشيات التابعة لحزب الدعوة، والتابعة لمعظم القوى السياسية الطائفية، كبدر وجيش القدس. والنتيجة تكون على حساب قيام دولة بمعنى الكلمة، وهذا الواقع يحافظ عليه الطرفان: النظام الإيراني والإدارة الأميركية لأنه يضمن بقاء العراق مفتتاً مقسَّماً.
-يضع النظام الإيراني كل أجهزة الدولة الأمنية تحت السيطرة المباشرة لضباط أمن إيرانيين، تأتمر بأوامرهم، وتنفذ تعليماتهم. وأما المهمة الموكولة لهؤلاء الضباط والقادة الإيرانيين فتقوم على أهداف كثيرة من أهمها تجنيد أقذر المجموعات إجراماً تصل إلى حدود بالسادية، ويصح بهم القول بأنهم من (القتلة المأجورين) مثل من يُسمَّى بـ(أبو ذراع)، ومهمة تلك المجموعات:
-القيام بالقتل على شبهة (مناهضة العملية السياسية) ممن يُعتبرون ناشطين وطنيين.
-تفخيخ السيارات وتفجيرها في أماكن مكتظَّة بالسكان، على أن يتم توزيع التفجيرات تارة في أحياء ذات لون مذهبي، وتارة أخرى في أحياء ذات لون مذهبي آخر، والهدف منها إدامة حالة الاحتقان المذهبي، من أجل تعميق الشرخ الطائفي وهو الضمان الأكثر تأثيراً في تفتيت العراق الى كانتونات مذهبية وطائفية وعرقية.
-تهديد حلفاء العملية السياسية ممن ينتقدون أداء الحكومة أو لا يجارونها باستخدام الوسائل القذرة ضد جماهير الشعب العراقي.
تلك الاستراتيجية القمعية، التي تتَّصف بالإرهاب المنظَّم، تشكل خارطة الطريق أمام النظام الإيراني، تحت صمت الإدارة الأميركية وسكوتها ومباركتها وتعتيمها الإعلامي. وهي الاستراتيجية البارز تطبيقها في شتى أنحاء العراق بشكل خاص، في الوقت الذي تبتعد فيه عن (الكانتون الكردي) لأسباب ذات علاقة بتحييده اعترافاً من ذلك النظام بشرعيته، بينما يركِّز على وسط العراق وبغداد لاحتوائهما بالقوة والقمع. أما بالنسبة للوسط فلأنه يعمل على استدراجه لتشكيل كانتون مذهبي فيه من أجل أن يكتمل واقع التقسيم. وأما بغداد فلأنه يطمع بإبقائها عاصمة مركزية، ولأسباب أخرى.
أما جنوب العراق، ولأمد قريب، فكان مطمئناً إلى أن أكثرية سكانه تنتمي إلى المذهب الذي يدين بالولاء له، ويبدو أنه اطمأن في المراحل السابقة إلى أن إجراءاته في تنظيف الجنوب من تشكيلات مناهضة له، مذهبية ووطنية، كانت تكفي لتدعه هادئ البال مطمئناً. ولكن ثورة المحافظات الست والغليان الشعبي الذي يعمُّ بغداد وجدت استجابات وردود فعل في جنوب العراق، وهو قد بدأ مرحلة المواجهة مع حكومة المالكي والنظام الإيراني. ولما وصلت الحالة في الجنوب إلى الدرجة التي راحت تُقلق بال النظام الإيراني، اشتدت وتيرة قمعه، وراح يستخدم قبضة الحديد والنار، ومن أبرز وسائله التي تتسرب أخبارها في هذه المرحلة هي التالية:
أ-الاهتمام بـ(تفريس) محافظة ديالى لأسباب لوجستية جغرافية، لمحاذاتها للحدود العراقية – الإيرانية.
ب-إقفال بوابة البصرة أمام أي اعتراض من أي نوع كان. وهكذا راح يفعل بمدينة الناصرية. وليست النجف وكربلاء بعيدة عن سائل القمع بعد ظهور ما يُنبئ بوجود حالات الاحتقان والرفض ضد العملية السياسية.
أما في ديالى فقد استخدم أسلوب اغتيال الوجهاء والمشايخ، حاسباً أنه يزرع الرعب في نفوس الآخرين، وبعيداً عن حساباته فقد اشتدَّت حالة النقمة والاعتراض من قبل العشائر العربية، كمثل ما حصل في صفوف عائلة السعدون بعد اغتيال العشرات من أفرادها وبعض وجهائها. ولما تحركت العشيرة المذكورة في مواجهة حكومة المالكي لاقت التجاوب من العشائر الأخرى.
وفي البصرة ابتدأ الأسوب القمعي، باستخدام الطرق الميليشياوية، من تهديد لعائلات تنتمي إلى مذهب آخر، بالتهديد والوعيد، عن طريق المنشور، أو الكتابة على الحيطان، أو توزيع رسائل التهديد ووضعها على عتبات المنازل والدور والأحياء.
وإذا كان القمع وسيلة تخويف للجم الأصوات المعترضة وتخويفها، فإنه في الوقت ذاته يشكل عاملاً يزيد من حالة الاعتراض. وهذا ما يحصل في أكثر من منطقة في العراق، وتزداد وتيرته الآن في جنوب العراق، فكل قمع لحالة اعتراض يشكل ردة فعل شعبية ضده. وهكذا يعيش جنوب العراق، فكلما ازداد القمع قابله المزيد من حالة الاعتراض والمواجهة. وبهذا يكون جنوب العراق قد دخل الحلقة المقفلة من القمع ومواجهة القمع. فالشعب في الجنوب، ممن يحسب النظام الإيراني أنه يشكل ضماناً لبقائه في العراق وحماية له، لم يعد لديه ما يخسره. وأما السبب فلأنه تحت حجة (حماية المذهب) ازداد الفقر والجوع والبطالة والمرض، وقلة الخدمات. وهل يأكل الشعب الجائع، ويتداوى الشعب المريض، من شعار (حماية المذهب)؟
إنها أكذوبة الإيديولوجيا المذهبية، كما هي أكذوبة الإيديولوجيا الطائفية. لكل هذا شاء النظام الإيراني أم أبى، فإن العراقي في جنوب العراق، وفي غيره، لن يثق إلاَّ بالعقيدة الوطنية والقومية التي يعتبر بأنهاتوفر ضمانة له في العدالة والمساواة بين جميع أبناء الدولة من دون تمييز يفرضه مذهب أو تفرضه طائفة. وهذا هو الثابت الأهم الذي تؤمن به المقاومة الوطنية العراقية.
نتيجة تلك الوقائع الميدانية والحقائق الموضوعية، أصبحت أهداف المقاومة أهدافاً للشعب العراقي في شتى أنحاء العراق. ولهذا أخذت شرارة المقاومة في جنوب العراق تنتشر في كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه، كما دخل النظام الإيراني دوامة دفع الخسائر بعد أن أنقضت أيام نهب العراق وسرقته. ومرحلة استنزاف قادمة ستوجع النظام الإيراني الذي لم يستفد على الإطلاق من مبادئ الجيرة الحسنة للأمة العربية بشكل عام وللعراق بشكل خاص. فهو قد زجَّ إيران من جديد بحرب جديدة مع العراقيين، وهو حتماً لن يخرج من المعركة إلاَّ مهزوماً، بحيث سيعود إلى حدوده المرسومة له باعتراف المجتمع الدولي، وهو كانت لديه فرصة ثمينة بالتراجع عن غيِّه موفراً على الشعب الإيراني الكثير من التكاليف، وعلى الشعب العراقي الكثير من المآسي والتضحيات.
في بداية هذه المرحلة، ستشهد معركة الفصل بين (أمركة العراق) و(فرسنته) من جانب، واستعادة العراق إلى أهله العراقيين وإلى حضن الأمة العربية من جانب آخر. وكل هذا يعني أنه إذا دخل النظام الإيراني من بوابة الاحتلال الأميركي من دون أن يدفع شيئاً، فإنه سيخرج مهزوماً تحت أسنة المقاومة العراقية مثخناً بالجراح مدمى.
وبالنتيجة النهائية، وإذا خرج هذا النظام من العراق ستُقفل في وجهه أبواب كثيرة من أبواب الأقطار العربية، وكل قطر عربي يرى مصلحته في إخراج إيران من دوائر التأثير في الوضع العربي أن يساعد على إخراجه من العراق أولاً، لأن إخراجه من أي قطر عربي من دون إغلاق البوابة الشرقية في وجهه، يعني كمن يبتر ذنب الأفعى من دون أن يقطع رأسها.