سوسن دهنيم
بدلاً من الفرح والتبريكات مرّ اليوم العالمي للتمريض على طاقم التمريض البحريني بأدمع سالت في ساحة الحرية بالمقشع يوم السبت الماضي، وبكثير من الأمل رسم الممرضون لهم طريقاً لتصحيح ما تعرضوا له من انتهاكات و تمييز من بعض الجهات الحكومية.
أكثر من 50 طالبا وطالبة من خريجي كلية العلوم الصحية لم يجدوا بعد فرص عمل في مجالهم، في حين ان وزارة الصحة تعلن عن شواغر وتستقدم كوادر تمريضية من خارج البحرين في ظل نقص شديد وصل الى 9 آلاف ممرض بنسبة ممرض لكل ألف مواطن، بحسب إحصائية قدمت في العام 2009 تحت قبة البرلمان، ذكرتها رولا الصفار في كلمتها يوم الاعتصام التضامني مع قطاع التمريض بمناسبة اليوم العالمي للتمريض والذي أقيم تحت عنوان «الممرضون على العهد باقون» بتنظيم جمعية الممرضين البحرينية وبالتعاون مع الجمعيات السياسية.
عُرِضَت خلال الاعتصام مقاطع فيديو، ولكنها لم تكن مقاطع احتفال أو فرح كعادة أي محتفل بيومه، بل كانت مقاطع التُقِطَت بكثير من الألم والدموع، سردت شريط ذاكرة مرّ من أمام أعين الجمهور بكثير من اللوعة والحزن.
في يوم التمريض العالمي هناك أكثر من 50 خريجا من دون وظيفة، و5 ممرضين معتقلين، وآخرين مفصولين وموقوفين منذ أكثر من عام، وهذه الأعداد هي حصيلة تكريم الكادر التمريضي في البحرين بلغة وزارة الصحة، فيما يحتفي العالم بأسره بكوادره في هذا المجال احتفاءً يليق بما يقدمونه من جهود لا يستطيع غيرهم القيام بها.
بالمقابل قامت جهات أهلية بتدريب ممرضين محليين في مناطق مختلفة، أكثر من 500 متدرب على الاسعافات الأولية كانت حصيلة هذه الجهود، شكلوا لبنة أولى قد تثمر غيرهم من المتدربين في المجال نفسه، كرموا بكثير من الحب والتقدير في ليلة الاعتصام التضامني مع الطاقم التمريضي.
رجال ونساء من مختلف الأعمار والتخصصات، انضموا لهذه الفئة كي يكونوا يدا لممرضين وأطباء أبوا إلا أن يقوموا بأداء أدوارهم تجاه مرضى ومصابين لا ذنب لهم سوى أنهم عبروا عن آرائهم وخرجوا للمطالبة بتحقيق طموحاتهم وآمالهم بمستقبل أجمل تكون فيه الديمقراطية الكاملة عنوانا، ليقابلوا بالقمع بمسيلات الدموع والرصاص المطاطي و «الشوزن».
اليوم العالمي للتمريض زارنا هذا العام باعتصام بدلاً من احتفال، وبباقة ورد تقدمها جمعيات وأفراد لرموز طالما عرفوا بتفانيهم لعملهم واخلاصهم له، بدلاً من أن تقدمها وزارة الصحة وهي الجهة المعنية بتكريم هؤلاء.
ومضة:
ليس في الحياة سوى مصدر واحد للسعادة هو أن يعيش المرء من أجل الآخرين.
ليو تولستوي