سوسن دهنيم
المناسبات العالمية تمرّ من هنا بشكل مختلف، بمرارةٍ غير معهودة، وبقليلٍ من الإحباط وكثيرٍ من الأمل.
إذ مرّ اليوم العالمي للعمال على البحرين بطعمٍ مختلفٍ، وسماءٍ مختنقة، الألعاب النارية الاحتفالية كانت أكثر كثافةً وأبلغ شراسة، وصرخات الأطفال هذه المرة لم تكن فرحاً وإنما اختناقاً لكثرة غازات هذا العام؛ بعد أن تحوّلت المسيرات العمالية الاحتفالية إلى مسيرات احتجاجية على أوضاع العمال المفصولين.
مرّ اليوم العالمي للعمال يوم الثلثاء الماضي بهدوءٍ رسميٍّ وصخبٍ شعبيٍّ، لم نسمع تصريحات زخرفية عن أوضاع العمال التي لا تشابهها أوضاع في الدول الأخرى بسبب «إنجازات الحكومة في الدفاع عن حقوقهم والتقليل من نسبة البطالة وخطط رفع الأجور» والتي لن تتحقق في ظل هذه الأوضاع. لكننا وجدنا تصريحات شعبية عن عدد المفصولين الذين لم يعودوا لأعمالهم، واستمرار التوقيف واستمرار الاقتطاع من الأجور، لنعي ويعي العالم الخارجي حجم معاناة العمال في البحرين، واستمرار انتهاك حقوقهم.
اليوم العالمي للعمال مرّ من هنا بمنع مسيرة سلمية في العاصمة (المنامة) خرجت لتتضامن مع المفصولين في يومهم المفترض، وبقمعٍ في مسيراتٍ داخل القرى لم يستطع معها الأطفال الخروج للاستمتاع بيوم إجازة رسميةٍ في منتصف الاسبوع، خوفاً من مسيلات الدموع!
مر اليوم العالمي للعمال بكل ما له وعليه، وهاهو اليوم العالمي لحرية الصحافة يطلّ علينا بخجل، لأنه يخشى طرق أبواب صحافتنا المحلية وإعلامنا المحلي الذي لم يعد سوى صورة متشابهة ومكررة في أغلبه، لا يلتفت لأدنى مقومات حرية التعبير، ولا يلتفت لأدنى مقومات المهنية التي لا تجيز لأحدٍ التطاول على غيره أو انتهاك حقوقه، والتي لا تتوانى عن التشهير والتخوين والسب والفبركات.
اليوم العالمي لحرية الصحافة يطلّ علينا ولدينا ضحايا كلمة، قالوا كلماتهم استناداً إلى حقهم في التعبير عن آرائهم، فلم يجدوا أنفسهم إلا وهم خلف القضبان أو في بيوتهم ورسائل فصلهم قد وصلتهم عبر البريد المستعجل!
اليوم العالمي لحرية الصحافة يطلّ علينا والجمعية المعنية بالدفاع عن الصحافيين لاتزال غارقة في سباتها تجاه الدفاع عن حقوق الصحافيين المفصولين والموقوفين والذين تعرضوا لانتهاكات واسعة.
اليوم العالمي لحرية الصحافة يطلّ علينا، ومجموعة جديدة أصبحت هي النور الذي يتطلّع إليه الوسط الإعلامي المنتهكة حقوقه، بعد أن آثرت تكوين تجمع يعبر عنها ويدافع عن حقوق أفرادها بعد أن تملصت الجهة الرسمية عن ذلك، ولتحتفل بالمناسبة عصر هذا اليوم، احتفالية تليق بمن انتهك حقهم في هذا المجال ومن تضامن معهم، إنها «مجموعة 19 البحرين» التي من المفترض أن تبدأ أنشطتها منذ اليوم وحتى حصول الإعلاميين على حقوقهم كافة.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.