هاني الفردان
مفردة «مفرد» انفردت بها وزارة الداخلية في بيان لها على موقع التواصل الاجتماعي بخصوص مقتل الشاب أحمد إسماعيل (22 عاماً) بعد أن أصيب بطلق ناري.
وجاءت مفردة «مفرد» من جديد في بيان لرئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن أكد فيه أن تقرير الطبيب الشرعي كشف عن أن وفاة الشاب أحمد إسماعيل في منطقة سلماباد؛ كانت بسبب تعرض المصاب لنزيف شديد جراء طلق ناري «مفرد» اخترق الأنسجة الجلدية، ما أدى إلى قطع شريان الفخذ الرئيسي ثم نفذ من الجهة الأخرى.
تعتبر مفردة «مفرد» فريدة وجديدة في علم بيانات وزارة الداخلية منذ الأحداث التي شهدتها البحرين في فبراير/ شباط الماضي وما قبلها أيضاً، إذ إن هذه المفردة الجديدة، تحتاج إلى تحليل وقراءة معمقة لمعرفة مفهومها ودلالاتها، وما القصد منها عندما وضعت في البيان.
في علم الإعلام؛ فإن كل كلمة أو حركة أو إشارة توضع ضمن قوالب الإعلام (المكتوب، المرئي، والمسموع) فإن لها دلالة ورسالة مقصودة وواضحة.
فيا ترى، ما هي رسالة كلمة «مفرد»؟
اختلف الكثيرون في تفسير هذه المفردة الجديدة، إذ اعتبرت فريدة في بيانات وزارة الداخلية، وخصوصاً بعد أن خلا البيان من مفردتي «مجهولين» و«مخربين» اللتين أصبحتا ذات دلالات واضحة المعالم والمقاصد.
جاءت مفردة «مفرد» كاللغز الجديد الذي يحتاج إلى تفسير، فقد ذهب البعض إلى تفسير كلمة «مفرد» بأنها «فرد» في إشارة إلى نوع السلاح المستخدم على اعتباره سلاحاً شخصيّاً (المُسدَّس) وجمعها فُرود، سلاح ناري يُشَغَّل بيد واحدة. يحمل المسدساتِ أفرادُ القوات المسلحة في المقام الأول، كما يحملها أفراد الشرطة في بلدان متعددة، إلا أن استعمالها بواسطة المدنيين في أقطار العالم كافة تقريبًا يفوق استعمال الأجهزة الحكومية.
فيما ذهب آخرون إلى أن هذه المفردة يقصد بها الشخص المفرد، في محاولة لإعطاء القضية البعد الشخصي، وكونها جريمة اعتيادية فردية، قام بها فرد ضد فرد، لا تستحمل أبعاداً أكثر من تلك الأبعاد.
أم أن الحادثة كانت عرضية، و«مفردة» بحيث لم يكن يصاحبها أي أحداث أخرى، وبالتالي تبعد الوزارة الحادثة عن أي ارتباط بما يحدث من أحداث ومناوشات أمنية في مختلف المناطق.
من الواضح أن القصد من «مفرد»، هو القصد ذاته من مفردة «مجهول»، إلا أن وقع مفردة «المجهول» وأثرها سيؤدي إلى حالة من عدم التصديق، وما قد يترتب عليها من صورة نمطية واضحة لدى الرأي العام، في ظل تكرار الشواهد التي كانت تصاحب هذه المفردة.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت الوزارة بحاجة إلى مفردة جديدة، يمكن أن تؤدي الغرض ذاته، ومن دون أن تخلق حالة من عدم القبول لها لدى الرأي العام؟، أم كانت بحاجة إلى مفردة توضح من خلالها وجود عقدة في القضية، يصعب من خلالها الوصول إلى الجاني الذي ارتكب الجرم؟
الأيام المقبلة كفيلة أن تشرح للرأي العام الهدف الحقيقي من مفردة «مفرد»، وما ارتباطها بالمفردتين السابقتين «مجهولين» و«مخربين».