سوسن دهنيم
وصلتني الرسالة أدناه من أحد المعلمين في وزارة التربية والتعليم، ردّاً على تصريح وزير التربية في الملتقى الجامعي الخليجي الثاني، وسأضعها بين أيديكم ليكون القارئ هو الحكم، علماً بأنني تأكدت مما جاء بها من معلومات من أكثر من معلم، ولم أغير من محتواها شيئاً، بل قمت بتعديل الصياغة فقط، وسأكتب تعليقي عليها في المقال القادم لضيق المساحة:
عندما سئل وزير التربية والتعليم يوم الخميس الماضي في الملتقى الجامعي الخليجي الثاني: «من أروقة الجامعة إلى ميادين العمل» عن سبب تفضيل الأجنبي على البحريني في العمل، قال: «إن الوزارة تعمل على التطوير والتحسين، لذلك نظمت الوزارة برامج إعادة تأهيل المعلمين ورفع كفاءتهم، لكن المعلم البحريني يرفض التطوير والانضمام إلى هذه البرامج ولا يوجد لديهم الدافع نحو التحسين والتطوير وخصوصاً القدماء منهم»، وخصّ منهم بالذكر معلمي اللغة العربية والرياضيات.
وتابع قائلاً: «لهذا السبب من الطبيعي أن تلجأ الوزارة إلى توظيف الأجنبي المؤهل الذي يمتلك الإمكانات والخبرات التي تجعله متميزاً على المعلم البحريني وأعلى كفاءة منه، ولا يرفض التحسين أو التطوير». فما قولكم يا معلمي البحرين؟.
وتابع كاتب الرسالة: سأرد أنا من باب كوني معلم لغة عربية وأترك باقي الردود لكم. عندما طرح أول برنامج لرفع كفاءة معلمي اللغة العربية، انضم إليه جميع مدرسي المادة تقريباً، ولم يتوانَ المعلمون عن الحضور إلى أن أنهوا الساعات المتطلبة للبرنامج، وكذلك الحال بالنسبة إلى البرامج الأخرى التي طرحت فيما بعد. وعندما أدخلت برامج جديدة مثل القيادة الدولية للحاسوب أيضاً لم يتأخر المعلمون عن الحضور، بل سعوا إلى دخول الامتحان ونيل الشهادة في هذا المجال.
من جانب آخر، عندما طرح مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل وما تلاه من تدريب للمعلمين عليه، سعى الجميع إلى دخول هذا العالم، والإبداع في إنتاج المواد التي ملأت موقع تبادل الدروس على شبكة الإنترنت، والمتصفح للموقع سيلاحظ أن معظم الدروس الموجودة في الموقع هي من إنتاج معلمين بحرينيين.
أما برامج التحسين والتطوير التي تمثلت في أكاديمية التعليم والتي وزعت على خمسة أيام، فلم يتركها معلمو اللغة العربية والانجليزية والعلوم بل واظبوا على الحضور فيها إلى أن أنهى معظم المعلمين اليوم الخامس، وحرصوا على تطبيق جميع ما تعلموه في مواقفهم التعليمية داخل الصفوف. أما نظام الفصل والرياضيات فقد نظمت لهم ورش الثقافة العددية فحرصوا كل الحرص على حضورها وتطبيق ما ورد فيها في صفوفهم الدراسية.
ولو نظرنا إلى المعلم الأجنبي في المقابل، أو المدرب الأجنبي الذي تم انضمامه مؤخراً إلى سفينة التربية والتعليم، سنجد أنه لا يفقه شيئاً عن طبيعة التعليم في البحرين، فتراه يتخبط في استخدام التكنولوجيا الحديثة، لا يعرف حتى كيف تعمل السبورة الذكية، وأي برنامج يساعد على تشغيل الدروس التي أعدت لتعرض بواسطتها، بل يعتبر أن هناك خللاً تقنيّاً في الحاسوب إذا لم يعمل نتيجة عدم تثبيت برنامج السبورة الذكية.
ونرى جميعاً أن المعلم الأجنبي الجديد بعيدٌ كل البعد عمّا يطبق حاليّاً نتيجة لدخول برنامج التحسين، فلا يعرف شيئاً عن النشاط الاستهلالي، ولا يهتم بالنشاط الختامي، ودرسه فارغ من تفعيل الاستراتيجيات الحديثة، يسير بنمط تقليدي، لا يرغب في تغييره باعتباره أمراً غير ضروري!
هذه هي الرسالة كاملة، لكنني أتساءل هنا ختاماً: هل يستطيع المعلم العربي القادم من دولة أخرى أن يعرف استراتيجيات التعليم في مملكة البحرين وهو الذي لم يدرس في جامعاتها ولم يتدرب في مدارسها، ليكون أكثر كفاءة من المعلم البحريني؟